وظيفة محورية لمطار هواري بومدين مستقبلا أكد وزير الأشغال العمومية والنقل بوجمعة طلعي، أمس، أن شركة الخطوط الجزائرية تتطلع للوصول إلى صفر حوادث على غرار مختلف شركات الطيران بالعالم، والتكيف مع الوظائف الجديدة ومسايرة التطور الاقتصادي للبلاد، مشيرا إلى أن سنة 2015 مرّت بصورة جيدة والجهود متواصلة في هذا المجال. أوضح طلعي، على هامش إشرافه على افتتاح أشغال الندوة الجهوية للفدرالية الدولية لجمعيات الطيارين والتي تجتمع مع ممثليها من مختلف الدول الإفريقية حول موضوع “سلامة الملاحة الجوية” بفندق الهيلتون، أن التطلع لتأمين الطيران المدني أمر لابد منه، لارتباطه الوثيق بسلامة المسافرين، وفي هذا الإطار جاء استثمار الجوية الجزائرية، لاسيما ما تعلق بتجديد أسطولها الجوي وعصرنة خدمة الصيانة واعتماد قانون نظام الطيران المدني للوصول إلى صفر حوادث، بالإضافة إلى قوانين أخرى تتعلق بقانون المسافرين، الأمن والملاحة الجوية. وبحسب الوزير، يأتي هذا الالتزام لمرافقة الحركية التي يعرفها مجال الطيران، خاصة وأنه يسجل مليار مسافر سنويا عبر العالم، بمعدل 36 مليون رحلة. كما تم تسجيل 60 حادثا وهو رقم كبير، لكن بالمقارنة مع عدد الرحلات فهو رقم بسيط جدا، إلا أن الوصول إلى صفر حوادث يبقى قائما. وفيما تعلق بالمحطات الجوية الجديدة على مستوى المطار الدولي، قال إنه بفضل احترام الآجال ستدخل حيز الاستغلال ابتداء من 2018، فبالإضافة إلى المهام الكلاسيكية التي يؤديها في نقل المسافرين، سيتحول إلى أداء وظيفة محورية، كونه سيصبح أرضية مرتبطة بأوروبا وإفريقيا ودول أمريكا اللاتينية، خاصة وأن الموقع الجغرافي للجزائري يمكنها من لعب هذا الدور ونجاعة الاستغلال. وأشار طلعي في هذا السياق إلى وجود طلبات من بعض الدول الإفريقية للسماح لطائراتها بالتوقف بالمطار الدولي للجزائر، ما سيمكنها من الاقتصاد في التكاليف والمسافة، ومن ثم فالأمر يحتاج إلى بنية تحتية تستجيب لهذه الوظيفة الجديدة وحجم نقل الركاب وتكون مجهزة بأحدث التكنولوجيات وآخر أنظمة سلامة الملاحة الجوية. 50 حالة تصادم كادت تحدث بالمنطقة الإفريقية من جهته سلّط صهيب دلاّل، نائب رئيس الفدرالية الدولية لجمعيات الطيارين، الضوء على بعض العوائق التي من شأنها أن تتحول إلى مشاكل حقيقية تعيق الأداء المهني المحترف، لاسيما للطيران المدني في أفريقيا، مشيرا إلى عدم الالتزام بالمعايير المعمول بها في مجال الطيران، لاسيما ما تعلق بمستوى الطيران أو نتيجة لسوء الاتصال وانقطاعه مع أبراج المراقبة للملاحة الجوية، ومن ذلك الحادث الذي وقع لطيارين جزائريين يشتغلون بالسنغال والذين لقوا حتفهم، السنة الماضية، بسبب مشكل “الإجلاء الطبي”، وهو مشكل مطروح بقوة في إفريقيا، لاسيما بالجنوب، وهو ما جعلهم يسجلون أكثر من 50 حالة قرب تصادم تم تفاديها في آخر لحظة. إلى جانب تعب الطيارين، وذلك إما بسبب كثافة برنامج الرحلات، أو بسبب نقص الطيارين أو هجرتهم إلى دول أخرى، وهي مشاكل حقيقية لابد من العمل على حلها بالتنسيق مع السلطات المدنية وسلطات الطيران، دون إهمال تحسين البنية التحتية للمطارات الإفريقية، لاسيما الأرضيات التي لا تساعد بتاتا على الأداء المهني المحترف. وبخصوص الندوة المنعقدة في دورتها 16 والتي سجلت حضور 100 عضو في الفدرالية وممثلين عن 100 ألف طيار عبر العالم، قال إنها: “ستسمح، بالتعاون مع المنظمات الدولية، بتحقيق مستوى عالٍ من الأمن الملاحي وتكوين جيد للطيارين لتفادي الحوادث وضمان سلامة المسافرين وكذا الطائرات”.