جمعت الشروق أونلاين في ندوتها الرابعة ثلة من نقابات التربية التي صنعت الحدث طيلة السنة الدراسية وأثار نشاطها نقاشا واسعا وضعها في موقف المدافع ضد حملة بدت منظمة لإفشال حراكها بتأليب الأطراف المعنية الأخرى ضدها. بعد سلسلة من إضرابات النقابات وسلسلة أخرى من إضرابات التلاميذ التي كادت تفضي إلى سنة بيضاء، وجدت نقابات التربية نفسها في قفص الاتهام بتسييس نضالها وممارسة السياسة تنفيذا لأهداف حزبية لا علاقة لها بمصالح عمال القطاع المهنية، الاتهامات لقيت رواجا وحتى قبولا من بعض الأطراف على رأسها جمعيات أولياء التلاميذ التي انحازت إلى طروحات السلطة واستعدت النقابات وكالت لها من التهم ما أثار حفيظتها. هذا الحراك النقابي المحموم أردفه تعيين وزيرة جديدة على رأس القطاع، تعيين أثار هو الآخر زوبعة تضاف إلى العواصف التي تتجاذب المدرسة الجزائرية. النقابات لا تزال تتريث في الحكم على الوزيرة ولا تريد أن تستبق الأحداث رغم ما يساور بعضها من توجسات، إنها فضلت أن تنتظر وتترقب.. حول كل هذه القضايا وغيرها دار النقاش في ندوة الشروق أونلاين "قطاع التربية.. الواقع والآفاق.." بمشاركة رئيس الإتحادية الوطنية للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية "سناباب"، لعموري لغليظ، و المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كناباست"، مسعود بوديبة، ورئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، علي بحاري، و رئيسة النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية "لاسنتيو"، عائشة بن نوي، و المكلف بالإعلام في نقابة "لاسنتيو"، محمد ينينة..
نريد من بن غبريط إجراءات ميدانية حازمة تعيين السيدة نورية بن غبريط رمعون أسال الكثير من الحبر، وأثار جدلا ولغطا كبيرين.. أعاد إلى الأذهان الصراع السابق بين أنصار المدرسة الجزائرية الأصيلة، ودعاة الاصلاح والتغريب، وبعث المعركة حول مستقبل المدرسة من جديد بين مؤيد للوزيرة ومدافع عنها باعتبارها تحمل مشروعا جريئا للنهوض بالقطاع ساهمت بقسط منه في إعداد مشروع بن زاغو، ومشكك فيها ومنتقد لتعيينها باعتبارها تشكل خطرا داهما على أسس المدرسة الجزائرية وتهديدا بتغريبها.. فما رأي نقابات التربية التي لم تبد إلى حد الآن أية ردة فعل، وكيف ترى مستقبل المدرسة على ضوء تعيين السيدة رمعون؟
لغليظ: معجبون بجرأة الوزيرة البيداغوجية قال رئيس الإتحادية الوطنية للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية "سناباب"، لعموري لغليظ، إن تعيين وزيرة جديدة لقطاع التربية شيء عادي ولا يرى سببا للانتقادات التي كيلت لها عبر وسائل الإعلام، مستغربا أن تمس هذه الانتقادات الانتماء العائلي للوزيرة الجديدة. وأوضح لغليظ في ندوة "الشروق اونلاين" أن نقابته اغتنمت فرصة لقائها بالوزيرة لطرح بعض المشاكل التي يعرفها القطاع، مشيرا أنه تم استفزازها لمعرفة التوجه العام للوزيرة الجديدة. وأبدى ارتياحه مبدئيا للفكر الذي جاءت به الوزيرة بن غبريط خاصة بإعلان نيتها إصلاح الاختلالات الموجودة في المنظومة التربوية، مضيفا "نحن معجبون بجرأة الوزيرة بخصوص موقفها الصريح من العديد من القضايا التي تخص الجانب البيداغوجي لقطاع التربية من بينها إلغاء العتبة. وأفاد أن النقابة ستتعامل مع الوزيرة بالأسلوب الذي يخدم القطاع، مشيرا أنه "إذا بقيت الأبواب مفتوحة كما هي الآن سنكون شريكا اجتماعيا ونتعاون لخدمة القطاع". وبخصوص عضويتها في لجنة الإصلاحات لابن زاغو أوضح لغليظ أن الوزيرة نورية بن غبريط كانت عضوة في اللجنة لمدة لم تتجاوز شهرين ونصف فقط ثم انسحبت منها.
