دعا نبيل فرقنيس رئيس النقابة الوطنية المستقلّة لمستخدمي الإدارة العمومية «السناباب» إلى عدم تسييس المدرسة، وإبعادها عن الصراعات الإيديولوجية، والعمل على إيجاد الحلول الكفيلة بتسوية المشاكل العالقة. انتقدت نقابة مستخدمي الإدارة العمومية في بيان تسلمت «الشعب» نسخة منه، المبادرات التي «كثرت» منذ تولية الوزيرة بن غبريت الحقيبة الوزارية، موضحة أن المدرسة منارة العلم والمعرفة للأجيال المتعاقبة لابد من إبعادها عن أي تناحر سياسي. وجاء في البيان الذي وقّعه رئيس «السناباب» « كثرت المبادرات منذ تعيين بن غبريت على رأس الوزارة وكأننا لدينا عقدة المرأة الحاكمة «، مضيفا في ذات السياق « لا ولن نسير في فلكهم «، مشيرا إلى أن عصر التشدد وسنوات التسعينات لن تعود، «و قد تحرر الشعب من العشرية السوداء وما حملته من بقايا»، ولم يوضح البيان الأطراف التي وجّه إليها انتقاده والتي تعمل على تسييس المدسة الجزائرية. وأكد في سياق ذي صلة أن «سناباب» نقابة مطلبية بعيدة كل البعد عن السياسة، وستحارب كل من يريد تسييس المدرسة، باعتبارها منارة للعلم والمعرفة، مؤكدا أن التربية الصحيحة هي تلك التي تربي النشء متمسكا بثقافته بجميع مكوناتها وبانتمائه الحضاري، متفتحا على العالم والعلم والمعرفة ليلتحق بالتطور الذي وصلت إليه الأمم . و ذكرت نقابة «سناباب» أنها تناضل من أجل مدرسة، يقرر مستقبلها رجال الاختصاص والمعرفة ، من خلال نظرة علمية مبنية على الاستشراف، مع الاحتفاظ بالمبادئ الأساسية الثابتة للأمة المتمثلة في الدين واللغة والثقافة، التي يتم ترسيخها بالتعليم والتلقين للأجيال المتعاقبة . واعتبرت أن ما تدعو إليه بعض الأحزاب السياسية «باسم الديمقراطية «، محاولة لاستدراج المدرسة، وإقحامها في الصراعات الإيديولوجية، بدل الاهتمام بالأمور التي تخصها، داعيا إلى الإحاطة بالمشاكل التي ما يزال يواجهها القطاع، والتي يتخذ منها البعض، حجة من أجل تمرير رسائل إيديولوجية وليست تربوية وتعليمية تحتاجها المدرسة ويتطلع إليها التلاميذ. كما تحدثت النقابة عن مشاكل القطاع التي تطرح في كل دخول مدرسي، مركزة على أهمية الشفافية والمصداقية في حل مشاكل العمال، التي تعد حسبها أمرا ضروريا للنهوض بالمدرسة، خاصة ما تعلق بقضية التوظيف، القانون الخاص ومعالجة الاختلالات، التقاعد النسبي، لتفادي الدخول في دوامة الاحتجاجات، التي تعد السلاح الوحيد في أيدي النقابات، لافتا إلى أن «الإصلاحات التي لا تأخذ في الحسبان رجل التربية ومشاكله، لن تحقق الهدف منها «. وقال في نفس الإطار أن الظرف المالي الصعب جراء تراجع أسعار البترول قد مسّ جميع القطاعات، ويتحمل انعكاساتها الجميع و ليس عمال التربية فحسب، داعيا الوزارة إلى مباشرة الحوار الجاد مع ممثلي العمال حول مبادئ العمل، لأن المدرسة أولوية والتلاميذ «جيل اليوم «هم رجال الغد».