سجل حجم جمع الحليب الطازج بولاية تيسمسيلت، تراجعا ملموسا خلال السنة الفارطة بعدما حققت الولاية إنتاجا يقدر بأكثر من 10 ملايين لتر من حليب البقر الطازج، وذلك رغم توفر الولاية على ثروة حيوانية وعدد الأبقار وصل ل 7 ألاف رأس، و حسب معطيات متوفرة، فأن هناك وجود اختلال بين حاجات سكان الولاية لمادة الحليب، وحجم المنتوج المحلي من هذه المادة الأساسية، وجه المفارقة بين حاجات السكان وما يتم إنتاجه هي عدم وجود ثروة حيوانية كبيرة تغطي النقص الحاصل، حيث تقدر ب 7000 رأس من الأبقار من السلالة المحلية لهذا العام مقارنة مع سنوات فارطة أين فاق عددها 11 ألف رأس.كميات هذا الموسم تعد قليلة جدا بالنظر للطابع الفلاحي الذي تتميز به المنطقة. ويعد دوار بني زيدان ببلدية لرجام من أهم النقاط لتربية البقر بولاية، لكن حسب المسؤولين الولائيين توفر من5 إلى 6 بقرات فقط عند المربي يعتبر قليلا، في حين كان يجب تربية أكثر من 50 بقرة حلوب لتموين وتزويد الملبنات بالمادة الأولية من الحليب. مشاكل كبيرة وقفنا عليها حيث لا تزال تعاني الملبنة المتواجدة ببلدية خميستي، من هذا المشكل منذ سنوات نظرا للعدد غير الكافي للممونين وإخلال بعضهم ببنود الاتفاقيات المبرمة مع صاحب الملبنة، بالإضافة إلى لجوء بعض منتجي الحليب إلى ولاية تيارت بحجة الإسراع في عملية التخليص من 15 يوما إلى يوم واحد مقارنة مع الملبنة المذكورة أنفا، حيث قل إنتاجها بنسبة 60 بالمئة، أي 20 ألف كيس يوميا. وقد أرجع مسير الملبنة الوحيدة بتيسمسيلت ذلك إلى عدم كفاية مؤسسته من الحصة المقدمة له من حليب البودرة من طرف الديوان الوطني للحليب، والمقدر ب3700 كيس يوميا رغم قدرة المؤسسة على إنتاج 80 ألف كيس يوميا. وفي خضم تلك المشاكل التي تعيق تزويد المواطن بالحليب وإنهاء معاناته، استلزم رفع الحصة المقدمة من قبل الديوان إلى 40 ألف كيس يوميا. وتعتبر ملبنة خميستي من أهم النقاط المنتجة لمادة الحليب، ما يستوجب فتح ملبنات جديدة. وفي ذات السياق ندد بعض مربي الأبقار بتغاضي مديرية الفلاحة عن حل مشاكلهم، ما أعاق رفع إنتاجهم من الحليب، أين طالبوا بمنحهم ضمانات وتسهيلات، وكذا دعمهم لرفع حصتهم من عدد الأبقار وتوفير كل الظروف الملائمة لرفع المنتوج المحلي. وينتشر إنتاج الحليب ببلديات تيسمسيلت وأولاد بسام والعيون وخميستي وبرج بونعامة وعماري على وجه الخصوص بالنظر إلى تواجد أعداد كبيرة من رؤوس الأبقار بها وكانت تتوقع مديرية المصالح الفلاحية أن تشهد العملية تحسنا كبيرا. *الجفاف يقضي على المساحات الرعوية يشتكي مربو الماشية و الأبقار بالخصوص بولاية تيسمسيلت، من الغلاء الذي مس أسعار الأعلاف، وقد أرجع العديد من الفلاحين بالولاية أسباب هذه الوضعية إلى تردي أوضاع المساحات الرعوية جراء الجفاف لقلة تساقط الأمطار هذا الموسم وكذا إلى المضاربين والوسطاء نتيجة تزايد الطلب عليها سيما في هذه الفترة التي تعرف نفاذ الكلأ لدى أغلبية المربين، في ظل ضعف الحصة المخصصة لهم، مما ضاعف من معاناتهم في منطقة ذات طبيعة فلاحية، وحسب بعض المربيين فأن هذه الأوضاع دفعت بالكثير منهم الى بيع عدد من الرؤوس مؤكدين أن استمرار هذا الوضع من شأنه أن يهدد تربية الأبقار بالمنطقة .وأكد بعض المربين أن تلقيهم للدعم اللازم من خلال توفير الأعلاف واللقاحات وبعض المشاريع من شأنه أن يدعم الإنتاج الحيواني ويساهم في توفير المنتوجات منها اللحوم الحمراء والحليب في إطار المساهمة الفعالة في تنمية الاقتصاد المحلي ، هذا وحذر هؤلاء من تراجع عدد المربين بهذه الولاية مع تراجع كبير لعدد رؤوس الماشية نتيجة الضغوطات والعراقيل التي حالت دون تطوير هذه الثروة.يؤدي تساقط الثلوج كل موسم بولاية تيسمسيلت، إلى هلاك المئات من رؤوس المواشي و الأبقار وذلك بفعل ندرة العلف نتيجة فقدان مساحات رعوية كبيرة تغطيها طبقات الجليد وكذا بسبب موجة الصقيع التي تأتي على بعض رؤوس الماعز .