بوديبة: الالتزام بالتعهدات منطلق لحوار جاد ونية حسنة أكد المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كناباست"، مسعود بوديبة، أن تصور النقابة التي يمثلها لا يبنى على الأشخاص وإنما بالوزارة كهيئة لها مؤسسات. وأوضح أنه بقدر ما تكون هذه المؤسسات قوية بقدر ما يسير قطاع التربية في ظروف جيدة وتكون هناك استمرارية، مبديا أسفه من كون السياسات اليوم مرتبطة بالأشخاص وليس المؤسسات. وقال بوديبة إن تعيين الوزيرة موقف سياسي، متسائلا عن ماذا أتت به الوزيرة الجديدة من تصورات وبرامج لحل مشاكل قطاع التربية. وأضاف أن قطاع التربية يعيش اليوم مشاكل كثيرة يعاني منها الموظف والأستاذ والتلميذ بداية من الظروف المهنية والاجتماعية غير اللائقة كما أن بيئة التدريس غير ملائمة على الإطلاق وكارثية، مشيرا أن هذه المشاكل العويصة تحتاج إلى مسئول يدرك معنى التعامل مع الجميع ويحرك الجميع للتعاون لحل هذه المشاكل. ونفى بوديبة إمكانية الحكم المسبق على أداء الوزيرة، مبديا استعداد نقابته للتعامل معها شريطة أن تؤسس لحوار جاد ومسؤول والتكفل بالمشاكل المطروحة حاليا على مستوى النقابات، وكذا تنفيذ الالتزامات والتعهدات الموجودة في محاضر الاجتماعات السابقة، مؤكدا انه بدون تنفيذ هذه الإلتزامات لن تسير الأمور في الاتجاه الصحيح، معتبرا هذه الالتزامات منطلقا لحوار جاد ونية حسنة. وأفاد أنه لا يؤمن بالعصا السحرية إنما بالحلول .. والحلول لا تتأتي إلا بتكاتف الجميع، واستعداد الوزيرة لجمع الكل للمساهمة في حل مشاكل القطاع، مؤكدا أن الميدان هو الذي يبين هل الوزيرة مستعدة لحل هذه المشاكل. وحول لقاء "الكنابست" بالوزيرة مؤخرا علق بوديبة بقوله "لا يمكن قياس الأمور في لقاء دام ساعة واحدة غير أننا أشرنا لها (الوزيرة) بأن هناك التزامات وتعهدات موجودة في المحاضر طال أمدها وضروري ان تفكر بجدية لحل هذه المشاكل في أقرب الآجال وبينا لها أننا مستعدون للنقاش في جميع القضايا التي تخص القطاع".
بحاري: لمسنا من الوزيرة إرادة قوية لمعالجة مشاكل القطاع قال رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، علي بحاري، إن نقابته لمست من الوزيرة الجديدة خلال لقاؤها الأخير بها إرادة قوية للمضي قدما لتحسين مستوى قطاع التربية. واشترط بحاري تأسيس حوار شامل يشارك فيه الجميع خصوصا إطارات وزارة التربية للنهوض بالقطاع وحل المشاكل التي يتخبط فيها. وأوضح أن الأمر يتطلب قرارا سياسيا حازما لتنظيم الأمور وإلا سيبقى الوضع على حاله. وأضاف أنه ما دامت الوزيرة لديها إرادة قوية فعلى الجميع مد يد الحوار والتشاور مع الوزارة لمعالجة الأوضاع الراهنة لقطاع التربية.
بن نوي: الوزيرة جديدة لا يمكن تقييمها في وقت قصير اعتبرت رئيسة النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية "لاسنتيو"، عائشة بن نوي، تعيين الوزيرة الجديدة نورية بن غبريط على رأس قطاع التربية مفخرة وشرف للمرأة الجزائرية. وقالت بن نوي إنها لمست لدى الوزيرة استعدادا ونية حسنة لخدمة القطاع، مشيرة أن الوزيرة جديدة في القطاع ولا يمكن تقييمها من ناحية العمل التربوي والإداري. وطالبت من وزيرة التربية التعامل بجدية مع ملفات القطاع ومعالجة مشاكله معالجة جوهرية وجذرية وموضوعية.
