محطات في المخطط التوجيهي لتجاوز حالة الجفاف عرفت وهران على مدى الخمس عشرة سنة تحسنا كبيرا في إمداد المياه وبدرجة أقل في الصرف الصحي، إلى حين إتمام المشاريع الهامة لاسيما في شقها المتعلق بمحطات المعالجة والتطهير وعمليات تعبئة وتثمين الموارد المائية والحفاظ على البيئة، في وقت تعالت فيه الأصوات الداعية إلى الإسراع في البحث عن مصادر سقي بديلة، لتجاوز حالة الجفاف التي ضربت المنطقة خلال السنوات الأخيرة. قال مدير الموارد المائية جلول طرشون في تصريح ل»الشعب»، أن وضعية الجفاف التي تبعث على القلق، فرضت إعادة استعمال المياه المعالجة مشيرا الى المخطط التوجيهي للصرف الصحي بالولاية، الذي يشمل المنطقة الحضرية لوهران عبر شبكة التطهير التابعة لخمسة بلديات، يتم تحويل مياهها المستعملة من خلال محطة البحيرة الصغير إلى محطة الكرمة. وستوجه مياه محطة (الكرمة) بطاقة استيعاب تصل إلى 250 ألف متر مكعب، في حين تعالج حاليا من 70 إلى 80 ألف متر مكعب يوميا لسقى 6600 هكتار من أصل 8000 هكتار معنية بمشروع تهيئة محيط سهل ملاتة الذي عرف تأخر فادحا، منذ انطلاقه شهر نوفمبر 2012، ما جعل الوزارة الوصية، تعطي تعليمات صارمة بضرورة تسليمه خلال الأيام القليلة القادمة، وفقا لما أفاد به طرشون. وتشمل المنطقة الثانية بلدة عيون الترك والمناطق المجاورة لها والتي توجّه مياه الصرف بها إلى محطة عيون الترك، التي تتسع طاقة استيعابها إلى 15 ألف متر مكعب، ووظيفتها معالجة هذا النوع من المياه وجعلها صالحة لري 500 هكتار على مستوى محيط بوسفر، وكان لها فضلا كبيرا في حماية البيئية البرية والبحرية من التلوث. وحسب التوضيحات المقدمة من قبل نفس المسؤول، تتواصل الأشغال على مستوى بلدية بطيوة لإنجاز محطة مماثلة بطاقة استيعابية تناهز 20 ألف متر مكعب يوميا، بعد الانتهاء من الأشغال سيتم تحويل المياه المستعملة والصادرة عن بلديات بطيوة، عين البية، بن فريحة العيايدة، ومستقبلا منطقة مرسى الحجاج. كما تم ضمن ذات المسعى برمجة محطة على مستوى بلدية وادي تليلات تتسع للمناطق المجاورة لها، لاسيما وأنّ مياهها المستعملة تصب منذ سنوات ببحرية أم غلاس، المصنفة عالميا، هو حال بحيرة تيلامين الواقعة ببلدية قديل، والتي استفادت هي الأخرى من مشروع محطة تصفية ستنطلق الأشغال على مستواها قريبا. وتسعى منطقة ببتوليليس من خلال محطة تصفية المياه القذرة، المزمع برمجتها قريبا لفائدة سكان البلدية والمناطق المجاورة لها إلى مواكبة التنمية الحضرية والسياحية بهذه المناطق، المميزة والغنية بطبيعاتها، المترامية وسط البحر والغابات، فيما لا تزال الدراسة الخاصة بإنجاز محطة معالجة ببلدة أرزيو شرق وهران جارية. جدير بالذكر أن مؤسسة «سيور» للمياه والتطهير تشرف حاليا على تسيير مصالح كل من محطتي الكرمة وعيون الترك، كما تستغل 83 محطة ضخ في أنظمة تجميع الصرف الصحي.