152 موقع أنترنت تستضيفهم شركتي أمين درياس، هو صاحب مؤسسة خاصة باستضافة وتصميم مواقع الأنترنت، من مواليد 5 أفريل 1991 بالقبة في العاصمة، حصل على شهادة البكالوريا سنة 2010 شعبة علوم تجريبية، درس تخصص هندسة ميكانيكية بجامعة هواري بومدين بباب الزوار، متحصل على عدة شهادات منها إدارة الشبكات والأمن الالكتروني والانترنت، وتطوير التطبيقات على الهواتف النقالة، وإدارة المشاريع على شبكة الانترنت، وتركيب وصيانة الأجهزة، ونماذج تصميم المواقع والتطبيقات.. أشرف على تنظيم أسبوع «الواب» سنة 2015. مساره الدراسي والمهني وطموحاته المستقبلية تعرضها «الشعب» في هذا اللقاء مع درياس. قال أمين درياس، أن الدافع الأول لإنشاء مؤسسته الخاصة باستضافة وتصميم مواقع الانترنت، هو المساهمة في تقديم خدمة نوعية وسرعة تقنية أكبر في مجال الانترنت بالجزائر، مؤكدا أنه سعى منذ سنوات لتجسيد هذا النوع من المشاريع، إذ بدأ التفكير والتحضير له في مرحلة دراسته بجامعة هواري بومدين بباب الزوار، حيث كان يعمل عند خواص اكتسب خلالها تجربة في ميدان تطوير الانترنت وابتكار برمجيات. وكشف درياس أنه قام بتأسيس مؤسسته في شهر فيفري 2016، تمكن في وقت وجيز من جلب عدة زبائن وحقق نجاحات متميزة، حيث وصل عدد المواقع التي تستضيفها مؤسسته 152 موقع. وذكر درياس، أن عدد موظفيه بلغ 5 عاملين متخصصين في الإعلام الآلي والتجارة والتسويق يملكون كفاءة عالية، وهو ما جعل زبائن مؤسسته بحسب قوله مرتاحين للخدمات التي تقدم والنوعية والسرعة التي تتميز بها. وأشار أنه يسعى مستقبلا إلى توسيع مقر المؤسسة وتوظيف عمال جدد بإمكانهم تقديم الأفضل للزبائن، ولما لا جعلها أفضل مؤسسة بالجزائر بعد 3 سنوات من الآن ومنافسة مؤسسات وطنية وعالمية في ميدان تطوير الانترنت. وحول قوة الأمن الالكتروني التي تضمنها مؤسسته للزبائن، أوضح درياس أنه استعان بمختصين محترفين لهم كفاءة جيدة حتى تؤمَّن جميع المواقع من مختلف الاختراقات والقرصنة، مشيرا إلى أنه أوجد فريقا خاصا بهذا المجال الحساس جدا، بالإضافة إلى فرق أخرى مكلفة بالتسويق والتجارة وبمواقع التواصل الاجتماعي لربط مختلف مواقع الزبائن بمحركات البحث، وجعلها أكثر ظهورا وبروزا لمتصفحي الانترنت. كوّنت نفسي بنفسي ودخلت الميدان مبكرًا ذكر درياس، أنه مازال يقوم بابتكار برمجيات رغم ضيق الوقت وانشغاله بتسيير مؤسسته، موضحا أن لديه شركاء يقدمون له طلبات دوريا وهو يسعى كما قال دائما لتلبيتها في أقرب وقت لما فيها من عوائد مالية جيدة. وحول سبب عدم مواصلة الدراسات العليا، أكد درياس أن التخصص الذي درسه في الجامعة هندسة ميكانيكية لا يلبي طموحاته المهنية، فقد وُجه لهذا التخصص دون رغبته، لذلك وبعد حصوله على شهادة مهندس فضّل التفرغ لتسيير مؤسسته بحكم امتلاكه لتجربة واطلاع واسع على مجال تطوير الانترنت، مشيرا أن الوقت ليس في صالحه إن أعاد اجتياز البكالوريا ودراسة تخصص إعلام آلي، موضحا أنه اكتسب معارف لابأس بها في هذا التخصص من خلال احتكاكه بخبراء في الإعلام الآلي والتصميم الإلكتروني، معتبرا