مع ارتفاع درجة حرارة أمسيات الصيف وطول ساعاتها، يجد الكثير من الشباب العاصمي نفسه مجبرا على التوجه إلى شواطئ البحر لقضاء يومهم وسط الأمواج، أو الذهاب إلى الغابات لمواجهة الملل وتمضية ساعات في أحضان الطبيعة الجزائرية، في حين يرى البعض من الشباب الذين يعانون من ضيق مصروف الجيب بسبب البطالة، أن ممارسة الرياضة حل أفضل لتقوية عضلات البدن من ناحية، والقضاء على الفراغ من ناحية أخرى. بسبب الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة هذه الأيام اضطر الشباب، وحتى الأطفال لاتخاذ لعبة كرة القدم وسيلة مسلية للقضاء على الملل. إذ تجد الأطفال منهمكين باللعب في الطرقات والشوارع غير مبالين بالمارة الذين لا خيار أمامهم للحاق ببيوتهم سوى باجتيازها، ليفاجأوا بين الحين والآخر بجلد منفوخ يضرب رأسهم قد يسبب لهم انتفاخا بسبب القوة التي تقذف بها الكرة المستديرة من طرف شباب فتي بعضلات قوية، ويتخذ الأطفال أمثال ''عمر، سليم، ومراد'' وغيرهم من هذه اللعبة متنفسا للقضاء على الملل الذي لا يطاق في ظل انعدام مرافق ترفيهية في حيهم الواقع بساحة أول ماي، فحتى حديقة التسلية التي كانت تتوفر عليها البلدية متوقفة حاليا بسبب الأعمال التي تجرى بها على عكس أطفال باب الوادي، الذين تعددت مرافقهم الترفيهية، ولهذا يتخذ الأطفال من الشوارع والطرقات مكانا للترفية يلجأ إليه هؤلاء دون تحمل أعباء التنقل. ولا يعاني الأطفال فقط من هذا النقص في المرافق، بل حتى شباب البلديات الأخرى لم يجدوا سوى كرة القدم لتمضية الوقت أمام شبح البطالة، التي تلقي بظلالها على الشباب في فصل تكثر فيه المصاريف والتنزه بسبب العطلة، ولهذا لا من سبيل أمام هؤلاء الشباب سوى ممارسة الرياضة في الأحياء، وحتى وإن استلزم الأمر في الساعات الأولى من الليل كما هو حال الشباب المرادية وحسين داي ورويسو. هؤلاء الذين اختاروا إجراء المباريات المصيرية حسبهم بين الأحياء في أواخر الليل تماما، كما دأب على ذلك شباب ''باب الوادي'' الذين وجدوا ضالتهم في ممارسة الرياضة لتقوية البدن والقضاء على الفراغ، الذي يحبط المعنويات، والذي يعصف بالعديد من شباب الأحياء الشعبية في هذه الأيام. ''برامج رياضية مسطرة بين الأحياء'' في هذا الإطار يسطر العديد من شباب الأحياء برامج رياضية لسكان المنطقة، الذين يقطنون بها بغية خلق جو خاص بفصل الصيف، تطبعه المنافسات الرياضية، إذ تقوم هذه البرامج على تنظيم دورات لكرة القدم، يشارك فيها شباب الحي الذين يتنافسون بدورهم مع الأحياء الأخرى. وتقوم المشاركة في مثل هذه الدورات عن طريق الترشح من قبل الشباب الراغب في تسجيل اسمه في قائمة المتبارين للمشاركة في المباريات الجوارية، التي يرأسها في أغلب الأحيان مسؤول الحي، مقابل أن يدفع كل شاب أراد المشاركة مبلغ 100 دينار كثمن محدد للعب وتأمين، وبعد هذه الإجراءات يقوم المسؤول الأول عن القائمة بنشر قائمة المشاركين بالاختيار عن طريق القرعة التي تجري أحداثها أمام المشاركين. وبعد الاختيار وانتقاء اللاعبين يقوم الفوج بالقيام بدورات تدريبية تحضيرا للمباريات التي سيجرونها مع فريق آخر من الأحياء المجاورة. وتلعب بعدها هذه المباريات وسط حماس كبير وجمهور غفير من المناصرين. ولا يخفى على أحد بأن هذه المباريات بقدر ما تحمله من تسلية للشباب، سواء من المشاركين أو من المتفرجين، إلا أنها من ناحية أخرى تسبب إزعاجا كبيرا للمسنين والعمال وحتى ربات البيوت، نظرا لما تحدثه هذه المباريات من صخب وفوضى عارمة، تدوم لأكثر من ساعتين وهي الوقت الافتراضي لأية مقابلة عادية، ناهيك عما يتبعها من فوضى وشغب يزعج السكان والعائلات التي تنشد الراحة في الساعات الأخيرة من المساء، وهذا حسب شهادة الكثير من العائلات التي اعتبرت مثل هذه المباريات صداع أمسيات الصيف في الأحياء الشعبية.. وحسب ما أدلى به ''رمزي'' و''ماسي'' اللذين اعتادا على المشاركة في مثل هذه المباريات من باب الترفيه وتدريب الشباب على كرة القدم لخبرتهما في الميدان بحكم أنهما يلعبان في منتخبات رسمية، قال''رمزي'' أثناء حديثه معنا إن مثل هذه المباريات تعطي الرياضة الجزائرية دفعا كبيرا وتشجع الشباب على الرياضة والابتعاد عن الممارسات المنحرفة. في حين هناك من الشباب من يفضل الاتجاه إلى مقاهي الانترنت للإبحار عبر مواقعها في عالم المعلوماتية كل حسب ميوله ليمكثوا إلى ساعات متأخرة فيها، خاصة أن هذه المقاهي تعرف انخفاضا في الأسعار فيما يخص الفترة الليلية.