دخل العديد من مرضى الأورام السرطانية بولاية تيسمسيلت، في متاهات البحث عن تخفيف الألم والعلاج حيث عبروا عن استيائهم جراء اللامبالاة في دراسة الملفات الخاصة بعمليات العلاج الكيميائي، ومن خلال خرجتنا الميدانية التي قادتنا إلى مستشفى عاصمة الولاية رصدنا مدى المعاناة اليومية التي يتجرعها مرضى السرطان، وما زاد الأمر تأزما هو نقص الأدوية والأجنحة المتخصصة في هذا المجال حتى يتم استقبال الأعداد الهائلة التي تتوافد يوميا على المصلحة من أجل إجراء التحاليل والأشعة أو من أجل العلاج، في ظل افتقار الولاية لمراكز جديدة متخصصة تستوعب الحالات المكتشفة التي تضطر حاليا للانتظار مطولا مما يزيد من خطورة وضعها خلال فترة الانتظار، هذا رغم سياسة الكشف المبكر التي تتبعها مصالح وزارة الصحة وحملات التوعية التي تطلقها بانتظام في أوساط المواطنين. **وحدة للعلاج الكيميائي لتخفيف ألام المصابين
كان قد تعزز قطاع الصحة بولاية تيسمسيلت، من وحدة للعلاج الكيميائي هي الأولى من نوعها بالولاية، والمجسدة في إطار المخطط الوطني لمكافحة السرطان، وجند لها مختصين في الأورام السرطانية و في العلاج الكيميائي، ويتوفر هذا المركز على تجهيزات خاصة للعلاج الكيميائي في متناول مرضى الولاية ومناطق مجاورة، في انتظار أن تتدعم المؤسسة العمومية الاستشفائية لدائرة ثنية الحد مستقبلا بوحدة للعلاج الكيميائي لمرضى السرطان والتي توجد حاليا في مرحلة التجهيز والتحضير لتدعيمها بالتأطير الطبي وشبه الطبي الضروري، هذا وكانت قد برمجت مصالح مديرية الصحة بالولاية بالتنسيق مع الخلية الولائية لمرافقة وتوجيه والتكفل بمرضى السرطان والمكتب الولائي للجمعية الوطنية لمساعدة الأشخاص المصابين بالسرطان لقاءات تحسيسية حول المخطط الوطني لمكافحة السرطان.
**140 حالة والعدد الإجمالي غير دقيق
تشير المعطيات المتوفرة عن تسجيل أرقاما مخيفة بخصوص تنامي الأمراض السرطان بولاية تيسمسيلت، حيث تم إحصاء ما يقارب 140 إصابة خلال هذه السنة، ولعل من أبرز العراقيل التي تقف في وجه القائمين على الصحة بالولاية لاكتشاف أمراض خطيرة أخرى هو غياب الأطباء المختصين في تسيير أجهزة أشعة السكانير من جهة، وغياب الحملات التحسيسية من جهة ثانية، والتي من شأنها أن تحث على ضرورة التشخيص للتمكن من الكشف المبكر عن الداء، وكانت جل هذه الحالات سجلت على مستوى مستشفيات تيسمسيلت، وثنية الحد وبرج بونعامة، في حين يبقى العدد الإجمالي للمصابين بالسرطان بالولاية غير دقيق كون الكثير منهم يصرحون بهذا الداء بالمؤسسات الصحية المتواجدة خارج الولاية خاصة تلك المتخصصة في علاج هذا المرض، وتتنامى بشكل مقلق حالات الإصابة بهذا الداء بالولاية، وهو ما يوضحه الرقم الذي يمثل عدد الإصابات المؤكدة، يأتي في مقدمتها الرجال ثم النساء و لم يستثن حتى شريحة الأطفال وحسب المختصين فإن التدخين يعد سببا رئيسيا في الإصابة لدى الرجال، ويأتي في المرتبة الأولى سرطان الثدي عند النساء، مما يتطلب ضرورة المراجعة الطبية المستثمرة للكشف عن المرض قبل استفحاله والتوزان الغذائي.
**العزوف يفشل حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي
كشفت مصالح وكالة الضمان الاجتماعي بالولاية عن عزوف تام للنساء خلال حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، رغم الحملة الكبيرة التي تقوم بها الوكالة من حملات تحسيس والتي مست المستشفيات و الصيدليات والأطباء الخواص وعبر الإذاعة المحلية، على الرغم من فتح الأبواب بتقديم هذه الخدمة المجانية التي تكون تكاليفها مرتفعة عند الخواص، خاصة بعد التسهيلات المقدمة ومن ضمنها تكفل الصندوق بتكاليف التنقل للمركز الجهوي التي تتبعه ولاية تيسمسيلت والمتواجد بولاية الأغواط، وحسب القائمين والمشرفين علي العملية التي تجري كل سنة، فإن الهدف وراء الحملة هو نشر الثقافة الصحية حول أهمية الكشف المبكر لهذا الداء والتوعية بوسائل الوقاية والتشخيص والمعالجة، لاسيما حماية المرأة من أكثر أنواع السرطان انتشارا في الوسط النسوي، لكن نقص الثقافة الصحية في أوساط النساء، لاسيما المرأة الريفية في القرى النائية أين تكثر هذه الحالات الخطيرة أدى لعزوف عن استقبال أي حالة.