كانت الندوة الصحفية التي عقدها المدرب الوطني رابح سعدان صباح يوم الاربعاء الماضي بفندق الهيلتون، فرصة له للحديث عن المباراة الأخيرة أمام المنتخب المصري، والبرنامج الخاص سطره للتحضير للمباراة القادمة أمام زامبيا يوم 20 جوان الجاري، كما تطرق المسؤول الأول عن العارضة الفنية للخضر الى عدة نقاط أخرى شدت انتباه الرأي العام الجزائري مؤخرا كقضية حاج عيسى، ملعب زامبيا، رؤيته للمرحلة القادمة، وامكانية تدعيمه للتشكيلة بعناصر جديدة، على غرار يبدة ومهدي لحسن، خاصة بعد قرار الفيفا الأخير والذي سيمكن الجزائر من استعادة لاعبيها المحترفين الذين سبق لهم تقمص ألوان بلدان أخرى في الفئات الصغرى. وقد أكد سعدان خلال حديثه أنه سعيد جدا بالفوز الكاسح الذي حققه الخضر أمام المصريين، خاصة بعدما شاهد مظاهر وأجواء الفرحة التي عمت كامل انحاء الوطن: »أنا سعيد جدا بهذا الفوز، لأنه أدخل الفرحة الى قلوب كل الجزائريين الذين كانوا ينتظرون هذه المباراة«. وفي سياق متصل، قال سعدن بأنه لم يتخوف أبدا من هذه المباراة، وكان متيقنا من قدرة اشباله على الفوز بها، مضيفا بأن دموعه لم تكن مقصودة وجاءت في لحظة ضعف انساني لا غير، لكنها سمحت له باكتشاف وقفة الجمهور معه ودعمهم المطلق، حيث قال: »لقد تلقيت اتصالات عديدة من الجمهور الجزائري الذي أكد دعمه لي، وهو ما رفع معنوياتي وحفزنا أكثر على تحقيق الفوز«. علينا أن نبقي أرجلنا في الأرض ورغم الفوز العريض على المصريين والاداء البطولي لرفاق زياني خلال المرحلة الثانية، أكد المدرب الوطني أن على اللاعبين أن يبقوا أرجلهم في الأرض ولا يغتروا بهذه النتيجة حتى تنعكس عليهم سلبا خلال باقي المشوار، حيث ذكر الجميع بأن الخضر ينتظرهم عمل كبير لتحقيق الانسجام وتطوير لعبهم الجماعي على غرار المنتخب المصري الذي يشكل كتلة متلاحمة و يلعب بطريقة جماعية فريدة، كما عاد منشط هذه الندوة الى الوراء وذكر الحضور بالقاعة أن الجزائر كانت غائبة عن الدورات النهائية وعجزت حتى عن التأهل الى نهائيات كأس افريقيا في الطبعتين الاخيرتين. المشوار مازال طويلا وتسيير هذه المرحلة مهم وقد حرص المدرب سعدان على التأكيد بأن مشوار الخضر في هذه التصفيات مازال طويلا وشاقا، باعتبار أنهم خاضوا مباراتين فقط ومازالت تنتظرهم أربعة مواجهات أخرى كلها صعبة كمباراة زامبيا المقررة يوم 20 جوان، والتي ينبغي تحقيق نتيجة ايجابية فيها إن أرادوا الحفاظ على كامل حظوظهم في التأهل الى المونديال:»المشوار مازال طويل، والتنافس سيكون حادا بين مصر، زامبيا والجزائر حول تأشيرة المونديال، لأني استبعد عودة رواندا، وهو ما يؤكد صعوبة المهمة وضرورة لتحقيق نتيجة ايجابية في المباراة المقبلة«. وأضاف: »أظن أن أصعب مرحلة هي تسيير الفوز المحقق أمام مصر وتفادي انعكاساته السلبية، وهو ما يتطلب عملا نفسيا كبيرا مع اللاعبين«. زامبيا هي المرشحة الأولى في المجموعة وكان رد سعدان مماثلا على نظيره المدرب الزامبي الذي صرح بأن المنتخب الجزائري الأوفر حظا للتأهل الى المونديال بالنظر الى فوزها الكبير على مصر، حيث قال بأن المنتخب الزامبي هو المرشح الأول في هذه المجموعة بالنظر الى المستوى الكبير الذي ظهر به في ملعب القاهرة أمام مصر والذي فاجأ الجميع، قبل