أخفق وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في كسب مواقف مؤيدة من الجزائر، حول ما يتعلق بالملف السوري واليمني والقوة العربية المشتركة، بعد أن فضل زيارتها كأول محطة في جولته الخارجية بدل المغرب. ويرى مراقبون أن الرياض تلعب على وتري الجزائر والمغرب لحساسية العلاقات بين البلدين، بسبب الموقف المتصلب من الرباط بخصوص الصحراء الغربية، الذي أثاره الوزير السعودي حين أبدى دعمه المباشر لأطروحة المخزن رغم أن القضية من صلاحيات مجلس الأمن الدولي. لكن السعودية التي أخفقت في جر الجزائر إلى معسكرها ”تسترضي” الرباط بقضية هي من صميم عمل الهيئات الأممية. وقد أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوية، محمد سالم ولد السالك، أن تصريح وزير خارجية السعودية عادل الجبير، الذي يعلن فيه تأييد بلاده لاحتلال المغرب للصحراء الغربية، يتناقض بصفة واضحة وجلية مع قرارات الشرعية الدولية، بدءا من الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية سنة 1975، الذي أكد عدم وجود أي روابط سيادة بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية. وأبدى الوزير الصحراوي استغرابه للتصريح، متسائلا عن دواعيه وأسبابه، خاصة أن الوزير السعودي حضر شخصيا إلى جانب الجمهورية الصحراوية في القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي المنعقدة يومي 30 و31 جانفي باديس أبابا، ولاحظ مباشرة أن المملكة المغربية هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي توجد خارج الاتحاد الإفريقي وفي عزلة تامة نتيجة لاحتلالها اللاّشرعي لأجزاء من الجمهورية الصحراوية، الشيء الذي دفع القادة الأفارقة في هذه القمة، إلى إصدار قرار يدين العراقيل المغربية أمام المجهودات الأممية الرامية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. وأكد ولد السالك أن أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة وقرارات ولوائح كل المنظمات الدولية كافية بأن تفنّد وتدين تصريحات وزير الخارجية السعودي التي تؤيد الظلم وتسيء لسمعة بلاده ولا تساهم في إحلال السلام على أساس العدل والحق والقانون. وبدا الاسترضاء السعودي للرباط واضحا أمس، من خلال مشاركة المغرب، تونس، وموريتانيا، في غياب الجزائر، في التمرين العسكري الذي اعتبرته الرياض، الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة ”رعد الشمال”، إذ تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية.