تزخر ولاية بجاية بالعديد من المعالم السياحية، الثقافية والتاريخية، والتي جعلتها من بين الولايات الأولى استقطابا للسياح. من هذه المعالم حظيرة قورايا التي تعتبر من أجمل المواقع السياحية على المستوى العالمي، ويقصدها الزوار لقضاء أوقات ممتعة بها، والابتعاد عن ضوضاء المدن والطرقات. «الشعب» تنّقلت إلى هذه الحظيرة الجميلة والتقت بالعديد من الزوار والسياح، الذين عبروا عن روعة المكان الذي تزاوجت فيه زرقة البحر بخضرة الغابات والجبال، مشكّلة لوحة في غاية الروعة والإحسان. جميلة مغتربة تقول في هذا الصدد ل «الشعب»، «تعدّ ولاية بجاية من الولايات الأكثر استقطابا للسياح في فصل الصيف، فهي وجهتي المفضلة لما تزخر به من أماكن سياحية جميلة، بالإضافة إلى آثار تاريخية رائعة الجمال، لأن بإمكان الزوار أن يتمتعوا بالمناظر الخلابة، سواء كانوا قادمين برّا أ وبحرا أو جوّا، وما يشد انتباههم أكثر هو جبل قورايا الشامخ، الذي يفتخر به سكان المدينة لأنه يضم الحصن الأسطوري. وفي الحقيقة يتطلب الوصول إلى قمته العالية جهدجا كبيرا، بالنظر إلى صعوبة تضاريسه وسط دروب ضيقة، ولكن هذا يهون من أجل الاستمتاع بمنظر المدينة من الأعلى وأخذ صور تذكارية». صالح من مدينة تازمالت قالت لنا: «المنطقة هي قبلة السياح المفضّلة، والتي يقصدها الزوار من كل أرجاء الوطن ومن خارجه، وبالرغم من اختلاف الروايات التي تحكي أسطورة جبل قورايا وحصنه التاريخي، إلا أن المولعون بحب الطبيعة والراحة يجدون أنفسهم أسرى جمال الطبيعة الخلابة. وحول تسمية الجبل ب»قورايا»، يوجد عديد المصادر ومنها من يقول، أنها امرأة محاربة وجريئة لم ترض بوجود المستعمر الاسباني، فقررت الدفاع عن وطنها ضد المحتل الاسباني، وقاومت من أجل تحرير مدينة بجاية، لذلك سمي الجبل باسمها ودفنت، لكن الحصن لا يتوفر على قبة على غرار القبب المألوفة لدى أضرحة الأولياء الصالحين كما لا يري أي قبر بالمكان». وأضافت زوجة صالح: «معظم المراجع التاريخية تؤكد أنّ مقام يما قورايا، هو برج للمراقبة البحرية بناه الإسبان، حيث من خلاله يتم مراقبة حدود المدينة من جهة البحر والبر، كونه موقع استراتيجي جد هام على ارتفاع 627 مترا عن سطح البحر، ولم يتغير في عهد الاحتلال الفرنسي. وبعد الاستقلال أصبح من أهمّ المعالم التاريخية لمدينة بجاية، ويشهد توافد العديد من السياح والزوار الذين يحبون الصول إلى قمة الجبل والتمتع بمناظر جد خلابة، تضاف إلى الشريط الساحلي لبجاية والذي يمتد على مسافة 120 كم ويضم شواطئ رملية، صخرية وخلجان، منها 34 شاطئا محروسا، حيث تتميز بالتقاء خضرة الجبان وزرقة مياه البحر، في مناظر طبيعية تأسر الأنظار، وتشهد إقبالا كبيرا للمصطافين كما تميزها جغرافيتها بسلسلة جبلية ذات مناظر طبيعية مميزة، فضلا عن عديد المعالم السياحية الطبيعية تجعلها من بين الولايات الأولى استقطابا للسياح».