كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، عن استفادة ولاية أدرار، قريبا، من معهد إسلامي لتكوين الأئمة. هذا المرفق سيكون معهدا وطنيا بأبعاد إفريقية، حيث يكون في المرحلة الأولى فرعا لمعهد قائم ويتحول بعد مدة إلى معهد مستقل. أوضح الوزير، أنه بالنظر إلى ما تحتويه أدرار من رصيد قرآني هائل ومعروف يؤهلها أن تستفيد من هذا المعهد لعمقها الحضاري والتاريخي المرجعي الذي يعطي دوما النموذج للجزائر للاكتفاء بالمرجعية الدينية وضد محاولات التشتيت يؤهلها لأن يكون مركزا إفريقيا. وقال عيسى، إننا نريد أن نستضيف إخواننا الأئمة الذين يشتغلون في مساجد بدول الساحل الأفريقي، إلى أن يعودوا إلى هذه الحاضنة التي انطلق منها الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، ناقلا وسطية الإسلام الجزائري واعتداله ببعده الفقهي والعقدي الصوفي السني. وأضاف قائلا: إننا نريد أن نستضيف هؤلاء ليتربصوا ويتدرجوا ونناقش معهم القضايا التي تؤمّن منطقتنا الأفريقية المتحدة في مرجعيتها المتسمة بالوسطية والاعتدال. وكان الوزير في اليوم الأول من الزيارة، قد شدد على ضرورة تأطير الحياة الدينية ببرج باجي مختار، من خلال تكوين دفعة من أبناء برج باجي مختار وتوظيفهم، لأنهم يعرفون منطقتهم ولديهم الرصيد المعرفي الكافي، فضلا عن فتح مركز لتحسين المستوى لتكوين الأطر الدينية المتفرغين للولاية المنتدبة لبرج باجي مختار، باعتبار أن حالات الاختراق كثيرة، سواء على مستوى الأفكار أو تسريب السلاح، لذلك، يضيف الوزير، أن دائرته الوزارية تلبي نداء رئيس الجمهورية الذي نبّه، في أكثر من مرة، إلى واجب دعم ورفع معنويات الجيش الوطني الشعبي، ورفع التعبئة والانتباه لدى المجتمع، بالإضافة إلى روح المرجعية الوطنية لمنع أي تسريب وأي غزو ثقافي وغزو نِحَلي من أجل جزائر سالمة وآمنة. واعتبر وزير الشؤون الدينية، أن ولاية ادرار، بسبب مرجعيتها الدينية والوطنية، بقيت في أمان فكري، باعتبارها نموذج للإسلام المرجعي الذي يقوده شيوخ الزوايا والمدارس القرآنية. وأكد عيسى، أن الجزائر لاتزال قلعة صامدة في العالم العربي والإسلامي ضد التهافت، بسبب غزو التطرف العنيف وغزو الأفكار الطائفية والنحلية.