سجلت السينما الجزائرية في الأسبوع الفارط حضورها في أقوى الساحات السينمائية العالمية، وهو المشهد السينمائي الأمريكي. ويعود الفضل في ذلك إلى عملين سينمائيين، الأول قديم ولكنه ما يزال يحافظ على مكانته الفنية، نعني به فيلم «معركة الجزائر» التاريخي، أما الثاني فهو فيلم «البئر»، هذا العمل الاستثنائي للمخرج لطفي بوشوشي، الذي افتكّ بشكل رسميّ بطاقة المشاركة في سباق الأوسكار. أعلنت الأكاديمية الأمريكية، الأسبوع المنقضي، عن القائمة الرسمية للأفلام المتسابقة من أجل نيل جائزة الأوسكار في فئة الفيلم باللغة الأجنبية، هذه الفئة التي تحتفل بعيد ميلادها الستين. ويمثل الجزائر في هذه الفئة فيلم «البئر» للمخرج لطفي بوشوشي، مهمة لن تكون سهلة بالنظر إلى العدد القياسي من الأفلام المشاركة في هذه الفئة، حيث قدمّت 85 دولة ترشحها وهو رقم يتم تسجيله لأول مرة. كما ضمنت ثماني دول عربية تذكرة دخولها السباق، إذ نجد إلى جانب الجزائر كلا من فلسطين، العراق، المغرب، لبنان، مصر، السعودية، واليمن الذي يسجّل أول مشاركة له في الأوسكار. ولم يكن قبول الأفلام المرشحة للجولة الأولى من سباق الأوسكار مجرّد تحصيل حاصل، بدليل استبعاد ممثل تونس من القائمة الرسمية، وهو ما يبيّن صعوبة المهمّة التي تنتظر «البئر». وكان المخرج بوشوشي قد صرّح منذ أسابيع أن فيلمه يملك كل الحظوظ والمقوّمات «التقنية» للفوز بالجائزة أو على الأقل التواجد ضمن القائمة القصيرة، ودعا إلى الالتفاف حول الفيلم الذي أثبت جودته من خلال الجوائز التي افتكها، والتي بلغت 11 جائزة، كان آخرها جائزة أفضل مخرج في مهرجان مالمو للفيلم العربي بالسويد. يركز فيلم «البئر» على القيم الإنسانية، وهو ما يعطيه صبغته العالمية، ولكنه في ذات الوقت ينطلق من تجربة محلية، هي الحرب التحريرية الجزائرية، مركزا على فكرة أساسية هي تكريم وإكبار بطولة الشعب الجزائري وتضحياته. فيلم آخر يتمحور حول هذه الفكرة، ولكنه من إنتاج ستينيات القرن الماضي وسبق وأن فرض نفسه في أرقى المسابقات العالمية. يتعلق الأمر ب»معركة الجزائر»، الذي أنتجه ومثلّ فيه المجاهد ياسف سعدي، وأخرجه المبدع الإيطالي جيللو بونتيكورفو، والذي سجّل حضوره مؤخرا في مهرجان البندقية، حينما نزل ضيف شرف على هذا الحدث السينمائي المرموق. كما تمّ عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي. ليعود الفيلم الأسبوع الفارط ويسجّل عودته إلى شباك التذاكر الأمريكي (بوكس أوفيس). وحققت إعادة إصدار «معركة الجزائر» المركز ال57 من بين 96 فيلما تمّ عرضها في نفس الأسبوع، وذلك بإيرادات وصلت إلى 13 ألفا و536 دولار أمريكي، حققها هذا الفيلم «الكلاسيكي» لدى عشاق الفن السابع بالولايات المتحدةالأمريكية.