تزخر الحظيرة الجهوية لعين عنتر ببلدية بوقايد (65 كلم شمال عاصمة ولاية تيسمسيلت) بمؤهلات طبيعية هامة مما جعل الهيئات المعنية تبادر بمساعي ترمي إلى تثمين وترقية هذا الموقع الخلاب كمنطقة جذب سياحي لفائدة الراغبين في التنزه والاستجمام· وفي هذا الصدد تسعى مديرية السياحة والصناعة التقليدية إلى توفير مرافق من شأنها خلق جو ملائم يساهم في استقطاب المزيد من الزوار وذلك من خلال إنجاز هياكل سياحية كفندق ذي بعد متوسط ونزل للشباب ومسبح فضلا عن استحداث وكالة سياحية خاصة بهذه المنطقة الطبيعية· كما تطمح كذلك إلى إعادة تأهيل واستغلال في إطار السياحة الاستطلاعية والاستكشافية لدهاليز ومغارات المناجم المتواجدة بالحظيرة وكذا تهيئة الممرات والدروب الخاصة بتجول السياح بالإضافة إلى تحديد نطاق استقبال العائلات الراغبة في التنزه والقيام بنشاطات ترفيهية لتجنب إتلاف الفضاءات الغابية وبالتالي للحفاظ على التوازن البيئي· ومن جهتها اقترحت محافظة الغابات للولاية برنامجا يهدف إلى ترقية وتثمين غابة (عين عنتر) يتمثل في إعداد مخطط توجيهي خاص بهذه المنطقة الطبيعية يشمل استغلال المساحات الغابية والمخيم الصيفي، إلى جانب اقتراح ضم هذه الغابة إلى الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد بغية تسيير أحسن لهذا الموقع السياحي الجذاب· واقترحت مديرية السياحة والصناعة التقليدية عمليتين ضمن البرنامج الخماسي الجاري تتضمن فتح مسالك جديدة لتمكين الزوار من اكتشاف ما يزخر به هذا الفضاء، فضلا عن تشجيع النشاطات الرياضية الشتوية من خلال القيام بدراسة دقيقة من طرف مختصين تأخذ بعين الاعتبار وجود ممرات للتزحلق ونسبة كثافة الثلوج ونوعيتها· وتطمح السلطات الولائية إلى توجيه عدد من المستثمرين بغية إنجاز مرافق إيكولوجية وسياحية تكون في متناول زوار هذه الغابة من عائلات وباحثين ومهتمين بالبيئة· وللإشارة تقع الحظيرة الجهوية لعين عنتر بجبال الونشريس على ارتفاع حوالي 1200 متر وتمتد على مساحة إجمالية تقارب 500 هكتار تتميز بغابة كثيفة تحتوي على أشجار من أصناف الأرز التنوب والفلين ورؤوس صخرية على مستوى قمم الجبل· كما تتميز بتنوعها الإيكولوجي من خلال تواجد العديد من الأنواع النباتية والحيوانية، إلى جانب توفر لشجرتي الأرز العتيقتين الأسطورتين (سلطان وسلطانة) اللتين كانتا محل اهتمام وإعجاب العثمانيين خلال القرنين ال 15 و16 الميلادي· وتستقطب (سلطان وسلطانة) الوافدين على حظيرة (عين عنتر) لاسيما لما يمتازان به من جمال طبيعي آخاذ· كما تتوفر الغابة على مخيم صيفي أنجز في الثمانينيات بطاقة 200 سرير، حيث يتوفر على مساحتين لممارسة مختلف الرياضات وكذا للتسلية ولعب الأطفال ومطعم بسعة 200 مقعد وقاعة علاج· وقد شهد عملية تهيئة وترميم في إطار المخطط البلدي للتنمية لسنة 2005 وذلك بعدما عرف حالة من التدهور وفق مصالح البلدية· وتسعى بلدية بوقايد بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعات التقليدية والولاية إلى استغلال هذا المرفق مستقبلا عبر تنظيم زيارات سياحية على مدار السنة لفائدة المنخرطين بالمؤسسات الشبانية من داخل وخارج الولاية وكذا التلاميذ· ويمكن ضمن هذه الزيارات تنظيم جولات سيرا على الأقدام عبر الدروب الغابية والجبلية بداخل حظيرة (عين عنتر) مع تشجيع نشاطات تسلق الجبال لفائدة هواة هذه الرياضة· وبدون شك ينتظر الزوار والمعجبين بغابة (عين عنتر) بشغف كبير تجسيد المرافق السياحية الضرورية لاسيما أن هذه المنطقة الطبيعية لا تتوفر في الوقت الراهن إلا على المخيم الصيفي المذكور والذي يبقى غير كاف بالنظر إلى الإقبال الكبير للعائلات خلال كل نهاية الأسبوع والعطل المدرسية·