أكد مديرو المؤسسات المشرفة على تأليف وطبع الكتاب المدرسي خلال ندوة نظمت أمس، بوزارة التربية الوطنية بهدف تنوير الرأي العام حول إعداد الكتاب المدرسي، أن المؤلفين بذلوا مجهودات جبارة طيلة أشهر لإعداد الكتب المدرسية بناء على دفتر الأعباء البيداغوجي، حيث أختير الأكفاء منهم للقيام بهذه العملية وكلهم جزائريون، نافين الإشاعات التي تروج أن هناك أيادي خفية ومؤامرة وحسبهم أن الخطأ الذي وقع في كتاب الجغرافيا للسنة أولى متوسط هو هفوة تقنية غير مقصودة. أوضح جيلالي بستاني المدير العام للمعهد الوطني للبحث في التربية ورئيس لجنة الاعتماد والمصادقة، أن هناك لجنة الاعتماد والمصادقة على مستوى المعهد تشتغل قبل تأليف الكتب، بناءا على دفتر الأعباء البيداغوجي الذي يركز على التوجهات العامة، وبعد التصميم تقوم بعملية التقييم وهي معقدة، حيث يخضع الكتاب المدرسي لتقييم خارجي من طرف المفتشين والأساتذة وتقييم علمي من طرف خبير جامعي ثم توضع الحصيلة في دورتين الأولى في 9 جوان والثانية في 22 من نفس الشهر بناءا على مسار وتطور الكتاب. وأكد في هذا السياق، أن الكتب كانت في المستوى البيداغوجي والعلمي والسلامة اللغوية واحترام القيم الوطنية، مقترحا أن اعتماد تقييم مرحلي ثم نهائي ولجنة مراقبة ما بعد الطبع وقبل التوزيع العام القادم. من جهته، أفاد إبراهيم عطوي مدير الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية أن كل العمال كانوا مجندين وأن وصول الكتاب المدرسي للمؤسسات هي عملية تتطلب الخضوع إلى دفتر الالتزامات الذي نشر في ال11 من الشهر الجاري مدته شهر، حيث أن هناك 20 متعامل أخذ هذا الدفتر وأكثر من 30 دار نشر متواجدة بالسوق الوطنية، والعملية متواصلة إلى غاية 10 أكتوبر الداخل وهي تخص السنة الثانية والثالثة من التعليم المتوسط. مؤكدا أن الكفاءات الوطنية هي من قامت بإعداد الكتب المدرسية وهي تختار على حسب القدرات العلمية. وبلغة الأرقام قال عطوي أنه إنتاج ما يزيد عن 61 مليون كتاب خلال السنة الجارية، من بينها 31 مليون و500 كتاب في الطور الابتدائي و20 مليون و500 في المتوسط و9 ملايين كتاب في الطور الثانوي، في حين عدد الكتب الجديدة بلغ 8 ملايين و842 كتاب، مشيرا إلى أن بعض المتعاملين تخلو عن طبع 2 مليون و500 كتاب، مما دفع الديوان إلى رفع التحدي بطبع 17 مليون كتاب دفعة واحدة خلال شهر ووزعت على المدارس في 4 سبتمبر، علما أن هناك 10 ملايين كتاب مخزن. وقال حمودي مسعود، المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، والمكلف بإعداد 11 كتاب للسنة أولى متوسط أنه قدم الاعتذارات عن الهفوة التي صدرت في كتاب الجغرافيا، موضحا أنه كان هناك تحفظ عن الخريطة التي لم تكن واضحة، وفي لحظة تسرع أو ضغط اجتهد مؤلف الكتاب في استبدال خريطة بأخرى لكنه لم يصب، مضيفا أنه تم تدارك الخطأ خلال 24 ساعة وأعيد طبعه وتوزيعها، حيث لم تتجاوز العملية 40 مليون سنتيم، وهم من تكفلوا بالنفقات. وبالمقابل، نفى حمودي وجود مؤامرة أو أيدي خفية وراء ارتكاب الخطأ قائلا أن الذين اشتغلوا على الكتاب كلهم جزائريون لا غبار على وطنيتهم وكفاءتهم ومبادئ الدولة، مضيفا أنها كانت هفوة تقنية غير مقصودة، وبدوره قال محفوظ لحوال مفتش التربية الوطنية لولاية الجزائر أن عملية تأليف الكتاب في ظرف قصير ليست بالأمر الهين، مشيرا إلى أن الكتب القديمة مملوءة بالأخطاء ولا أحد انتقدها، وحسب لحوال فإن هناك محاولات لتسييس المدرسة الجزائرية.