ينينة: المشكلة ليست في الوزيرة إنما في عدم استقرار القطاع من جانبه قال المكلف بالإعلام في نقابة "لاسنتيو"، محمد ينينة إن المشكلة ليست في الوزيرة وإنما في عدم استقرار القطاع وتعيين عدة وزراء الذين لا يمكن تقييمهم في ظرف سنة واحدة، مؤكدا أن عدم استقرار الوزارة سيعود بالسلب على القطاع، مشيرا أنه من غير الموضوعية الحكم على الشخص قبل تقييم أعماله وأقواله.
تهمة التحزب.. نقابات تنفي وأخرى تؤكد ! إن لجوء النقابات إلى الإضرابات المتكررة أضر كثيرا بالسير الحسن للدراسة في السنوات الأخيرة، وكان له أثره السلبي في موقف المجتمع من نضال نقابات القطاع، وكانت تلك فرصة للسلطة لتستغلها في محاولة إحداث شرخ بين المعنيين في القطاع من نقابات وجمعيات أولياء التلاميذ، والتلاميذ أنفسهم.. وقد نجحت السلطة في بث الفرقة والعداوة بين النقابات نفسها وبين النقابات والتلاميذ وبين النقابات وأولياء التلاميذ عوض أن تتعامل مع الاحتجاجات بروح المسؤولية وتنقية الأجواء لضمان تمدرس سليم يتعاون على إنجاحه الجميع.. وكنتيجة لذلك انفجرت أزمة كبيرة بين الجميع واتُّهمت النقابات بممارسة السياسة وتنفيذ أجندات أحزاب سياسية، وأنها بالغت في الإضرابات فبرزت مشاكل جديدة كمسألة العتبة وتحديد دروس الامتحانات وغضب التلاميذ الذين دخلوا في إضرابات هم أيضا تنديدا بإضرابات الأساتذة وحدث لغط كبير فما رأي النقابات في كل ذلك ...
علي بحاري: "هناك نقابات تتعامل مع تنظيمات خارجية وأخرى تبحث عن الإنتداب" أرجع علي بحاري رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين في رده على ما يوجه للنقابات من تهم، الوضع الخطير الذي يعيشه قطاع التربية الوطنية من إختلالات في التسيير، إلى العديد من التجاوزات من طرف بعض التنظيمات النقابية التي شكلت حلقة نارية أضرمت لهيبها في اللوائح المطلبية المقدمة إلى الوزارة الوصية بإختلاف الوصايا المتعاقبة عليها، معتبرا أن الاتهامات التي مسّت نقابات القطاع بخصوص إستحواذها سياسيا من طرف أحزاب سياسية لخدمة أجندتها السياسية لا يختلف عليها إثنان، لتتعداها - يضيف بحاري- إلى وجود علاقات مشبوهة بين بعض النقابات الحكومية أو المستقلة مع تنظيمات خارجية. وأضاف رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة التي تناضل لصالح أزيد من 200 ألف موظف، أن سياسة الانتماء الحزبي من طرف بعض النقابات هو أمر واقع، كما إعتبره خيانة للعمل النقابي الذي يتسم بالنضال من أجل "الزوالية" ليصبح عملا نضاليا شخصيا، موضحا في الوقت ذاته أن ممثلي بعض التنظيمات النقابية الذي تحفظ عن ذكر إسمها، يمارسون التجارة بالنضال النقابي باللهث وراء الانتدابات، حيث دعا الوزيرة الجديدة نورية بن غبريط إلى إرسال لجان سرية للتحقيق في ملفات بعض التنظيمات النقابية التي ليس لها تمثيل في الميدان والتي تلعب على الأوتار. وحذّر بحاري خلال تدخله في ندوة "الشروق أون لاين" من خروقات بعض التنظيمات النقابية التي قال بأن نضالها هو من أجل التموقع فقط، مؤكدا أن الوضع الحالي يحتم على الوزارة الوصية التدخل، والعمل على فتح الحوار الجماعي مع كل النقابات، دون العمل على الشخصنة والتعامل مع فئة على حساب أخرى، مضيفا أن قطاع التربية الوطنية هو متكامل من الحارس إلى المدير إلى الإدارة والوزارة الوصية، فكل له عمله الايجابي الذي يكمّل غيره. وفي السياق ذاته أكد ممثل الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، أن قطاع التربية الوطنية متعفن بسبب هذه الممارسات، وعلى الوزارة الوصية الوصول إلى أرضية توافق جماعية وفتح باب الحوار من أجل إيجاد حلول جدية وليس ترقيعية للملفات العالقة التي تًركت على طاولة بن غبريط، كملف القانون الأساسي و إلغاء المادة 87 مكرر وغيرها من الملفات الهامة. وقد كان ملف تعديل القانون الأساسي محل رفض قاطع من طرف الوزير الأسبق بابا أحمد أين صرح مرارا وتكرارا بأن القانون لن يعاد فتحه أو تعديله، والواضح جدا أن الحكومة حسمت قرارها في هذا الموضوع بالرفض، وحتى النقابات تعلم بذلك وتعرف صعوبة تحقيق هذا المطلب، في الوقت الذي اتهمت بأنها تبيع الوهم لعمالها ولا تقدم حلولا واقعية ومدروسة وإنما فقط مطالب عمومية مبهمة، تحتاج إلى جلسات ونقاشات عميقة مع الوزيرة بن غبريط.
