يلتقي سهرة اليوم المنتخب الوطني لكرة القدم مع نظيره الزامبي بملعب ''مصطفى تشاكر'' بالبليدة (سا 00:22)، في إطار الجولة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا ومونديال ,2010 حيث أن المواجهة تعتبر مصيرية للنخبة الوطنية التي تتصدر ترتيب المجموعة الثالثة، وحظوظها ستتضاعف في حالة تحقيق الفوز الذي يعبّد الطريق نحو مونديال جنوب إفريقيا، الذي يعتبر حلم كل الجزائريين بحضور و للمرة الثالثة أكبر تجمع عالمي لكرة القدم، بعد مشاركتين في مونديالي 82 و .86 الفريق الوطني الذي يوجد في منحى تصاعدي منذ عدة أشهر، تمكّن من جلب الأنظار إليه بشكل كبير، بعد النتائج الكبيرة التي حققها في هذه التصفيات وجعلته في المقدمة، خاصة بعد فوزه على مصر وزامبيا، وتألقه في المباراة الوديّة أمام الأورغواي، وحقق قفزة كبيرة في ترتيب الفيفا، حيث أصبح في المركز ال 44 والثاني عربيا. شحنة معنوية... هذه المعطيات تعدّ شحنة معنوية كبيرة لأشبال المدرب سعدان، قبل مواجهة اليوم أمام الفريق الزامبي، حيث أن المنتخب الوطني في موقع تأكيد هذه النتائج الإيجابية وحسم الأمور بنسبة كبيرة في موضوع الإقتراب أكثر من موقع إجراء مونديال ,.2010 خاصة وأن اللاعبين يدخلون المباراة وهم يعرفون نتيجة مباراة رواندا مصر التي لها علاقة كبيرة من الناحية المعنوية والتركيز. وبالنسبة للمباراة في حدّ ذاتها، فإنها جدّ صعبة للفريقين، والتركيز الجيد ضروري فيها بالنسبة لزملاء منصوري الذين عليهم تأكيد الفوز المحقق بمدينة شيليلا بومبوي في الأشهر الماضية، وبالتالي السير نحو التأهل إلى المونديال. لكن كل العارفين بخبايا كرة القدم، يؤكدون أن مواجهة اليوم تختلف تماما عن لقاء الذهاب، وهذا ما يعني تجنّب الغرور في إمكانية آداء نفس المباراة أمام هذا المنافس، ذلك أن المنتخب الزامبي أثبت قدراته خارج قواعده في عدة مناسبات، ومباراة مصر زامبيا لخير دليل على ذلك، أين قدّم لاعبو المدرب هيرفي رونار مباراة تكتيكية من مستوى كبير، و كادوا أن يعودوا بالفوز من القاهرة. هذه المعطيات درسها بشكل جيد الطاقم الفني للمنتخب الوطني، الذي بفضل تجربة رابح سعدان وقدراته الفنية والتكتيكية يأخذ كل الأمور بشكل جيد، بداية من التركيز الكبير قبل المباراة... فقد أجرى الفريق الوطني التربص بعيدا عن كل ضغط، وفي هدوء تام، تاركا المجال إلا للعمل والإسترجاع.. وكل صغيرة تم أخذها بعين الإعتبار، لتمكين اللاعبين من التحضير للمباراة بكل إمكانياتهم المعنوية والفنية والبدنية .. فالتربص الذي جرى بنادي الجيش ببني مسوس قدّم للاعبين كل الظروف المواتية لمباراة مثل التي يلعبونها اليوم. الإعتماد على خطة 4 4 2 والشيء الإيجابي أن الطاقم الفني استفاد من كل اللاعبين وفي لياقة ممتازة، مما جعل سعدان يرتاح للعمل المنجز، حيث طبق برنامجه بشكل جيّد، خاصة وأنه عمل مع تقريبا كل المجموعة لمدة (5) أيام.. ماعدا الحضور المتأخر لحليش الذي كان مرتبطا بمباراة لناديه البرتغالي. وحسب معطيات اللقاء وكذا المقابلات السابقة للنخبة الوطنية، فإن المدرب سعدان لن يجري تحويرات عن التشكيلة التي ستدخل مساء اليوم إلى أرضية ملعب ''مصطفى تشاكر''، حيث أن حراسة المرمى ستعود للحارس الأساسي للنخبة الوطنية الوناس ڤاواوي، الذي أعطى ثقة كبيرة للفريق في كل خرجاته.. والخبرة التي اكتسبها طيلة السنين