إحياء للذكرى 71 لمجازر 08 ماي 1945، احتضن منتدى الأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة - علي تونسي، أمس، في طبعته ال 113، ندوة تاريخية نشطها الأستاذ الجامعي والباحث في الحركة الوطنية والثورة التحريرية الدكتور محمد لحسن زغيدي، بحضور مجاهدين وممثلين عن المجتمع المدني، إطارات من الأمن الوطني وممثلين عن مختلف وسائل الإعلام . بعد الإستماع إلى النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت ترحما على الشهداء الأبرار، نوّه عميد أول للشرطة أعمر لعروم، رئيس خلية الإتصال والصحافة بأهمية إيلاء اللواء المدير العام للأمن الوطني الأهمية لإحياء الذاكرة الوطنية ودراسة التاريخ للرفع من الحس الوطني والأمني لدى الأجيال المتواترة، من أجل الحفاظ على مكتسبات هذه الأمة واستكمال رسالة الشهداء والمجاهدين لتكوين جيل واع بقضاياه المصيرية ويسعى للتنمية والتطور . من جهته الدكتور محمد لحسن زغيدي وفي مستهل حديثه توجّه بجزيل شكره إلى اللواء المدير العام للأمن الوطني، نظير جهوده القيمة ونظرته المتبصرة لتجسيد مبادئ ومعاني الثورة التحريرية في جيل اليوم، متطرقا في حديثه عن دلالات هذه المناسبة وخصوصية هذه الذكرى من تاريخ الثورة وكفاح الشعب الجزائري، مشيرا إلى خلفيات مجازر 05 ماي 1945، التي تعود إلى النزعة الاستبدادية والاستدمارية للمستعمر الفرنسي للقضاء على كل ما هو جزائري مقترفا بذلك جرائم ثقافية واقتصادية واجتماعية في حق الشعب الجزائري والأرض الطيبة، وكذا المجازر والمحارق الإبادية التي نفذتها أيادي جنرالات جيش الاحتلال الغاشم، مثل مجزرة البليدة سنة 1830 ومجزرة بني صبيح سنة 1844. وأضاف المحاضر، أن الحركة الوطنية التي ظهرت في العشرينيات من القرن العشرين، كانت متيقنة من ضرورة توحيد الرؤى والعقيدة والأهداف الوطنية من أجل هزم الاستعمار الغاشم، مما جعل هذا الأخير بعد احتفاله بالذكرى المئوية لإحتلاله الجزائر يوقن أن هذا الجيل يشكل خطرا على تواجدهم في الجزائر، فعزموا على ضرورة استئصال هذا الجيل عن آخره وإبادته وهو ما حصل فعلا خلال أحداث 08 ماي 1945، حيث ذهب ضحيتها أكثر من 45 ألف مواطن جزائري أعزل. هذه العوامل حسب الدكتور محمد لحسن زغيدي، دفعت بجيل نوفمبر إلى عقد العزيمة و اليقين بأن الحرية لا تأتي إلا بالكفاح، مستدلا في ذلك بصور عديدة لكفاح الجزائريين من أجل استرداد سيادتهم، التي عكست عظمة الثورة وأبرزت أيضا التضحيات الجسام والضريبة الكبيرة المتمثلة في مليون ونصف مليون شهيد، دفعتها الجزائر من أجل حريتها وكرامتها. كما دعا الدكتور محمد لحسن زغيدي الجزائريين إلى ضرورة الحفاظ وصون هذا الوطن الغالي الذي سقطت لأجله أرواح الملايين من الشهداء الأبرار، كما ثمن بالمناسبة جهود المديرية العامة للأمن الوطني وعلى رأسها اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني في الحفاظ على ذاكرة الأمة والعمل على ربط جيل اليوم بماضي الآباء والأجداد وبطولاتهم المدونة بأحرف من ذهب في سجل التاريخ ليقف بعدها وقفة ترحم على أرواح الشهداء وكذا شهداء الواجب الوطني من أفراد الشرطة. في الختام، اعتبر الدكتور محمد لحسن زغيدي أن دراسة التاريخ الوطني من أسباب تعزيز الحصانة لدى الأجيال ودفعهم للمساهمة في الأمن الوطني، خاصة في هذه المرحلة التي تعرفها المنطقة ويعرفها العالم.