مسعود بوديبة: النقابة تجمع عدة حساسيات لذا لا يمكنها أن تكون حزبا نفى ممثل المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع "كناباست" جملة وتفصيلا إنتماء تنظيمه إلى أية تشكيلة سياسية أو حزبية، مؤكدا أنه لا يمكن للنقابة أن تنفذ أجندة حزب سياسي أو تنطق باسمه وإن أرادت ذلك لسبب بسيط أنها تتشكل من مختلف التيارات السياسية التي تنتمي إلى أكثر من حزب يجمعها النصال من أجل مصالحها المهنية.. وقال مسعود إن هناك أطرافا تعمل على سياسة توجيه الأنظار وتحويل الإهتمام، مؤكدا أن نقابته بعيدة كل البعد عن الإتهامات الخاصة بتسييس عملها النقابي، وأن النقابة التي لها تمثيل حقيقي لا يجب أن تكون تابعة لأي حزب. وقال بوديبة خلال تدخله في ندوة "الشروق أون لاين"، أن سياسة القفز على المحاضر من طرف الحكومة، وعدم الوصول إلى حل توافقي بين التنظيمات النقابية والوزارة الوصية حال دون الوصول إلى طاولة الحوار مع الوزير السابق بابا أحمد، حيث أصبح التلميذ بدون مرجع، مؤكدا في الوقت ذاته أن أول من يحاسب هو وزير القطاع كونه المخّول بتغيير الأوضاع الإجتماعية والمهنية لعمال التربية وتحسين المناهج التربوية للتلميذ بإشراك التنظيمات النقابية والشركاء والمجتمع المدني وفق عمل إستراتيجي مفتوح على كل الجبهات الاجتماعية، معربا أن الإضراب هو حق دستوري مشروع، تلجأ إليه النقابة مضطرة بعد أن تسد كل أبواب الحل.
عائشة بنوي: هناك تنظيمات نقابية تلعب على الأوتار لتغطية ضعفها أكدت عائشة بنوي رئسية النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية "لاسنتيو"، أن لديهم لوائح مطلبية مهنية وإجتماعية شرعية، وأن نضالهم النقابي يصب لصالح عمال التربية التي وصفتهم بالضحية وسط حسابات سياسية صنعتها الوصايا ولبى نداءها البعض من النقابات التي لها إنتماءات سياسية لصالح أجندة حزبية تخدم القيادات على حساب الأستاذ والتلميذ. وقالت عائشة بنوي خلال مشاركتها في ندوة "الشروق أون لاين" حول رهانات قطاع التربية الوطنية، أن الوزارة ملزمة حاليا بالتعامل الذكي مع من يملك الشرعية في خدمة قطاع التربية الوطنية، معتبرة إرسال لجنة تحقيق جادة وغير معروفة إلى الميدان أمر من الأولويات الحالية للوزيرة بن غبريط، لتقصي الحقائق المخذلة والإختلالات الكبيرة التي مسّت مختلف الملفات الهامة التي تبقى عالقة وثمارها لم تنضج بعد. وأكدت رئيسة لاسنتيو، أن بعض التنظيمات النقابية المستقلة حاليا تعيش "رقصة الديك المذبوح"، فالناظر للديك المذبوح- حسبها- يتوّهم أن الديك فرحان و يرقص لكن الواقع يؤكد أن الديك يصرخ من الألم، فكل المعطيات والمعلومات المستقاة من الوزارة الوصية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك تنظيمات مستفيدة على حساب تنظيمات تناضل من أجل البقاء وأخرى تمثيلها يباع ويشترى من طرف بعض النقابات المستغلة التي تتحدث عن مطالب نقابات للحفاظ على مركزها المغلوط.
