اشتهر المفكر السياسي الأمريكي هنتنغتون بعد صدور كتابه ''صدام الحضارات'' وكتب أخرى، حيث كان مهموما بمستقبل أمريكا ووحدتها الداخلية، وقد ولد هذا المفكر في عام ,1927 وتوفي في السنة الماضية 2008 عن عمر يناهز ال 80 عاما. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن نظريات هذا المفكر بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1) حاول هذا المفكر منذ تخرّجه في جامعة بيل وهو في سن ال 18 من العمر، وحصوله على الدكتوراه من جامعة هارفارد وهو في سن ال ,23 إقامة بناء نظري في كتاباته الأكاديمية للحفاظ على الهيمنة الامريكية، باعتبارها القوة الصاعدة بعد الحرب العالمية الثانية، قد ظل واحدا من الأكاديميين المؤثرين في السياسة الأمريكية. 2) يقول هنتجتون أن صدام الحضارات يمثل التهديد الأكبر للسلم العالمي، والتوصل الى نظام دولي يستند الى الحضارات، و يوفر الوسيلة المثالية لمنع نشوب حرب عالمية. والكتاب لا يقدم بحثا في علم الاجتماع، ولكنه يقدم تفسيرا للتطورات السياسية على الصعيد الكوني بعد انتهاء فترة الحرب الباردة. ويسعى الكتاب إلى تقديم نموذج لتفسير السياسات الكونية لمرحلة ما بعد الحرب الباردة، وبالتالي يكون هذا النموذج مرجعا للباحثين وصناع القرار في العالم. 3) تفيد نظرية صدام الحضارات بوجود ثلاث حضارات كبرى، يمكن أن ينشب الصراع فيما بينها من بين الحضارات السبع أو الثمانية، وبالتالي فإن نموذج صدام الحضارات قد يوفر خريطة سهلة لفهم ما يجري في عالم القرن العشرين، وهو يقسم العالم الى ديانتين رئيستين هما: المسيحية والإسلام تضمان أعرافا مختلفة. 4) يستند هنتجتون في نظريته حول صدام الحضارات إلى تجدد الهويات الثقافية للشعوب، واصطدام هذه الهويات بعامل التغريب في المجتمعات غير الغربية؟