تشير مديرية المصالح الفلاحية بالمدية، إلى أن هذه الولاية الفلاحية تتوفر على ثروة حيوانية هامة منها 64800 رأس من الأبقار من بينها 30200 بقرة حلوب. وتتمركز هذه الثروة الحيوانية بالدوائر المشكلة لحوض إنتاج مادة الحليب في المنطقة الشمالية بالولاية، بدءا من وامري نحو تمزقيدة إلى سيي المحجوب نحو شرقها مرورا بالعمارية إلى سيدي نعمان، ثم بني سليمان وبوسكن والسواقي، كما يقدر معدل إنتاج هذه المادة الحساسة ب 106255000 لتر في السنة أي بمعدل 275 ألف لتر في اليوم. وتوجه مادة الحليب المنتج لعملية التجميع لدى 25 مركزا لجمع الحليب بكمية مقدرة ب 18023801 لتر، فيما تتواجد بهذه الولاية 04 ملبنات بقدرة تحويلية بنحو 176000 لتر / يوميا، فضلا عن وجود مشاريع ملبنات أخرى قيد الإنجاز بقصد المساهمة في توفير الحجم الكافي من هذه المادة. تحتل شعبة تربية الأبقار بهذه الولاية، المرتبة الثانية مناصفة مع تربية الأغنام بعد تربية الدواجن، في وقت تبرر جهات بالمديرية بأن تطوير هذه الشعبة بقصد توفير مادة الحليب واللحوم الحمراء مرتبط بضرورة توفير كمية معتبرة من الأعلاف وتوفير مصادر للسقي الفلاحي، على اعتبار أن تراجع عملية تربية الأبقار مردها نقص المساحات المخصصة لإنتاج مادة العلف. ترتبط كمية إنتاج مادة الحليب الطازج حسب «ح.ن»مهندس زراعي ومربي الأبقار ببلدية بن شكاو بولاية المدية، أساسا بنوعية العلف، ويؤكد هذا الشاب الممتهن لهذه الحرفة بأن أبقاره تنتج ما بين 300 إلى 320 لتر من الحليب يوميا وتذهب إلى مصنع الحليب ومشتقاته بمنطقة عريب بعين الدفلى بقصد تحويله إلى أكياس حليب مبستر، نظير استفادته من منحة شهرية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تربية الأبقار تعد مهنة صعبة، لكونها تتطلب صرف أموال طائلة بالإضافة إلى اليد العاملة مؤهلة، موضحا بأن ولاية المدية بإمكانها أن تساهم في توفير مادة الحليب الطازج من خلال التحسيس بأهمية الإستثمار في هذا المجال وتوفير العقار الصناعي المناسب لإنتاج هذه المادة الحساسة التي بات الطلب يتزايد عليها كثيرا في السنوات الأخيرة. ويعتقد المربي «ع.م» أحد المهتمين بتربية الحيوانات المنتجة للحليب ببلدية ذراع سمار، بأن هذه الحرفة ناجحة بهذه المنطقة، كون أن هذه الجهة من الولاية رعوية بامتياز، كاشفا بهذه المناسبة بأن شعبة تربية الأبقار بهذه المنقطة قد تراجعت بصفة كبيرة بسبب إجبار المربين على بيع رؤوس الأبقار نتيجة الجفاف وغلاء العلف، وتوسع المنطقة العمرانية نحو آماكن الرعي، مبررا أيضا عزوف المزارعين على ترك هذه الحرفة بسبب تأخر مجمعي الحليب على منح مبلغ 12 دج لكل لتر لفائدة المربين لأكثر من 04 أشهر.