تحول المنتخب الوطني عشية يوم الخميس الى جنوب افريقيا لاجراء تربص يدوم الى غاية يوم 18 جوان الجاري، قبل مواجهة المنتخب الزامبي يوم 20 من نفس الشهر، حيث اختار الطاقم الفني إعطاء كل الوسائل للاعبين لكي يستعدوا بشكل موفق لهذه المباراة التي تعتبر المنعرج الحاسم في هذه التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا ومونديال .2010 خاصة وأن الفريق الزامبي يعد أحد الفرق المرشحة وله نفس عدد النقاط مع المنتخب الوطني، وكان قد أبدع في لقائه مع الفريق المصري بالقاهرة. وبعد الانتصار البارع للخضر في اللقاء الماضي أمام الفراعنة فإن مواجهة يوم 20 جوان ستكون بمثابة التأكيد على الصحة الجيدة لفريقنا. وفي هذا المقام نقول أن الكرة الزامبية ليست غريبة على الجزائر، حيث سبق وأن واجه الفريق الوطني نظيره الزامبي في تصفيات كأس العالم، كما أن أنديتنا تقابلت مع الأندية الزامبية لاسيما فريق ش.القبائل الذي كان قد فاز بكأس افريقيا للأندية البطلة على نادي نكناريد ديفلس في .1990 وبالنسبة للمنتخب الوطني فإن الذاكرة تعود بنا الى سنة 1985 خلال إقصائيات كأس العالم 86 بمكسيكو. الفريق الوطني قد استقبل نظيره الزامبي بملعب 5 جويلية في شهر جويلية، ويومها وجد أشبال المدرب سعدان الذي كان على رأس الخضر، صعوبة كبيرة في فك اللغز الزامبي الذي قدم الى الجزائر بمعنويات مرتفعة، بعد أن أقصى في الدور السابق المنتخب الكامروني، الذي كان من المرشحين للذهاب الى المونديال للمرة الثانية على التوالي. هذه المعطيات كانت مجسدة فوق الميدان لأن الفريق الزامبي كان يضم لاعبين ممتازين بقيادة صانع الألعاب كالوشا بواليا الذي أصبح رئيس الاتحادية الزامبية، ورغم المجهودات الكبيرة لنخبتنا إلا أن الأمر بقي صعبا، وتمكن الخضر من إيجاد الثغرة في بداية المباراة عن طريق بن ساولة لكن سجل الهدف الثاني الا في اللحظات الأخيرة من المباراة، عن طريق رابح ماجر، أمام الآلاف من المتفرجين الذين تابعوا المباراة التي جرت في الدور ما قبل الأخير من تأهيلات المونديال. ونتذكر أن اللقاء جرى في بداية جويلية، وأغلب المحترفين كانوا في عطلة آنذاك بعد موسم شاق في أنديتهم. سعدان خطّط بشكل ذكي ودرس لعب المنافس وبالرغم من هذا التقدم المحترم، إلا أن لقاء العودة كان صعبا بالنظر للنتائج الكبيرة التي حققها الزامبيون في عقر دارهم، وأبرزها الفوز ب (4 / 1)على الفريق الكاميروني، مما دفع المسؤولين على مستوى الفاف إلى التفكير في وضع كل الظروف المناسبة للفريق الوطني قبل التحول الى لوزاكا. وهنا يمكن الاشارة الى أن الفريق الوطني سافر قبل مباراة زامبيا الى هراري عاصمة زيمبابوي أين أجرى تربصا دام عدة أيام من أجل التأقلم مع الجو في تلك المنطقة (جنوب القارة) في فصل الصيف. وفعلا فقد استعد زملاء قاسي سعيد في ظروف جيدة قبل موعد المباراة يوم 28 جويلية ,1985 وتحت حرارة مرتفعة دخلت التشكيلة الوطنية التي كانت مشكلة من اللاعبين التالية أسماؤهم: دريد - صادمي - فوزي منصوري - مغارية - قندوز - قاسي سعيد - مناد - ماروك - بن ساولة - ماجر (جفجاف) - عصاد - ياحي - والمدرب سعدان. فاللقاء كان صعبا حيث عكف المنتخب الزامبي على تكثيف هجوماته عن طريق الثلاثي الخطير في الخط الأمامي والمشكل من بواليا -شبالا- ما كينكا، والضغط كان كبيرا على الدفاع الجزائري الذي تمكن من الرد على المحاولات خاصة وأن ذلك اليوم شهد بروز الحارس نصر الدين دريد الذي كان بارعا وساهم بقسط كبير في تحقيق التأهل الى الدور القادم، كونه أخرج بأعجوبة كل المحاولات بشجاعة كبيرة. وكان آنذاك يرتدي قبعة تقيه من الشمس، وفي احدى اللحظات حاول أحد الأطفال الذين كانوا أمام المرمى خطفها لكي لا يستطيع التصدي للمحاولات كما فعل من قبل. المهم أن الفريق الوطني فعل أكثر من تحقيق التأهل بالاكتفاء بالتعادل وانما تمكن من توقيع الفوز بفضل هدف اللاعب تاج بن ساولة منهيا حلم الزامبيين في هذا اليوم. وكان عديد من اللاعبين الجزائريين قد صرحوا أن هذا الانجاز جاء بفضل العمل البسيكولوجي والتحضير الجيد للاعبين الذين كانوا ينتقلون من أجل الفوز خارج الديار، وهذا ما يجب أن يكون حاليا لأن الفريق أصبح مستواه جيدا، وهدف المونديال يتحقق في حالة العودة بنقاط خارج الديار. كما أن خبرة سعدان الطويلة في أدغال افريقيا تجعل هذه المحطة بمثابة تأكيد الخرجة الماضية أمام مصر، وفي نفس الوقت الكل لاحظ أن اللقاء الأول أمام رواندا بكيغالي كان فعلا مناسب للخضر لتسجيل الفوز بعد الفرص العديدة التي أتيحت لهم. فهذه المرة قد تكون نفس الظروف لأن حسب الاختصاصيين فإن الفريق الزامبي لعب مباراة في القمة بالقاهرة، لكن استقباله للفريق الرواندي كان أداء مخيبا للغاية واكتفى بهدف وحيد في نهاية المباراة. المهم هو التركيز بشكل كبير بالنسبة للاعبين واحترام خطة المدرب سعدان الذي يعرف الكثير عن الكرة الزامبية.