باتت الأحداث المؤسفة التي شهدتها مختلف ملاعب ربوع الوطن الجمعة والسبت برسم الجولة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، تخفين الجزائريين الذين أضحوا يتساءلون عن مصير ومستقبل البطولة الوطنية في ظل تفاقم ظاهرتي العنف والشغب داخل وخارج الملاعب عقب قرار سحب رجال الشرطة من الملاعب. أثبت رؤساء الأندية وأعوان الملاعب عجزهم وفشلهم في تنظيم مقابلة رسمية في كرة القدم حتى أن بعض العقلاء من أعوان الملاعب أعلنوا رحيلهم وقدموا استقالتهم من مناصبهم بعد الجولة الأولى فقط، معترفين بعدم قدرتهم على التحكم في الأوضاع، فضلا عن تخوفهم على أرواحهم من التصرفات الطائشة لبعض المشجعين المتهورين، تاركين رؤساء الأندية في ورطة حقيقية قبيل أيام فقط عن الجولة الثانية التي ستكون بمثابة امتحان حقيقي لهؤلاء الرؤساء من أجل تسوية الأمور وتصحيح الأخطاء، ولكن ذلك لن يكون سهلا في ظل عدم جاهزية أي فريق من الفرق ال16 الناشطة في الرابطة المحترفة الأولى لتأمين مواجهة رسمية. بلا شك ستكون الأنظار مصوّبة بالدرجة الأولى في هذه الجولة إلى «الداربي» العاصمي المقرر بملعب 5 جويلية الأولمبي بين اتحاد الحراش ومولودية الجزائر، هذا اللقاء المصنف في «الخانة الحمراء»، نظرا للحساسية الكبيرة بين مشجعي الفريقين وتفاقم شرارتها مع مرور المواسم، ومعلوم أن مباريات إتحاد الحراش ومولودية الجزائر دوما ما تشهد مواجهات خطيرة بين مشجعي الفريقين وأعمال عنف داخل وخارج الملعب ورغم أن العنف بين الفريقين تراجع بصفة كبيرة في الموسمين الأخيرين، بعدما قرر بعض العقلاء إقامة علاقة الصلح بين أنصار الناديين، لكن ورغم ذلك من سيؤمن هذا الداربي ؟ في نفس السياق، وإذا كانت المديرية العامة للأمن الوطني في السابق تخصص في كل لقاء محلي بالملعب الأولمبي ما يقارب 5 آلاف شرطي بسبب شساعة الملعب، فكم يلزم إتحاد الحراش من أعوان ملاعب لتأمين المواجهة للخروج بأقل الأضرار ودون حدوث كارثة أو تكرار سيناريو الجولة الأولى وخاصة للحفاظ على أرواح المناصرين وعلى الملعب التحفة من التخريب، هذه الأسئلة وأخرى باتت تشغل بال عشاق الكرة المستديرة في بلادنا، قبيل أيام فقط تفصلنا عن هذه المقابلة، ومنهم من يفكر في العزوف بعد كل ما حدث في الجولة الأولى من أحداث دامية في ملاعب الجمهورية. غريب: «إدارة الحراش هي المسؤولة عن تأمين الداربي» أخلت إدارة العميد مسبقا مسؤوليتها من أي خطر أو أعمال عنف ستقع في هذه المواجهة، حيث أكدت على لسان مسؤول النادي «عمر غريب»، بعد نهاية مواجهة شبيبة القبائل بملعب تيزي وزو، السبت، بأنها غير مسؤولة عن التنظيم وذلك من صلاحيات الفريق المستقبل، حيث لم يتردد في القول: «إتحاد الحراش هو الفريق الذي سيستضيف في هذا اللقاء، ما يعني قانونيا أن إدارة «الصفراء» التي نحترمها كثيرا، هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن تنظيم المواجهة وتأمينها، ولن نتدخل في الأمر». من جانب آخر، دعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك عبر الصفحات الرسمية للأندية ولأخبار كرة القدم الجزائرية أنصار النوادي إلى ضرورة مقاطعة المباريات سواء لعب فريقهم داخل الديار أو خارجه وعدم المخاطرة بحياتهم، حيث بات بحسبهم التنقل إلى الملعب بمثابة انتحار حقيقي وأي مناصر يتنقل إلى الملعب قد لا يعود إلى بيته في هذه الظروف، فضلا عن ذلك فقد ذهب البعض إلى أكثر من ذلك حين طالبوا بضرورة توقيف نشاط البطولة مؤقتا إلى غاية إيجاد الحلول اللازمة للحد من ظاهرتي العنف والشغب.