يشهد برنامج عقود التكوين الإدماجي بولاية غليزان إقبالا كبيرا للشباب البطالين الراغبين في تعلم، ميدانيا، احدى المهن اليدوية، حسبما أفادت به مديرية التشغيل. وأوضح نفس المصدر أن الاهتمام بهذا النوع من آليات التشغيل عن طريق التكوين، الذي يندرج في اطار جهاز المساعدة على الادماج المهني ''يفند الفكرة السائدة في المجتمع والمتعلقة بنفور الشباب من المهن اليدوية والحرفية'' حيث تم احصاء، منذ سبتمبر الماضي،681,3 بطالا مستفيدا من عقود الادماج التكويني، مما سيسمح لهم بالاندماج مستقبلا في سوق الشغل، وفق ظروف ملائمة. ويتوزع هؤلاء الشباب غير المؤهلين مهنيا، وذوي المستوى التعليمي المحدود، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و35 سنة، على 388 ورشة تم فتحها بمبادرة من الجماعات المحلية على مستوى مختلف بلديات الولاية الثمانية والثلاثين، وهذا بالتنسيق مع الوكالات المحلية للتشغيل واليد العاملة وتحت اشراف المديرية الولائية للتشغيل. يذكر أن قوائم المستفيدين من هذه العقود، تعدها الوكالات المحلية للتشغيل واليد العاملة، حيث يتحصل كل شاب متربص بعد توجيهه لاحدى الورشات على منحة شهرية تعادل 12 ألف دج، مع استفادته من التغطية الاجتماعية، فيما توكل عملية تأطيره نظريا وتطبيقيا للعمال المؤهلين التابعين لمصالح البلدية المعنية. وترمي الأشغال المبرمجة في اطار الورشات التكوينية الى المساهمة في ترقية الاطار المعيشي للسكان وحماية البيئة، على غرار صيانة الطرقات وشبكات توزيع الماء الشروب والصرف الصحي وترميم المدارس، وكذا التهيئة الحضرية والتشجير وتنظيف الأحياء السكنية وتجميل المحيط واعادة الاعتبار للمساحات الخضراء والانارة العمومية وفتح المسالك الريفية. للاشارة، فان هذه العقود التي لا تتجاوز مدتها في المرحلة الأولى، سنة واحدة، حسب طبيعة الأشغال، تتيح فرصة لتكوين الشباب من طالبي العمل، لأول مرة، في تخصصات مهنية عديدة والتي تبقى نادرة ومطلوبة في سوق العمل، مثلما هو الشأن بالنسبة للبناء والطلاء والترصيص الصحي والكهرباء والنجارة والتلحيم لتتوج الفترة التكوينية بحصول المستفيد على شهادة تأهيل. واستنادا الى مديرية التشغيل، فان عملية تكوين هؤلاء البطالين ستمكن من توفير خزان من العمال اليدويين المؤهلين بالامكان توظيفهم في المرحلة الثانية من طرف المؤسسات والمقاولات المكلفة بتجسيد المشاريع التنموية الموجهة لولاية غليزان في شتى القطاعات. وفي هذا الصدد، تتكفل الدولة، في حالة استعانة مؤسسة عمومية أو خاصة بأحد هؤلاء الشباب المكونين ب 6000 دج شهريا، من الراتب المقدم للعامل، وذلك طيلة سنة واحدة مع استفادة المؤسسة، في نفس الوقت، من مزايا جبائية وشبه جبائية. ومن جهة أخرى، تحضر المديرية الولائية للتشغيل للشروع في تقييم درجة نجاعة برنامج عقود التكوين الادماجي ومدى تأثيره على الظروف المعيشية للسكان والمحيط البيئي لكل بلدية على حدة، وهذا من خلال عقد سلسلة من جلسات العمل مع المسؤولين المحليين، فضلا عن القيام بزيارات ميدانية للورشات المستحدثة في هذا الاطار. وعلى ضوء نتائج هذه العملية، يضيف نفس المصدر، سيتم وضع دراسة تخص امكانية توجيه وتحسين أداء البرنامج الذي شرع في تجسيده، السنة المنصرمة، مع العمل على تعميمه على قطاعات أخرى، وكذا رفع عدد المستفيدين منه بالولاية حيث يتوقع أن يمس، خلال العام الجاري، زهاء 7000 بطال آخر.