كشفت الدكتورة تيساوي جميلة، عضو مؤسس بجمعية شروق الشمس لمرضى كرون بسيدي بلعباس، عن تسجيل 30 حالة جديدة سنويا لداء التهاب الأمعاء المزمن، أو ما يعرف بداء كرون على مستوى الولاية. أضافت الدكتورة، على هامش تنظيم يوم تحسيسي لمكافحة الداء، أن الجمعية تحصي حوالي 500 مصاب بهذا المرض المزمن، ناهيك عن عدد كبير من المرضى غير المحصين الذين تسعى الجمعية جاهدة لضمهم. عن هذا المرض الخطير، الذي انتشر بشكل مقلق خلال السنوات الأخيرة وسط مختلف الفئات العمرية، بدليل وجود عديد الأطفال، الكهول والشيوخ، ومن الجنسين، أكدت الدكتورة تيساوي أنه ينقسم إلى نوعين، حيث يصيب الأمعاء فقط وقد ينتشر ليشمل كافة الجهاز الهضمي من الفم وإلى غاية الشرج، كما أنه قد يتطور ويتسبب في الإصابة بسرطان الأمعاء بعد حدوث نزيف حاد أو ثقب في الكولون. ومن أعراضه الإسهال الحاد الدائم، الإصابة بالحمى، آلام حادة في البطن، خروج الدم في البراز وكذا فقدان الشهية والوزن، التعب والإرهاق. هذا ولا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، حيث تبقى الجراحة أحد أهم العلاجات من خلال استئصال الجزء المصاب، بالإضافة إلى بعض الأدوية المخصصة للتقليل من الالتهاب وتقوية مناعة الجسم. واستقبلت جمعية شروق الشمس منذ تأسيسها شهر سبتمبر من سنة 2010 وانطلاقها في العمل الميداني شهر جانفي 2011، المرضى المنخرطين بها حيث تتكفل بهم ومن كافة الجوانب، خاصة أن العديد منهم من فئة غير المؤمنين اجتماعيا ومن ذوي الدخل الضعيف والمحدود، إذ تعمل على توفير الدواء لهم وبشكل دائم، ناهيك عن التكفل الاجتماعي من خلال تقديم المساعدة لهم وكذا التكفل النفسي، باعتبار أن هؤلاء المرضى تنتابهم حالات من الإحباط بعد التعرف على مدى خطورة مرضهم المزمن، حيث يحتاج الواحد منهم إلى تكفل خاص من قبل طبيب نفسي من أجل التكيف مع مرضه والتعايش معه. وخلال اللقاء الطبي الذي احتضنته قاعة المحاضرات بالمكتبة العمومية للمطالعة والذي حضره عدد كبير من المصابين، قام الأطباء المتدخلون بتقديم شروحات مفصلة حول تشخيص المرض، أنواعه وأهم العلاجات المتوفرة، فضلا عن مداخلات أطباء نفسانيين حول كيفيات تقبل المرض وسبل التعايش معه، وكذا نصائح حول الحمية الغذائية من تقديم أخصائي تغذية.