الكثير من المشارقة لازالوا لم يطلعوا على أدبنا وهذا نتحمله نحن اقتربت “الشعب” من الدكتورة حفيظة طعام أستاذة الأدب العربي بالمركز الجامعي بتيسمسيلت، والمتحصلة على جائزة الروائي غسان كنفاني للقصة القصيرة التي أقيمت بالعاصمة الأردنية عمان مؤخرا، حيث حظيت مجموعتها القصصية “من مذكرات غرفتي”، التي تحتوي على مجموعة قصص قصيرة جدا، تروي عديد الوقفات الاجتماعية. تعتبر الجائزة، التي تقدمها كل سنة مؤسسة فلسطين الدولية، من بين الجوائز الأدبية وتخصص سنويا للأجناس الأدبية والفنية. وقد سبق للأستاذة حفيظة أن أصدرت مجموعتها القصصية الأولى “وشوشات بعد منتصف الليل” وعلى هامش ربيع الونشريس الأدبي تم تكريم الفائزة من طرف هيئة الطبعة ووالي الولاية. - الشعب: توّجتِ مؤخرا بجائزة غسان كنفاني للقصة، هل كنتِ تنتظرين هذا التتويج؟ حفيظة طعام: في حقيقة الأمر لم أكن أعلم حتى أن مجموعتي دخلت المسابقة، إذ قامت “دار الكلمة” لصاحبها الكاتب عبد الكريم ينينه بترشيحي للجائزة دون أن أعلم. وذلك لما لمسه في المجموعة من مميزات إبداعية، بحسب رأيه كقارئ متذوق، وكناشر قام بأداء واجبه ولم يكتف بالطبع فقط، وهنا أقدم له كل التحية والتقدير. - النص الجزائري فرض حضوره على مستوى الأجناس الأدبية عربيا وإقليميا، هل يمكنكِ تشخيص هذا التميّز؟ يجب التنويه بالنص الأدبي الجزائري، فهو نص يشتمل على كامل الأدبية على اختلاف أجناسه ويحتوي على عنصر الإبداع بامتياز، بخصوصياته المغاربية المنفتحة على الآخر، باعتبارنا عربا ومتوسطيين وأفارقة أيضا، ولايزال يحقق النجاح والتميز في كل مرة تسنح له الفرصة ليكون في موقع الترجيح. هو جزء هام من الأدب العربي، غير أن الكثير من إخواننا المشارقة لا زالوا لم يطلعوا عليه بالشكل الكافي، وهذا نتحمل نحن الجزء الأكبر منه. تم تكريمكِ في ربيع الونشريس الأدبي، هل تشعرين فعلا بأنها التفاتة مشجعة؟ وهل تلقيتِ تهنئة من الوصاية، بغض النظر عن الجامعة؟ الجائزة شكلت لي فرحا استثنائيا، لأن هذا التتويج بالنسبة لي كان تتويجا للجزائر. وحينما يأتيك هذا من طرف محايد لا يعرفك ولا يعرف حتى شكلك، فإنه يعزز ثقتك بنفسك ويمدّك بطاقة لمواصلة ترقية أدوات الكتابة لديك.. أما بخصوص تكريمي في تظاهرة ربيع الونشريس الأدبي، فإنها التفاتة جاءت في وقتها ولا يسعني إلا أن أحيي القائمين على هذه التظاهرة التي تتطور من عام لآخر، هذا من ناحية، وعلى ثقافة العرفان المصاحبة للتظاهرة من ناحية ثانية وعلى ما يصنعونه من متعة وبهجة وسط جبال الونشريس الشامخة، لهم مني كل التحية والتقدير. أما بخصوص تهنئة من الوصاية، فلم أتلق أي شيء من هذا القبيل، ولم أفكر فيه، لولا سؤالك هذا. لقد أنستني تهاني زملائي الكثيرة ذلك، كل الشكر لهم.