ينينة: أتهام النقابات دليل ضعف الوزارة وفي السياق ذاته إعتبر محمد ينينة المكلف بالإعلام بالنقابة ذاتها، أن الوزارة تتهم التنظيمات النقابية التي دعت إلى الإضراب بالعمالة والتحزّب، مضيفا، أن هذا دليل ضعف من الوزارة التي جعلت الكل في سلة واحدة ، وهذا في إعتقاده مناف للعقل. وقال ينينة خلال تدخل له في ندوة "الشروق أون لاين" أن اللوائح المطلبية أصبحت "تؤخذ بالتخلاط لا بالحوار والقناعة"، لأن الهيئة الوصية -حسبه- تغرس سياسة الفوضى بفتح الحوار الشخصي من أجل إمتصاص الغضب و إعتبر المكلف بالإعلام بالأسنتيو، أن الوزارة الوصية عملت في عهد الوزير السابق بابا أحمد إلى التحدث على مطالب نقابات التربية المستقلة من باب النافلة وذر الرماد في العيون، مؤكد أن التحزب داخل النقابة خيانة للمنظومة التربوية وإستغلالا للعامل والمتاجرة بصوته.
لعموري: اتهام النقابات بالتحزب..باطل أكد لعموري لغليظ رئيس الإتحادية الوطنية للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية "سناباب"، أن دور قطاع الوظيف العمومي غائب نهائيا في قضايا النزاعات النقابية، في الوقت الذي يجب عليها أن تلعب دور الحكم في فض النزاع النقابي بمعية وزارة العمل. ووصف لعموري في ندوة "الشروق أون لاين"، ردا على سؤال حول تسييس العمل النقابي وخدمة أحزاب سياسة في العديد من الاستحقاقات والنضالات، بأنه إتهام باطل وهدفه التأثير على العامل النضالي من طرف أشخاص خارج الحقل النقابي، معتبرا النضال النقابي عنوان لمقال طويل هدفه تحسين الحياة المهنية والإجتماعية للمربي والعامل على السواء.
السياسيون هم المسؤولون عن مناهج التربية وبرامجها حمّلت نقابات التربية، التي نزلت ضيفا على ندوة "الشروق أونلاين"، السلطة مسؤولية تسطير البرامج والمناهج التي يدرسها التلاميذ في أطوار التعليم الثلاثة، وأجمع المتحدثون على أن السياسيين الحاكمين هم الذين يحددون مشروع المجتمع من خلال ما يقررونه من مناهج. قال مسعود بوديبة (المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني) إن وزراء التربية المتعاقبين لم يستشيروا التنظيمات النقابية في وضع المناهج التي يدرسها التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة، لكنه أكّد أن النقابات تثير مسألة المناهج التربوية والبرامج مع الوزارة كلما دعت الضرورة إلى ذلك. وذكر المتحدث أن الوزارة وصلت إلى إقرار مناهج وبرامج جديدة لم يطّلع عليها النقابيون ولا الأساتذة "أصبحنا نجد كتبا جديدة في بداية السنة الدراسية شهر سبتمبر دون أن نُطلع عليها.."، وهو ما يجعل الأساتذة والمعلمين- يضيف بوديبة- يجتهدون ويرتجلون من أجل ابتكار طريقة لتدريس التلاميذ البرامج الجديدة، وقد تسبب هذا الأمر في "فوضى" طالت طرق التدريس، ترتب عنها ضغط نفسي على الأستاذ مما انعكس على تحصيل التلميذ، على حد قوله. وكشف بوديبة أن هذه العوامل مجتمعة تسببت في ظهور العتبة وقضية الموضوع الثاني ونصف الساعة الإضافية في الامتحانات النهائية، وخاصة منها البكالوريا. وحكم بوديبة على طريقة تطبيق الإصلاحات، التي مست قطاع التربية منذ عهد بن بوزيد، ب"غير العلمية والمتسرّعة"، واشتكى من كثرة تغيير المقاربات التربوية في مدد قصيرة، فتغيرت المقاربات من المقاربة بالمواد إلى المقاربة بالكفاءات إلى المقاربة بالأهداف، وهنا