حذر المدير العام للأرشيف الوطني السيد عبد المجيد شيخي، الكتاب والمؤرخين من بتر الأحداث والحقائق التاريخية عند كتابة تاريخ الثورة التحريرية حتى لا تقع الجزائر في دوامة وحتى لا يمشي من يقرأ تلك الجزئيات في خط غير سليم لحقيقة الحدث، مشيرا إلى أن كل باحث له أهداف وأغراض من الكتابة لأنه لا توجد كتابة مجردة. وقال السيد شيخي في ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد إحياء لليوم الوطني للمجاهد المصادف لتاريخ 20 أوت بمقر جريدة المجاهد، إن حدث أول نوفمبر وما تبعه وما سبقه من أحداث جسيمة جعلت الوطن على السكة ليصل إلى شاطئ الأمان، مضيفا أن الذين قاموا به قدموا للبلد ما لم يخطر على بال وما لا يمكن أن يقدر بثمن، الأمر الذي يستوجب على الكتاب والمؤرخين عند تناول مثل هذه المسائل في كتاباتهم أن يأخذوها بجد ولا يثيروا زوابع في المجتمع بذكر أحداث بعيدة، مشددا في هذا السياق على ضرورة التسلسل في الأحداث وعدم بترها لأن الذين عاشوا تلك الفترة يفهمون الحدث، بينما من يقرأ الجزئيات لاسيما الشباب يمشي في خط غير سليم لهذا الفهم. وفي هذا السياق نبه مدير الارشيف الوطني الكتاب والمؤرخين أن هناك منطقين في التعامل مع الكتابات التاريخية، المنطق الفلسفي والمنطق الثوري وهما المنطقين اللذين أكدا على ضرورة الموازنة بينهما ليتمكن الباحث من فهم وإدراك الأمور والأحداث التاريخية لينقلها بشكل سليم للشباب لأنهم لا يملكون المنطق الثوري لكي يفهموا تلك الاحداث. وأبرز السيد شيخي في هذا الصدد أن العمل الثوري متواصل ومتسلسل اذا بتر من احد الجانبين لا يفهم على حقيقته. ولدى تطرقه إلى الكتابات التي تمت لغاية اليوم في مجال التاريخ أعرب السيد شيخي عن أمله في أن تتوسع تلك الكتابات التي تمت بالوطن وأن تكرر فيما ثمن الكتابات التي كتبت في المهجر أو خارج الوطن لأنها كما قال هي مفيدة وتعطينا بعض المادة التي نجهلها، غير أنه دعا الكتاب إلى تنويع أراءئهم لكي يتركوا للمؤرخين حرية التمييز بين ما هو غث وسمين. من جهة أخرى، عرفت الندوة التاريخية تقديم شهادات حية حول هجوم الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام اللذين وقعا في 20 أوت من سنتي 1955 و1956 على التوالي ونقل كل من المجهادين ابراهيم شيبوط وعبد الحفيظ أمقران شهادات عن البطل الشهيد زيغود يوسف قائد هجوم 20 اوت ,55 فيما تطرق المجاهد عمار بن تومي إلى نضالات مهندس مؤتمر الصومام الشهيد البطل عبان رمضان. وقد أجمع المشاركون في الندوة على أن هجومات 20 أوت 55 كانت سببا في توحيد القيادات وربط الثورة في كل مناطق البلاد، كما كانت اللبنة الاولى لانعقاد مؤتمر الصومام الذي كان ناجحا في شقه السياسي والعسكري