التي لعبها في الأندية أو في الفريق الوطني جعلته في القمة في كل مرّة. في حين أن خط الدفاع سوف يتشكل من اللاعبين الأساسيين الذين أثبتوا وجودهم، على غرار عنتر يحي، وحليش وبوڤرة وبلحاج، حيث أن مشاركة هذا الأخير تعني أن المنتخب الوطني يعطي الأولوية للهجوم، بالنظر إلى النزعة الهجومية للاعب، والذي سيفيد كثيرا القاطرة الأمامية. وتعتبر منطقة وسط الميدان، نقطة قوّة الفريق الوطني، والتي أكدت قدراتها في كل مرة بحضور لاعبين لهم إمكانيات كبيرة.. وهنا سعدان عليه اختيار الأحسن في الوقت الحالي، خاصة بقدوم لاعب لازيو روما مراد مڤني الذي سيلعب في حالة دخوله كأساسي أول مباراة رسمية له مع ''الخضر'' بعد أدائه المقنع في اللقاء الوديّ أمام الأورغواي.. فالطاقم الفني قد يختار رباعي الوسط المشكل من مڤني منصوري زياني مطمور.. وفي حالة إبقائه هذا الإختيار، فإن خالد لموشية قد يكون احتياطيا.. لكن الأمور لم تحسم، وقد يجدد سعدان الثقة في نفس التشكيلة التي لعبت كل المقابلات لحدّ الآن. أما خط الهجوم، فبدون شك، سيتشكل من الثنائي المميز غزال جبور الذي أثبت قدراته وتفاهمه الكبير فوق أرضية الميدان.. وكلاهما هداف من الطراز الأول الذي كان ينقص الفريق الوطني في السنوات السابقة.. وسيعتمد المدرب الوطني أكثر على سرعتهما وتمركزهما الجيّد فوق الميدان عندما يكون الفريق الوطني في حالة هجوم. وبذلك، فإن معطيات المباراة تجعل الطاقم الفني يختار خطة تكتيكية (4 / 4 / 2)، وهذا لكبح تحركات الفريق الزامبي، وكذا الإنطلاق في هجومات.. مع مراعاة كل تحاليل المباراة السابقة وإمكانيات الفريق المنافس. منتخب زامبيا.. تحضيرات مكثفة وعلى ذكر المنتخب الزامبي الذي قدِم إلى الجزائر عشية يوم الجمعة، بعزيمة لعب مباراة جيّدة، والثأر من هزيمة مباراة الذهاب بقيادة المدرب هيرفي رونار الذي يُعرف بتصريحاته العديدة حول مقابلات فريقه.. وآخرها أنه يركز على التأهل إلى كأس إفريقيا وليس للمونديال.. وهذا طبعا لمحاولة التمويه واللعب على الناحية المعنوية.. والكل يعرف أن الفريق الزامبي لم يفقد الأمل وبإمكانه العودة في المنافسة، خاصة وأنه يستقبل المنتخب المصري في الجولات القادمة.. وقام الفريق الزامبي بتربص بفرنسا، تخللته بعض المقابلات أمام نادي نيم الفرنسي، أين لم يلعب بكل عناصره الأساسية.. لكن اليوم سيعتمد تقريبا على نفس التشكيلة التي لعبت الذهاب.. ومعروف أن الفريق المنافس ''للخضر'' يحسن اللعب خارج قواعده وله قدرات تكتيكية كبيرة، لابد من الحذر منها وعدم إعطائه الفرصة للإحساس بالثقة... فالمواجهة اليوم ستكون حاسمة بشكل كبير على أرضية ملعب ''مصطفى تشاكر''، الذي اختاره لاعبو ''الخضر'' لمواصلة المسيرة الذهبية في هذه التصفيات، بعد أن اقتنعوا أن للميدان دور في النتائج المحققة من الناحية المعنوية.. وسيكون الجمهور على موعد، حيث ستكتظ المدرجات بأنصار ''الخضر'' وتجري المباراة بشبابيك مغلقة.. وكلهم عزم على مساندة زملاء جبور لتسجيل فوز آخر في طريقهم نحو الدورة النهائية للمونديال القادم. وحسب الأصداء الواردة من البليدة، فإن كل الترتيبات تم أخذها، من أجل إجراء اللقاء في ظروف جدّ حسنة، وخاصة أرضية الميدان التي توجد في حالة جيدة، وكان رئيس الفاف قد عاين مع المسؤولين المعنيين كل هذه الترتيبات .. وعدم ترك أي شائبة في هذا الإطار.