الإصلاح: “لا ننتظر من سعدي أن يعرفنا ببومدين، بوالصوف، عميروش وسي الحواس” اعتبرت حركة مجتمع السلم الطريقة التي تناول بها الدكتور سعيد سعدي مسيرة الشهيد عميروش انتقاصا من شأن هذا الشهيد البطل، خاصة بعد أن قدمه على أساس عرقي وجهوي حمس تؤكد أن سعدي أساء للشهيد عميروش لأنه حصره في إطار عرقي وجهوي النهضة تدعو رئيس الجمهورية لإصدار مراسيم تنفيذية تحمي رموز الثورة بقوة وحاول حصره في منطقة القبائل، متناسيا أن للشهيد بعدا وطنيا وإسلاميا، كما دعت كل من حركتي النهضة والإصلاح رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى وضع آليات أكثر صرامة لحماية رموز الثورة، تبعا لما جاء في الدستور في التعديل الأخير. في حين رفضت أحزاب أخرى الإدلاء بأي تصريح حول الأمر، مفضلة انتظار نشر الكتاب. محمد جمعة: “سعدي أساء لعميروش حين قدمه على أساس عرقي وجهوي” اعتبر الناطق الرسمي لحركة مجتمع السلم، محمد جمعة، في تصريح ل”الفجر”، أن الطريقة التي تناول بها رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الدكتور سعيد سعدي، ظروف استشهاد الشهدين سي الحواس وعميروش، وتوجيهه اتهامات إلى بعض الرموز الوطنية، بتسهيل عملية تصفيتهما، وفي مقدمتهم الرئيس الراحل، هواري بومدين، والرائد عبد الحفيظ بوالصوف، تعتبر محاولة واضحة للنبش في التاريخ وإحداث شروخ تسيء للثورة الجزائرية. وقال المتحدث إن ما أقدم عليه سعيد سعدي “هو انتهاك لحرمة الشهداء ومحاولة صريحة لتقديمهم وفق التصور الضيق لصاحب الكتاب، ووفق مصالح سياسية، وأن سعدي قزّم بذلك من شأن الشهيد عميروش من خلال محاولة حصره بمنطقة القبائل وعرضه بطابع عرقي وجهوي، عكس ما هو معروف عن الشهيد عميروش، الذي كان بطلا، له بعد وطني وإسلامي، وأحد صناع ثورة التحرير المجيدة”. وصنف ممثل حمس كتاب سعيد سعدي في خانة “الكتابات غير الدستورية”، لأنه مس بنصوص الدستور في المواد المدرجة في التعديل الأخير شهر نوفمبر 2008، التي تؤكد على تمجيد وحماية رموز الثورة وتلقين التاريخ للأجيال الصاعدة، مضيفا أن كتاب سعيد سعدي “ما هو في حقيقة الأمر سوى خطوة أخرى لحملة التشكيك في تاريخ الثورة الجزائرية التي دشنها الأرسيدي من قبة البرلمان”، حيث قال النائب نور الدين آيت حمودة إن عدد المليون ونصف المليون شهيد مبالغ فيه، بالإضافة إلى اتهام بعض المجاهدين بعدم المشاركة في الثورة المجيدة، وقال “إن الأرسيدي أخطأ كثيرا عندما ساق هذه التصريحات، لأن عدد شهداء الجزائر أكبر بكثير من 1.5 مليون شهيد، خلال 132 سنة من الممارسات الهمجية للاستعمار الفرنسي، والمقاومات الشعبية التي رافقت المرحلة”. النهضة تدعو رئيس الجمهورية لإصدار مراسيم تنفيذية تحمي رموز الثورة بقوة من جهتها، دعت حركة النهضة، على لسان نائبها بالبرلمان، امحمد حديبي، رئيس الجمهورية إلى إصدار مرسوم تنفيذي يحمي رموز الثورة وبيان أول نوفمبر بقوة، وصد أي محاولات للمساس بقدسيته، تفعيلا للتعديل الأخير للدستور. وأوضح حديبي، في تصريح ل”لفجر”، أن الطريقة التي تناول بها سعيد سعدي الكتابة عن الشهيد عميروش ورفيق دربه سي الحواس، انتقصت من قيمتهما، وأمر لا يخدم الشهداء ولا الثورة الجزائرية، مضيفا أنه يحاول من خلال هذا النوع من الكتابات الظهور بأية طريقة، حتى وإن كانت على إنقاض الثورة ورموزها، وقال “إن فتح هذا النوع من الملفات في غياب من يدافع عن جميع الشخصيات التاريخية التي وردت في كتاب سعيدي هو خيانة”. الإصلاح “لا ننتظر من سعدي أن يعرفنا ببومدين