طالب بوديبة بتكوين متخصص للأساتذة والمعلمين بهدف التحكم في البرامج الجديدة ومن أجل تفادي الحشو والتسرع وانتهاج تقديم البرنامج بطريقة سلسة. وفي السياق نفسه قال لعموري لغليظ (النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني) إن النقابات لم تتدخل في المناهج، وذكر أنها تتدخل من حين لآخر انطلاقا مما تعاينه في الواقع، حيث تحدثت عن المحفظة ووزنها، وتحفظت على تدريس التلاميذ 11 مادة ثم يمتحنون في 3 مواد في السنوات الابتدائية. وشدد المتحدث على أن قطاع التربية استثمار للمورد البشري وأساسي لبناء المجتمع ومن حق النقابات والمجتمع أن تتدخل في القطاع، وتمنى كنقابات أن تقدم اقتراحات في البيداغوجيا. من جهته قال محمد ينينة إن المحيط الذي يوجد فيه التلميذ لا يتماشى مع العملية التربية، وحسبه فإن قسما به 45 تلميذا سيجعل الأستاذ يتسرع في تقديم الدروس من أجل إنهاء البرنامج قبل انقضاء السنة الدراسية، وهو التسرع الذي سيدفعه - مضطرا- إلى الحشو. ووصف ينينة الإصلاحات التربوية ب"العرجاء" وقال إن الأجيال ضحية هذه السياسة، وأفاد أن الكتاب المدرسي يحوي الكم لا الكيف، وهو ما أدى إلى تضاعف عدد الكتب الأمر الذي انعكس على حمولة المحفظة، فبات التلميذ يشكو آلاما في ظهره جراء البرامج الكثيرة والكثيفة التي تؤثر على حجم التحصيل لديه. وطالب ينينة بتخصيص كفاءات من قطاع التربية، لا من الجامعة، لإصلاح قطاع التربية، وأعطى مثالا بوزيرة التربية الحالية نورية بن غبريط رمعون قائلا: "هي قادمة من مركز بحث جامعي لتصلح قطاع التربية، وهذا مشكل". كما طالب بالتكوين وتخصيص الوسائل المناسبة والمكافئة للمناهج والبرامج المقررة. وأشار ينينة إلى أن اقتراحات قدمت للوزارة بتوزيع الكراريس والكتب على الفصول الدراسية، فيخصص التلميذ ثلاثة كراريس صغيرة الحجم للفصول الثلاثة بدل كراس كبير الحجم لها جميعا، والأمر نفسه بالنسبة للكتب، فضلا عن اقتناء خزائن توضع فيها الكتب، وهو ما يجعل التلميذ في غنى عن حمل كل الكتب والكراريس معه إلى المنزل كل يوم، وبهذا يتفادى ثقل المحفظة.
نقابات التربية تجمع: "جمعية أولياء التلاميذ مجرد هيكل" أجمع ممثلو عدد من نقابات التربية لدى نزولهم الأربعاء ضيوفا على منتدى الشروق أونلاين على الفراغ الذي تتركه جمعية أولياء التلاميذ، التي لا تقوم حسبهم بالدور المنوط بها كما ينبغي بالرغم من كونها شريكا اجتماعيا شأنها شأن التنظيمات النقابية الأخرى. وفي ردهم على جمعية أولياء التلاميذ التي تتهمهم برهن مستقبل التلميذ وإجحافهم في حقه وعدم مراعاة حقه لدى دخولهم في إضراب، صرح النقابيون قائلين كيف لجمعية لا يظهر لها أثر على الساحة ولا تقوم بدورها أن تتهم النقابات؟ في هذا السياق أكد رئيس اتحادية عمال التربية (السناباب) لعموري لغليظ في تدخله أن "جمعية أولياء التلاميذ لا تؤدي دورها كما ينبغي"، كما أعاب على الجمعية تموقعها إذ قال: " ينبغي لجمعية أولياء التلاميذ الوقوف إلى صف نقابات التربية وليس العكس". من جهته، أكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع مسعود بوديبة بأن "جمعية أولياء التلاميذ تجهل الدور المنوط بها"، مشيرا إلى "ضرورة جمع شمل الجزائريين بدل التفرقة بينهم".