قصة المغامرة ترصدها «الشعب» أجمع زوار صالون التشغيل «سلام» في طبعته السادسة بقالمة على مشاركة المرأة بقوة وولوجها سوق العمل، مساهمة منها في التنمية الاقتصادية في مختلف التخصصات المتعلقة بالبناء والحرف والصناعة. «الشعب» زارت الصالون المنظم على مدار 4 أيام بدار الشباب محمدي يوسف، تنقل آراء متعددة كلها تصبّ حول نجاح المرأة في استحداث منشأة مصغرة ساهمت في تشغيل اليد العاملة. في هذا السياق، أشاد محمد قروم بصالون التشغيل «سلام»، الذي يعرض المنتوجات المحلية عبر مختلف الأجنحة، وخص بالذكر مشاركة المرأة الإيجابية ومساهمتها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وما حققته في سوق العمل، من خلال زيادة مؤشر التوظيف، بحسب ما يتضح من البيانات المخصصة في كل جناح بالصالون. أعطى قروم بذلك مثالا بما يتعلق بإنجازات المرأة بقالمة «صناعة القرميد ماونة» التي ساهمت بدورها في توظيف 25 عاملا واعتبر ذلك إنجازا مبهرا، مشيرا إلى أن المؤسسات المصغرة أداة فعالة في معالجة مشكلة البطالة، نظرا لما لديها من أهمية استثمارية وتنموية. من جهتها أكدت السيدة غموشي صباح، أنها جابت مختلف الأجنحة للتعرف والاطلاع على مختلف العروض المقدمة بالصالون، حيث أبدت اهتمامها بما حققته المرأة بقالمة وما وصلته من تطوير منتوج محلي ذي نوعية وجودة ينافس المنتوجات الوطنية والعالمية. في هذا الصدد، أضافت غموشي: «لم أكن أعلم أن بعض المنتوجات التي اقتنيها من السوق تصنع بقالمة، فطبعا لمَ لا نشتري منتوجنا المحلي؟ وخصت بالذكر مواد التنظيف وبعض المواد الغذائية». من هذه الناحية، أشادت غموشي بدور المرأة ومساهمتها في الإبداع من خلال فرض الذات بسوق العمل. واعتبرت صالون التشغيل فرصة للتعريف بإبداعاتهن الحرفية والصناعية، حيث كانت التظاهرة فرصة لإبراز نشاطات نساء إندمجن ضمن مختلف صيغ إنشاء المؤسسات المصغرة بعرض عيّنات لمنتجات أبدعتها أنامل نسوة أردن تحقيق طموحاتهن بولوج عالم الشغل، خاصة ما تعلق بمشاريع البناء والصيانة وهو ما تم عرضه من قبل السيدة بن شيكر بالتركيب والصيانة. وأبدت منال قفايفية رأيها قائلة، إن المشاريع الصغيرة المعروضة بالأجنحة تعكس دور المرأة في تقوية الأداء الاقتصادي العام، من خلال الاستثمار والتوظيف الذي يعتبر أداة مهمة في المشاريع، حيث تساعد على التخفيف من معدلات البطالة وترفع من نسبة القوى العاملة». في سياق متصل، قالت سعيدة فرنان إن ولوج المرأة القالمية عالم الشغل بصورة لافتة في السنوات الأخيرة، شكل طموحا لدى العديدات بالإقبال على وكالات التشغيل بمختلف صيغها، حيث أصبح النشاط لا يقتصر على مجال الحرف والصناعات الخفيفة، إنما تعداها لنشاطات ومجالات كانت حكرا على الرجال خاصة في مجال المقاولة والبناء. وأضافت منال، بمساعدة وكالة أونساج للشباب حاملي الشهادات، ظهرت مؤسسات متعددة بقالمة، تسيرها نسوة وهي سابقة لم تكن موجودة قبلا. وقد بدأت بوادر نجاح العنصر النسوي في إقامة مشاريع ناجحة، تزامنا مع هذه الإجراءات التحفيزية التي منحتها الدولة في إطار مختلف الآليات المتوفرة. وأوضحت في السياق، أن خير مثال على مؤسسة ناجحة تسيرها امرأة، مؤسسة صناعة مواد التنظيف بقلعة بوصبع، حيث تباع منتوجاتها على مستوى ولاية قالمة وخارجها، ما يعني أن العنصر النسوي أصبح يلعب دورا في استحداث الثروة المالية والدخل وذلك نظرا للنسبة الكبيرة من المتخرجات من الجامعة ذوات المستوى التعليمي العالي. وفيما يتعلق بالنسوة اللاتي أردن ولوج عالم الشغل وخوض غمار التحدي، أكدت السيدة وداد طالب صاحبة منشأة مختصة في العلاج الطبيعي الفيزيائي، أن الانطلاقة كانت صعبة مع مسألة الوصول للزبون، لكن مع الوقت ومن خلال مقاييس العمل التي استخدمتها وجدت صدى وإقبالا نسويا على العيادة أكبر من فئة الرجال. كما اهتمت بفئة المعوقين. وبحسبها، فهي تخصص يوميا دروسا وحصصا للمقبلين على العيادة. وقالت السيدة العطرة غموشي، صاحبة مشروع تركيب النظارات: «أردت خوض غمار إنشاء مؤسسة مصغرة بعد العودة لمقاعد الدراسة بالجامعة برفقة ابنتي، نلت شهادة التخرج لتكون البداية شهر سبتمبر 2015 بولوج عالم الشغل بمشروع تركيب النظارات». وأضافت في حديثها عن الإبداع النسوي ودخولهن مجال الشغل بتفوق، أن المرأة تمكنت من دخول سوق العمل وتسيير مؤسسات من خلال الجهود المبذولة من طرف الدولة، بتذليل كل العقبات التي تواجهها، حيث أصبح طموحهن يرقى لتوسيع المؤسسة المصغرة إلى منشأة أكبر لخلق المزيد من فرص العمل. بدوره أفادنا اموسى لشطر، المدير بالنيابة لوكالة «أونساج»، بأن المشاركة كانت ب55 جناحا من جميع الأجهزة، تحت وصاية وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي وكذا البنوك العمومية ومختلف الغرف المحلية (غرفة التجارة والصناعة، غرفة الصناعة التقليدية والحرف والغرفة الفلاحية). وأشار إلى أنه تم تسجيل 25 مؤسسة مستحدثة في إطار وكالة دعم التشغيل من مختلف النشاطات، بالإضافة إلى 10 مؤسسات مستحدثة في إطار الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة من مختلف النشاطات. في السياق قال، نعمل من خلال صالون التشغيل على تشجيع أساليب الاتصال وسط الشباب حاملي المشاريع والمتعاملين الاقتصاديين، وتمكين الشباب من التعرف على شركاء أجهزة الدعم (كناس وأونساج)، التي تدخل ضمن مسار خلق المؤسسة المصغرة (البنوك، مصالح الضرائب، المركز الوطني للسجل التجاري،الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء).