تتمتع ولاية غرداية بتنوع بيئي وثروات فلاحية متنوعة وبقدرات مائية هائلة مما سمح بتطوير أنشطة متنوعة في مجال تربية المواشي ومكنت هذه الأنشطة من تحقيق إنتاج معتبر في مادة الحليب من مصدر حيواني مما أهلها أن تحتل مكانة مرموقة في مجال تنظيم شعبة الحليب في الجزائر . وتحتل منتجات الحليب مكانة بارزة في الإقتصاد المحلي مدعمة من قبل الدولة لفائدة المربين والتي ساهمت خلال السنوات الأخيرة في تحقيق قفزة هامة في مسار تنمية هذا النشاط الفلاحي عبر ولاية غرداية. وقد تمكن العديد من المربين من فك ارتباطهم بالأنماط التقليدية والبدوية لتربية المواشي الذين تمكنوا من التأقلم مع اقتصاد السوق واقتحام وبشكل مضطرد لشعبة إنتاج الحليب الموفرة للمداخيل من خلال تطوير تجارة الحليب المنتج من قطعانهم أبقار و إبل وأغنام وماعز إنتاج يضمن الإكتفاء الذاتي لولاية غرداية وقد تجاوزت منذ عدة سنوات شعبة الحليب مرحلة الإستهلاك الذاتي للمربي لتتحول بولاية غرداية سيما بمنطقة القرارة وفي سهل وادي ميزاب إلى صناعة حقيقية تضمن التموين الدائم للمستهلكين بهذه المادة الغذائية الحيوية ومشتقاتها ( زبادي وزبدة و أجبان وغيرها من مشتقات الحليب). كما يضمن هذا الإنتاج من الحليب إلى جانب الإكتفاء الذاتي للولاية جزءا من التموين للولايات المجاورة. هذه الحركية لهذه الشعبة الفلاحية المدعمة بعصرنة نظام تربية المواشي سيما بالنسبة للأبقار من خلال التأهيل والتجهيز بالوسائل التقنية الحديثة الخاصة بإنتاج الحليب سمحت بالزيادة بل ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف لإنتاج الحليب الطازج وهكذا فقد قفز إنتاج الحليب الطبيعي خلال السنوات الأخيرة من 2.535.312 لترا في 2000 إلى أكثر من 8.634.762 لترا في 2011. وهو تطور يفسره مسؤول الإحصائيات بمديرية المصالح الفلاحية بالولاية بإعادة فتح الحدود الصحية ولتدابير تشجيع إنتاج الحليب الطبيعي المدرجة ضمن الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفلاحية الذي أثار إقبال مربي الأبقار ودفع الصناعيين الخواص بغرداية الإستثمار في شعبة الحليب. "وقد شهد نشاط تربية الأبقار تطورا ملموسا ويتجلى ذلك من خلال ارتفاع عدد المربين واقتناء السلالات المستوردة وكذا دعم الدولة " كما وضح خالد جبريط كما ارتفعت قطعان الأبقار من 1.600 رأس في 2009 إلى 2.345 رأس في 2011 فيما يقدر عدد رؤوس الماعز الحلوب حاليا بما يفوق 86.000 رأس و الابل الحلوب ب 5.275 ناقة حسب إحصائيات مديرية المصالح الفلاحة لولاية غرداية. وسمح هذا العدد من قطعان المواشي بتحقيق إنتاج بنحو 10 ملايين لتر من الحليب الطازج "بيو" في 2011 كما أفادت ذات المصالح التي تطمح إلى بلوغ 23 مليون لترا من الحليب بما فيه الحليب المعاد في أفق 2014. عصرنة مختلف مقومات شعبة الحليب ويتمثل هذا الطموح في تشبيب المواشي المنتجة للحليب من خلال استيراد أفضل السلالات وتحسين السلالة الوراثية للمواشي وتنويع المصادر العلفية وتدعيم منشآت الجمع وتحويل الحليب كما ذكر ذات المسؤول. وتمت تدابير الدعم لتحسين السلالة الوراثية بغرض تحسين فعالية الأبقار الحلوب في هذه المنطقة سيما من خلال التلقيح الإصطناعي والمتابعة الصحية للمواشي كما ذكر من جهته طبيب بيطري بغرداية. كما دفع التطور الحاصل في إنتاج الحليب إلى تدعيم شبكة جمع الحليب وتكثيف إنتاج الحليب في المحيطات المسقية وتحسين رؤوس الأبقار كما أوضح ذات المتحدث. وعرف نشاط شبكة جمع الحليب الذي استفاد بدوره من دعم الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفلاحية تحسنا ملموسا مما سمح بوضع شبكة تتكون من 16 مجمعا الذين يجمعون كميات تقدر ب 15.400 لتر من الحليب الطازج يوميا على فترتين بغرض تموين الوحدات الست للحفظ المتواجدة بالولاية بطاقة 52.500 لترا يوميا. ومكنت شعبة الحليب من توفير 560 منصب شغل دائم عبر وحدات الحفظ وفي شبكة جمع الحليب والتوزيع بولاية غرداية.