كما أشار إلى الغياب التام للجمعية على الساحة والتي حسبه "لا تسجل حضورها إلا عند إعلان نقابات التربية إضرابها عن العمل حيث تسارع بالإدلاء بتصريحاتها لوسائل الإعلام الثقيلة عن رفضها وانتقادها للخطوة التي اتخذتها النقابات". كما أكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي و التقني الموسع بأنه لا بد من تظافر جهود الجميع من وزارة ونقابات وجمعية أولياء التلاميذ لحل المشاكل العالقة في القطاع، مشيرا إلى ما أسماه بالمحور الثلاثي الأقطاب المتكون من النقابات والوزارة وجمعية أولياء التلاميذ التي يتعين عليها العمل جنبا إلى جنب. وأعاب مسعود بوديبة على أولياء التلاميذ عدم متابعتهم لأبنائهم وعدم معرفتهم بالمهمة التي ينبغي لهم القيام بها كشركاء اجتماعيين. كما تأسف المتحدث على الانتقادات التي يطلقها ممثلون عن الجمعية عبر القنوات التلفزيونية ضد" الأساتذة الذين يسهرون على تربية أبنائهم و تلقينهم المعارف" كما قال. وأضاف المتحدث "لا يحق لأولياء التلاميذ التدخل في المسائل البيداغوجية التي تخص الأستاذ فقط" على حد تعبيره. وقصد تخطي العقبات التي يواجهها الأستاذ والتلميذ على حد سواء، دعا مسعود بوديبة إلى "ضرورة التنسيق بين مختلف الشركاء الاجتماعيين"، مؤكدا "المسؤولية التي تقع على عاتق جمعية أولياء التلاميذ في تأمين المؤسسات التربوية، فالقانون يتيح للجمعية الاتصال بالوالي لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين المؤسسات إذ لا يحس الأستاذ بالأمن أثناء تأدية مهامه". من جهته انتقد رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين علي بحاري جمعية أولياء التلاميذ بشدة، قائلا: "إنها مجرد هيكل"، و كونها "تقف حجر عثرة أمام مطالب عمال التربية". كما أعاب علي بحاري على أولياء التلاميذ عدم اكتراثهم بأبنائهم و كذا عدم استجابتهم للاستدعاءات التي تصلهم من المؤسسات التربوية لحضور اجتماع ما لمناقشة المسائل التي تخص القطاع والمشاكل التي يواجهها المنتمون إليه. ويضيف المتحدث قائلا: " يوجد سور بإحدى المؤسسات التربوية منهار منذ ما يزيد عن عشر سنوات، لكن لا أحد من ممثلي أبناء التلاميذ حرك ساكنا قصد إزالة الخطر الذي يحدق بالتلاميذ". يؤكد مسؤول الإعلام بالنقابة الوطنية لعمال التربية محمد ينينة وجود "بعض أولياء تلاميذ ينشطون في الميدان". أما المشكل القائم بين نقابات التربية وجمعية أولياء التلاميذ، يقول المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية لعمال التربية "إن المشكل قائم على رأس أعلى الهرم" مشيرا إلى وجود "أعضاء ضمن جمعية أولياء التلاميذ لا يمتون بأية صلة لأولياء التلاميذ". وفي رده على الاتهامات التي تطال النقابة من أولياء التلاميذ، يقول محمد ينينة " كان من المفروض أن يقف أولياء التلاميذ إلى جانب الأساتذة وليس العمل تحت قبعة الوزارة"، داعيا الجمعية إلى "أخذ موقف وسط وعدم الانحياز للإدارة على الأقل". ويرد ينينة على أولياء التلاميذ الذين يتهمونهم برفع مطالب مادية مخاطبا:" هل من العيب أن يطالب الأستاذ بحقوقه المادية؟". من جهة أخرى تحدث ينينة عن "اللجوء إلى الإضراب كآخر حل بعد غلق كل أبواب الحوار". في حين طالبت رئيسة النقابة الوطنية لعمال التربية عائشة بنوي "بضرورة التنسيق بين الأساتذة و الإدارة و جمعية أولياء التلاميذ". كما ركزت على ضرورة تأطير التلميذ و"عدم تركه عرضة للتيار الهدام".