أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، أن مسألة التجارب النووية التي تكتسي حساسية بالغة بالنسبة للشعب الجزائري، تستدعي صياغة اتفاقات حكومية للتكفل بضحايا الإشعاعات الأبرياء وإزالة التلوث كلّيا عن المواقع المعنية. داعيا إلى أهمية تعزيز التعاون الثنائي مع فرنسا لتسوية الملفين الليبي والمالي، وكذا تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره في إطار الشرعية الدولية. قال سلال لدى افتتاحه الاجتماع الثالث للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية - الفرنسية رفيعة المستوى، التي ترأسها مناصفة مع نظيره الفرنسي مانويل فالس، بقصر الحكومة بالعاصمة، إن البلدين يواصلان السعي معاً إلى استعادة السلم والاستقرار في منطقة الساحل، خاصة في مالي وليبيا، مشيرا إلى أن اتفاق الجزائر حول مالي يتطلب التزاما دوليا متواصلا، معبّرا عن رغبة الجزائر في صياغة اتفاقات حكومية بين البلدين للتكفل بضحايا التجارب النووية وإعادة تأهيلها من أجل الحفاظ على صحة السكان وحماية البيئة. وتطرق سلال إلى أزمتي مالي وليبيا، مؤكدا أنهما تحتاجان إلى جهود مشتركة بين البلدين، لاسيما تشجيع المصالحة الوطنية والحوار السياسي لمكافحة الإرهاب والجريمة وتعزيز جهود التنمية التي يتم بذلها في إطار مخطط تقويم شمال البلاد بمالي. مضيفا، أن الأزمة الليبية تنطوي على تهديدات خطيرة للأمن الجهوي والدولي، مجددا تمسّك الجزائر بالحل السياسي الذي يحفظ سيادة هذا البلد الجار ووحدته السياسية وسلامته الترابية، مؤكدا تقديم الدعم لتنصيب حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. دعم الجزائر لتسوية عادلة ودائمة لنزاع الصحراء الغربية بخصوص ملف الصحراء الغربية، جدد الوزير الأول التأكيد على دعم الجزائر لتسوية عادلة ودائمة لنزاع الصحراء الغربية، تقوم على حلّ سياسي يقبله الطرفان، من شأنه تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، قائلا: “إن الجزائر، على غرار المجتمع الدولي، تدعّم تسوية عادلة ودائمة لنزاع الصحراء الغربية تقوم على حلّ يقبله الطرفان من شأنه تمكين هذا الشعب من ممارسة حقه في تقرير المصير وفقا لقرارات الاتحاد الإفريقي ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة”. وذكر الوزير الأول “بالمأساة التي يعيشها الشعب الصحراوي الذي منع منذ أكثر من 40 عاما من تقرير مصيره بحرية”. وأوضح الوزير الأول، أنه يتوجب على الجزائروفرنسا تكثيف الجهود قصد التكفل بالنزاعات المهددة للسلم والأمن في المنطقة، في إطار احترام الشرعية الدولية وسيادة الشعوب، مشيرا إلى أن الروح البناء الذي يطبع علاقتنا بما يحقق مصلحة البلدين والعمل معا لتفادي الخلافات. وفي هذا الإطار، جدد سلال موقف الجزائر القاضي بضرورة التنسيق والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني والقضائي، وكذا تجفيف مصادر تمويله ومكافحة الاتجار بالسلاح والمخدرات بلا هوادة، إضافة إلى محاربة ظاهرة الاتجار بالبشر، مشيرا إلى أن الحوار الثنائي بين البلدين قد تعزز خلال المرحلة الأخيرة بشكل معتبر وحققنا تقدما ملموسا في عدة ميادين. ...محادثات ثنائية تحادث الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، بالجزائر العاصمة، مع نظيره الفرنسي مانويل فالس، وتوسعت المحادثات لتشمل وفدي البلدين. وقد ترأس فالس مناصفة مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال، أشغال الدورة ال3 للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية - الفرنسية. يذكر، أن اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى تعد إطارا تم إقراره بمناسبة إعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون بين الجزائروفرنسا الموقع في ديسمبر 2012 من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، في أعقاب زيارة الدولة التي قام بها هذا الأخير إلى الجزائر.