أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس الأربعاء أن جنديا بريطانيا من الكتيبة الثانية من فوج الرماة قُتل جراء انفجار في جنوبأفغانستان.وعلى صعيد انتهاكات الاحتلال خلص تحقيق عسكري أميركي إلى أن القوات الأميركية ارتكبت أخطاء جسيمة أثناء شنها سلسلة من الغارات الجوية في غرب أفغانستان الشهر الماضي راح ضحيتها عشرات الأفغان. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز التي انفردت بالخبر عن مسؤول عسكري كبير لم تذكر اسمه قوله إن عدد الضحايا بين المدنيين ربما كان سيكون أقل لو أن طواقم الطائرات العسكرية والقوات الأميركية على الأرض اتبعت القواعد الصارمة المحددة لها لتفادي الخسائر بين المدنيين. وتضيف الصحيفة أنه لو تم اتباع تلك القواعد لأحجمت الطائرات الحربية الأميركية عن تنفيذ غارات شنتها على مما لا يقل عن ستة أهداف بالمنطقة وذلك على مدى ست ساعات. ويمثل هذا التقرير اعترافا أميركيا هو الأوضح حتى الآن بارتكاب أخطاء فيما يتعلق بتلك الهجمات. ولا شك أنه سيعطي مزيدا من الذخيرة لمنتقدي تلك الهجمات بمن فيهم عدد كبير من الأفغان الذين يتهمون القوات الأميركية بأنها في غالب الأحيان تقصف أهدافها بصورة عشوائية، ما يساهم في تقويض المهمة الأميركية ويجعل المدنيين ينقلبون على القوات الأميركية وحلفائها في الحكومة الأفغانية. وقد تعهد الأميركيون منذ ذلك القصف الذي نفذ في الرابع من ماي الماضي بمعالجة هذه المشكلة، وأكد القائد الجديد للقوات الأميركية في أفغانستان الرائد الجنرال ستانلي مكريستال أن محاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى أمر ضروري لمصداقيتنا. وقال مكريستال وهو يتحدث أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في جلسة بحث تعيينه يوم الثلاثاء، إن أي نصر لأميركا في حربها الحالية بأفغانستان سيكون أجوف وغير مستدام إذا أدى إلى تذمر في أوساط الشعب الأفغاني. لكنه نبه في شهادته إلى أن الغارات الجوية وعمليات القوات الخاصة على الأرض ستظل جزءا مهما من المعارك بأفغانستان، غير أنه في الوقت ذاته تعهد بأن تعتمد هذه العمليات على الاستخبارات القوية والدقة الشديدة، قائلا إن النصر الأميركي بأفغانستان يجب أن يقاس حسب عدد الأفغان الذين يأمنون من العنف وليس حسب عدد الأعداء الذين يقتلون. ويعكس التحقيق في غارات ماي الماضي التي استهدفت ولاية فراه غربي أفغانستان الصعوبة التي تواجه الضباط الأميركيين في اللحظات القليلة التي تسبق اتخاذهم لقرار استخدام القوة الهائلة لحماية قواتهم دون أن يخلوا بالقواعد الصارمة الخاصة بتفادي استهداف المدنيين. وكانت الحكومة الأفغانية قد أكدت أن تلك الغارات أودت بحياة نحو 140 شخصا، في حين ذكر تحقيق عسكري أميركي أولي أن القتلى المدنيين في تلك الغارات ما بين 20 و30 فقط. ورغم أن التحقيق الذي أجراه العميد ريموند أي توماس يؤكد أن جل الأهداف التي طالتها الغارات الجوية في هذا الإقليم كانت تمثل خطرا على أميركيين أو قوات أفغانية حليفة لهم، فإنه في المقابل يقر بأن عددا من تلك الغارات لم يكن ردا مناسبا نظرا لما يمثله من خطر محتمل على المدنيين، كما يؤكد أن القوات الأميركية فشلت في اتباع قواعدها الخاصة بها عند تنفيذ القصف الجوي. وعلى الصعيد الميدانى أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس الأربعاء أن جنديا بريطانيا من الكتيبة الثانية من فوج الرماة قُتل جراء انفجار في جنوبأفغانستان.وقالت الوزارة إن الانفجار وقع صباح الثلاثاء بينما كان الجندي يقوم بدورية روتينية قرب مدينة غيرسيك في ولاية هلمند. وهذا هو أول جندي بريطاني يلقى حتفه في أفغانستان خلال جوان الجاري والثالث عشر منذ ماي الماضي. وبذلك يرتفع إلى 166 عدد الجنود البريطانيين الذين قُتلوا منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدةلأفغانستان عام 2001 حيث ينتشر حاليا نحو 8100 جندي بريطاني معظمهم في هلمند.