أن تؤكد ذلك بفوزها على رواندا واحتلالها الصادرة »أتوقع من زامبيا أن تكون منافسا عنيدا، وهي تملك أوفر الحظوظ للتأهل الى المونديال، لذا يجب الحذر منها وأن يحسب لها ألف حساب«. وأضاف:» من حسن حظنا أننا سنواجه زامبيا بميدانها وهو ما يجنبنا الضغط لأنه ليس من السهل أن تستقبل مرة ثانية بالجزائر، بعد فوز عريض أمام مصر«. قضية الملعب لا حدث، وتهمنا النتيجة فقط وعن قضية الملعب وامكانية نقل المواجهة الى جنوب افريقيا بالنظر الى الظروف السيئة التي ميزت لقاء زامبيا مع رواندا، فقد قال سعدان بأن هذه النقطة لا تهمه، وأنه يستبعد أن تتخذ الفيفا قرارات ردعية وتحول المباراة الى بلد آخر، مشيرا الى أنه سيحضر أشباله على أساس ان اللقاء سيلعب بزامبيا، وبأن سوء الأرضية سيؤخر على المنتخبين وليس الجزائر فقط. وقد تطرق سعدان أيضا إلى الخيارات التي سينتهجها في هذه المواجهة الصعبة، حيث أكد أنه سيحدث تعديلات طفيفة على التشكيلة التي قد تشهد تغيرين أو ثلاثة: »كل شيء يتوقف على حالة الارضية، فإن لم تكن في حالة جيدة سنعتمد على الكرات الطويلة، ونقوم بتعديل التشكيلة و طريقة اللعب باقحام لاعبين يتميزون بطول القامة، لأنه لن يكون بوسعنا اللعب بطريقتنا المعتادة، اي الكرات القصيرة وبناء اللعب من الخلف مع الاعتماد على الأجنحة. و على كل حال فإن ما يهمنا هو النتيجة بغض النظر عن الأداة«. نحن بحاجة الى يبدة ومڤني ومشكل المحليين في تكوينهم وفي سياق آخر، لم يخف سعدان حاجة التشكيلة الوطنية الى لاعبين محترفين آخرين، وبالخصوص الذين استفادوا من عفو الفيفا مؤخرا، على غرار يبدة ومڤني، حيث قال: »لاعب مثل يبدة أو مڤني يتمناه كل مدرب في تشكيلته، لأنهما ينشطان في فريقين كبيرين وهما بنفيكا ولازيو، وقدومهما سيفيد المجموعة كثيرا، شأنهما شأن لحسن الذي لازال مترددا«. وقد مس حديث سعدان أيضا اللاعبين المحليين، حيث قال أنه لا يهمش هذه الفئة ويعتمد دائما على الأحسن:» أنا دائما اعتمد على الأحسن، ولم أقم بتهميش المحليين أو تفضيل المحترفين«، وأضاف: »علينا أن نكون واقعيين، فنحن محظوظون جدا بامتلاكنا لكل هذا العدد من المحترفين الذين لا ندفع الشيء الكثير نظير الاستفادة من خدماتهم، لأننا لسنا نحن من كونهم، لكنهم دائما في الموعد ويلبون الدعوة« وواصل:» مشكل المحليين في تكوينهم، لأن الأندية لا تقوم بذلك«. وقد تحدث مع روراوة على ضرورة إحياء فكرة المنتخب المحلي وتشجيع الأندية على التكوين. حاج عيسى ضحية سوء تكوينه وقد تطرق سعدان الى ما اصطلح تسميته بقضية حاج عيسى، حيث قال: بأنه لم يندم على استدعاء هذا اللاعب رغم كل الانتقادات التي تعرض لها بسبب ابتعاده عن المنافسة مع فريقه، لاقتناعه بامكاناته الكبيرة، غير أن غياب التكوين في الأندية الجزائرية تعكس رد فعله بعد علمه بأنه لن يدرج في قائمة ال 18 لاعبا الذين سيواجهون مصر، عكس العناصر المحترفة التي تقبلت القرار بصدر رحب، وأضاف سعدان، بأن اللاعب فوّت على نفسه مشوارا حافلا وكبيرا، وتسبب في طرده من المجموعة التي يبقى الانضمام اليها إنجازا في حد ذاته، مشيرا الى أن اللاعب لم يرتكب خطأ كبيرا أو خطيرا، وأنه لا يعرف مصلحته بسبب الدلع الكبير الذي يخصص له في الأسرة السطايفية. ب. عبد الرؤوف