وبوالصوف وعميروش وسي الحواس” وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، جمال بن عبد السلام، في تعليقه على ما ورد في كتاب سعيد سعدي، أن الهدف الذي سعى إليه سعيد سعدي لن يتحقق، لأن جميع الشهداء الذين تناولهم عظماء في تقدير الجزائريين، وأنه ليس من السهل تغيير الحقائق بهذه الطريقة، مضيفا أنه رغم الأخطاء التي وقعت خلال الثورة وككل الثورات، وخاصة ثورة بحجم ثورة أول نوفمبر، فليس من حق سعدي توجيه مثل تلك الاتهامات وتشويه التاريخ، باعتبار أن الرئيس الراحل هواري بومدين، عبد الحفيظ بوالصوف، والشهيدين عميروش وسي الحواس، كلها شخصيات ذات وزن ثقيل في نظر الجزائريين الذين لا يشكون في وطنيتهم وإخلاصهم، وليسوا في انتظار سعدي حتى يقدم لهم تلك الشخصيات وفق النظرة التي تخدمه. وأضاف بن عبد السلام، في تصريح ل”الفجر”، أن حركة الإصلاح حريصة على أن تطلع على التاريخ بسلبياته وإيجابياته، لكن على أن تسند هذه المهمة للمؤرخين وليس للسياسيين، داعيا في السياق ذاته رئيس الجمهورية إلى حماية التاريخ ورموز الثورة وصيانتها من الكذب والبهتان أو التلاعب، وحماية الأجيال الصاعدة من التلاعب بتاريخه ووطنيته. قال إن صمت المجاهدين والمؤرخين شجع سعدي على الحديث والكتابة عن الثورة نجل عميروش يدعو منتقديه إلى الرد بكتب مماثلة أو الذهاب إلى العدالة أكد نجل الشهيد العقيد عميروش، نور الدين آيت حمودة، أن ما ورد في كتاب سعيدي سعدي، والخاص بحياة الشهيد عميروش والحقائق التي سجلها حول استشهاد العقيد، وهو في طريقه إلى الأراضي التونسية للحصول على الدعم والذخيرة، هي من الحقائق التاريخية التي يجب ذكرها وتسجيلها لتصحيح بعض الزيف الذي مس بعض المحطات التاريخية، داعيا المجاهدين ورموز الثورة إلى الرد على كتاب سعدي من خلال كتابة التاريخ الحقيقي للأحداث. وأضاف نائب الأرسيدي عن ولاية تيزي وزو، في تصريح ل”الفجر”، أن تلك الحقائق التي دونها سعيد سعدي في كتابه المقرر نزوله إلى المكتبات الجزائرية هذا الأسبوع، تحصل عليها من أشخاص عايشوا الشهيد عميروش عن قرب، وبعضها ينسب إلى عدد من أفراد عائلته، الذين دعاهم الواجب التاريخي إلى الكشف عن تلك الحقائق في كتاب، حسب تعبيره. وقال نجل الشهيد عميروش، في تعليقه على الضجة التي رافقت نشر ملخص من محتوى الكتاب، أن كل شخصية سياسية أو ثورية لها الحرية في التعبير بالطريقة التي يراها مناسبة، لكن “الحقائق” تبقى ثابتة، وغير قابلة للتزييف مهما سببت من إزعاج. ودعا آيت حمودة الشخصيات السياسية التي لديها رأي مخالف، إلى إصدار كتب تعبر فيها عن أرائها، “أنا أدعو التشكيلات السياسية التي لم تهضم ما ورد في مضمون الكتاب أن تدون كتابا تاريخيا حول مصالي الحاج، وتشيد بإنجازاته، أو أي شخصية أخرى تعتبرها أهلا للتمجيد والتكريم”. وفي رده على سؤال متعلق بما إذا كان مضمون الكتاب يعد مساسا بالدستور، خاصة وأن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أكد خلال التعديل الأخير للدستور على أهمية تمجيد رموز الثورة وتلقين التاريخ للأجيال، أشار نور الدين آيت حمودة إلى أن سعيد سعدي مطلع جيدا على الدستور، وهو يدرك أن ما قام به أمر صائب، مذكرا في نفس السياق بموقف الأرسيدي من تعديل الدستور، حيث اعتبره غير شرعي كونه لم يمر على استفتاء شعبي. وأضاف نور الدين آيت حمودة أن المؤرخين والباحثين مدعوون إلى تدوين كتب تاريخية تحمل الحقائق كما وردت، لأن في تقديره هذا النوع من الكتب هو الذي ينشده المواطن والباحث.