وقف القادة الأفارقة دقيقة صمت على روح الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز في افتتاح القمة ال 27 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بالعاصمة الرواندية كيغالي وهي التفاتة لا تحمل مجرد تعاطف إفريقي مع الفقيد محمد عبد العزيز بقدر ما تعكس دعم القادة الأفارقة للقضية التي عاش ومات من أجلها هذا الرجل وهي كذلك رسالة دعم للرئيس الجديد للجمهورية العربية الصحراوية الذي حظي بدوره بحفاوة كبيرة في الاستقبال من طرف القادة الأفارقة في افتتاح القمة وهذه رسالة أخرى واضحة المعالم والدلالات . إن ما تحرزه القضية الصحراوية من تقدم على الصعيد الدبلوماسي المتمثل في اتساع رقعة المؤيدين والداعمين لها عبر العالم تؤكّد أن هذه القضية مقبلة على مرحلة حاسمة في المسار النضالي للشعب الصحراوي وأن هذا الأخير سينتزع أخيرا بفضل صموده ووقوف أحرار العالم إلى جانبه حقه في تقرير مصيره بكل حرية، يضاف إلى ذلك المساعي والنوايا المعلنة للمغرب في العودة إلى الاتحاد الإفريقي بعد 32 عاما من انسحابه احتجاجا على التحاق الجمهورية العربية الصحراوية بالمنظمة الشيء الذي يحمل بدوره رسالات واضحة على أن المخزن لم يجن شيئا من سياسة الكرسي الشاغر ولم تجر الأحداث وفق ما اشتهاه الملك الحسن الثاني الذي اعتقد جازما أن القارة الإفريقية ستهرول لإرضائه وترضخ للمساومات وتتخلى عن الشعب الصحراوي وتقبل بمقايضة كرسي الجمهورية العربية الصحراوية بكرسي المملكة المغربية في الاتحاد في حين أن شيئا من ذلك لم يحدث، وعلى العكس تماما استطاعت جبهة البوليساريو طوال هذه الفترة كسب الرهان المتمثل في إجماع القادة على دعم القضية الصحراوية في الوقت الذي يعرف فيه المغرب عزلة قارية ودولية غير مسبوقة وهو ما يفسر هرولة المملكة نحو العودة إلى المنظمة القارية وشغل الكرسي من جديد جنبا إلى جنب مع الجمهورية العربية الصحراوية وهذا ما يعني أن صانع القرار في المغرب أصبح يدرك جيدا أن مواجهة المشكلة بشجاعة خير من الاستمرار في سياسة التعنت والهروب إلى الأمام وأنه لا مناص اليوم من الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع خصمه الحقيقي في النزاع بدل توزيع التهم ذات اليمين وذات الشمال وافتعال خصومات وهمية لا تخدم أحدا.