الجزائر واليقظة ضرورية لمواجهة أي طارىء استنكر رئيس حزب تجمع أمل الجزائر”تاج” عمر غول، التهويل والهجمة الشرسة التي طالت رموز الدولة الجزائرية من خلال ملف “أوراق بنما”، محذرا الطبقة السياسية و المجتمع المدني من الانسياق وراء ملفات كهذه التي يراد بها تشتيت قدرات الأمة و تدميرها، كما دعا غول إلى اليقظة والصمود للدفاع عن سيادتنا ومصالحنا، مثمنا في معرض حديثه موقف الدبلوماسية الجزائرية في التعاطي مع هذا الملف بكل حنكة. تطرق غول خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الحزب، إلى مختلف القضايا الدولية والوطنية، التي بالغت فيها بعض وسائل الإعلام وعلى رأسها ما يسمى بأوراق بنما، أو “ويكليكس الثاني” الذي وسع رقعته إلى مخطط ربيع عالمي لاستهداف بعض الدول باستثناء الدول الكبرى، وهو غير بريء تقف وراءه جهات خفية قامت بعملية التسريب بانتقائية، متسائلا عن عدم ذكر مؤسسات ورموز الدول العظمى، والمقصود من تسريب هذا الملف؟ قائلا:«دول ظهرت وأخرى حجبت، من 11 مليون ونصف ملف تم تشويه صورة بلدان معينة منها الجزائر عبر تسخير قنوات إعلامية “. وأضاف رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، أن أوراق ويكليكس اهتمت بالوطن العربي تزامنت مع مخططات وأجندات الربيع العربي، الذي سوق على أنه حلم لإرساء الديمقراطية، لكنه تحول إلى ربيع دموي وخراب قضى على القدرات السياسية والاقتصادية والعقائدية لكثير من الدول العربية، في حين أوراق بنما وسعت رقعتها لمخطط ربيع عالمي، باستثناء الدول العظمى، مشيرا إلى أن جميع التسريبات مرت عبر عدة دول وبوكالة. و في هذا الإطار، حذر غول الطبقة السياسية والمجتمع المدني من الانسياق وراء مثل هذه الملفات التي تستهدف ضرب استقرار الأمة وتشتيتها، داعيا إياهم لليقظة و التجند للدفاع عن مصالح و مؤسسات الدولة، و حسب رئيس حزب “تاج” فإنه لا توجد معارضة أو سلطة في هذا الملف كوننا جميعا مستهدفون. و ندّد رئيس حزب تاج بشدة بما قامت به بعض المؤسسات الإعلامية، من خلال التهويل لهذا الملف واستهداف رموز الدولة، قائلا إن وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب أجاب عن الموضوع بوضوح، مثمنا في الوقت ذاته موقف الدبلوماسية الجزائرية في التعاطي مع هذا الملف والتعامل معه بحكمة قائلا:«نحن أسياد في قراراتنا ولا نقبل المساس برئيس الجمهورية رمز الدولة “. وعبر غول عن استغرابه لنشر أوراق بنما أياما قبيل استضافة الوزير الأول الفرنسي، ومحاولة تعكير الأجواء بين الدولتين الجزائرية والفرنسية، قائلا إنه على فرنسا الرسمية تحمل المسؤولية والتحرك لأن الصحف التي استهدفت الجزائر مقرها بفرنسا، وحسبه فإن توتر العلاقات لا يمكن من توفير الأجواء الملائمة لتبادل المصالح بين البلدين. وبالمقابل ثمن تكثيف العمل الدبلوماسي والتقارب الإيجابي بين الجزائر والعربية السعودية، وحسبه ليس في صالح البلدين التراشق وأن موقف الجزائر ثابت وهو عدم التدخل في شؤون أية دولة وأن جيشها مرابط في حدوده مجنّد لحماية أمن واستقرار الوطن، ولابد من تدعيمه معنويا، كما نوه بمجهودات الجزائر فيما يتعلق بالمصالحة بين الإخوة الليبيين والعمل على تأسيس حكومة وطنية، بحكم أنها دولة حكيمة وسيدة في المنطقة، وكذا بوادر التهدئة في سوريا واليمن. ملف الأساتذة المتعاقدين يجب معالجته بحكمة و فيما يتعلق بالقضايا الوطنية، دعا رئيس حزب “تاج” إلى الحوار ومعالجة ملف الأساتذة المتعاقدين المضربين بحكمة وتعقل كونه ملف حساس، وحسبه يجب أن يترك هذا الملف الاجتماعي التربوي للحكومة للفصل فيه، كي لا يتم زعزعة الأسرة التربوية، رافضا أن يتم تسييس الملف التربوي واستغلاله من طرف جهات لتأجيج الصراعات التي لا تخدم مصلحة أبنائنا. وفي موضوع آخر، أوضح غول أن مبادرة الجدار الوطني هدفها بناء جبهة داخلية وطنية قوية للتصدي لكل التحرشات والاستفزازات ورفع التحديات الاجتماعية والاقتصادية والأمن، مضيفا أن هذه المبادرة ليست ضد المعارضة، بل من أجل بناء الوطن مبديا استعداد حزبه للعب دور الوسيط بين جميع الأحزاب في إطار التكامل. مثمنا ما قامت به وزارة الداخلية والجماعات المحلية في عصرنة الإدارة وتقريبها من المواطن، لاسيما معالجة ملف الحرس البلدي. وموازاة مع ذلك، كشف غول عن تحضير الحزب لعقد المجلس الوطني يومي 15 و16 أفريل الجاري، وتنظيم عدة ورشات لمعالجة مختلف الإشكاليات المطروحة واستشراف المستقبل، وكذا عقد جامعة تاج للمرأة الجزائرية من أجل تعزيز مكاسب المرأة، وحسبه فإنه قد حان الأوان لأن تأخذ المرأة مسؤوليتها على كل المستويات باعتبارها شريكا أساسيا للتنمية الوطنية والتماسك الاجتماعي.