تستهوي غابة “عين عنتر” الواقعة بأعالي جبال “الونشريس” (تيسمسيلت) العديد من الزوار الذين يستمتعون خلال فترة الحر بالأجواء اللطيفة لهذا الفضاء الطبيعي الجذاب، وتستقطب هذه الغابة الواقعة ببلدية بوقايد العديد من العائلات من داخل الولاية وخارجها على غرار الشلف وعين الدفلى وغليزان والبليدة وتيارت التي تفضل التوجه إلى هذا المكان الطبيعي للاستجمام تحت ظلال أشجار الأرز الأطلسي والتمتع بالمناظر الطبيعية الجذابة واستنشاق هواء نقي فضلا عن تميزه بالمعلم الطبيعي الجذاب لشجرتي “سلطان وسلطانة”. أبرز “محمد” وهو رب أسرة من ولاية الشلف المجاورة بأنه يزور غابة “عين عنتر” كلّما سنحت له الفرصة رفقة عائلته خاصة يوم الجمعة، وذلك لما توفره من جو لطيف بعيدا عن الحر لأن كل الظروف ملائمة، خاصة مع توفر الأمن والطريق المعبدة التي تسمح بالوصول الى هذا المكان الجذاب. ومن جهته، أشار سمير من عين الدفلى إلى أنه اعتاد زيارة هذه الغابة خلال موسم الصيف لكونها توفر العديد من أماكن اللعب والراحة. وتضم هذه الغابة فضاءات للعب الأطفال وكذا ملعب رياضي جواري والذي يجد فيه العديد من الشباب ضالتهم من خلال ممارسة الرياضة وتنظيم دورات كروية لما بين الأحياء. وأشارت مديرية السياحة والصناعات التقليدية إلى أهمية توفير مرافق بداخل هذه الغابة من شأنها خلق جو ملائم يساهم في استقطاب المزيد من الزوار كهياكل للإيواء ومسبح، فضلا عن استحداث وكالة سياحية خاصة بهذه المنطقة الطبيعية. كما تطمح إلى إعادة تأهيل واستغلال في إطار السياحة الاستطلاعية والاستكشافية لدهاليز ومغارات المناجم القديمة لمادة “الباريت” المتواجدة بالغابة، وكذا تهيئة الممرات والدروب الخاصة بتجول السياح لتجنب إتلاف الفضاءات الغابية وبالتالي الحفاظ على التوازن البيئي. ومن جهتها، اقترحت محافظة الغابات برنامجا يهدف إلى ترقية وتثمين غابة “عين عنتر” يتمثل في إعداد مخطط توجيهي خاص بهذه المنطقة يشمل استغلال المساحات الغابية والمخيم الصيفي للشباب، إلى جانب اقتراح ضم هذه الغابة إلى الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد بغية تسيير أحسن لهذا الموقع السياحي. للإشارة، تقع غابة عين عنتر بجبال الونشريس على ارتفاع حوالي 1200 متر، وتمتد على مساحة إجمالية تقارب 500 هكتار، تتميز بغابة كثيفة تحتوي على أشجار الأرز والفلين، إلى جانب رؤوس صخرية على مستوى قمم الجبل، كما تتميز بتنوعها الإيكولوجي من خلال تواجد أنواع نباتية وحيوانية عديدة إلى جانب توفر شجرتي الأرز الألفيتين العتيقتين والأسطورتين “سلطان وسلطانة”، اللتين كانتا محل اهتمام وإعجاب العثمانيين خلال القرنين ال 15 و16 الميلادي كما أشير اليه. وتستقطب “سلطان وسلطانة” الوافدين إلى غابة “عين عنتر” لاسيما لما تمتازان به من جمال طبيعي أخاذ، وتتوفر الغابة على مخيم صيفي للشباب غير مستغل أنجز في الثمانينيات بطاقة 200 سرير، حيث يتوفر على مساحتين لممارسة مختلف الرياضات وكذا للتسلية ولعب الأطفال ومطعم بسعة 200 مقعد وقاعة علاج.