أن هذا الميدان لا يحتاج إلى دراسات عليا أو تكوين خاص، بقدر ما يتطلب البحث والتطبيق المتواصل، ويمكن لأي مطور انترنت أن يستعين بالانترنت لتحسين معارفه وابتكار برمجيات. وذكر درياس أن تحكمه في اللغة الانجليزية ساعده كثيرا في مشواره المعرفي والمهني كما كان للأولياء دور في ذلك، حيث وفروا له كل الوسائل والإمكانيات التي تجعله ينجح وشجعوه في كل المراحل التي قطعها لأجل تجسيد مؤسسته على أرض الواقع. وبخصوص ما إذا كان سيقبل عروضا قد تصله للعمل في مؤسسات كبرى بالجزائر، كشف درياس أنه مرتاح كمسير لمؤسسته ولن يقبل بالعروض التي ستصله لأنه لا يستطيع العمل تحت إمرة مسؤول أخر، فبحكم تجربته وجد درياس أن مسؤولي المؤسسات في الجزائر لا يملكون احترافية في التسيير وحسن التعامل مع الموظف، سواء من ناحية التحفيز أو من ناحية ظروف العمل، التي يراها درياس غير مناسبة. الجزائر متأخرة في مجال المعلوماتية والأنترنت أكد أمين درياس، أن الجزائر مازالت متأخرة في مجال المعلوماتية والأنترنت، يعود بالأساس إلى عدم الاستثمار في الكفاءات الموجودة وعدم وجود تجاوب مع التطورات الحاصلة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الاهتمام بتكنولوجيات الإعلام والاتصال بدأ مؤخرا فقط، من خلال توسيع استعمال البطاقات البنكية الالكترونية وتحسين خدمات الانترنت. وقال درياس أن الأمن الالكتروني الوطني مرتبط باستغلال الكوادر المحلية في المجال، معترفا أن أغلب المواقع في الجزائر معرضة للقرصنة والاختراقات لأنه من الصعوبة بما كان تأمين الحماية مادامت أغلب المواقع مرتبطة بشبكات ربط أجنبية ومستضافة لدى مؤسسات أوروبية وأمريكية. وأضاف أن الجامعة الجزائرية اليوم، مضطلعة بمهمة التكوين الجدي في هذا المجال، حتى لا تبقى الجزائر حبيسة المراتب الأخيرة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال.
إنشاء مؤسسة يتطلب ميزانية وموارد بشرية اعتبر أمين درياس، أن الكفاءات الشبانية في ميدان تطوير الانترنت لا تجد الرعاية والاهتمام من طرف المسؤولين رغم أهمية هذا الميدان، مشيرا إلى وجود كفاءات شابة تنتظر فرصها لتحقيق القفزة المرجوة، خاصة في مجال التوظيف، الذي يخضع في غالب الأحيان حسبه للمحسوبية والمحاباة، موضحا أن عدم تحسين الظروف هو الذي يدفع العديد منهم إلى الهروب للخارج من أجل الحصول على فرص أكبر واهتمام ورعاية أفضلين. وحول موضوع إنشاء المؤسسات في الجزائر، قال أن هناك عراقيل كبيرة لتحقيق ذلك، إذ يتطلب الأمر ملفات لا نهاية لها، وعند استيفاء الطلب يتأخر الرد شهورا، وهذا ما يعرقل كثيرا إنشاء وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ببلادنا. وذكر درياس أن الشاب الذي يريد إنشاء مؤسسة لابد أن يتوفر على ميزانية كبيرة، وإمكانيات ووسائل محفزة خاصة فيما يتعلق بالسيارة التي ستفيده كثيرا. التحدي الحقيقي للشاب يبدأ بعد التخرج من الجامعة دعا أمين درياس الشباب إلى الاهتمام بالدراسة التي هي القاعدة الأساسية لأي نجاح مستقبلي، إضافة إلى ضرورة ربط علاقات متميزة وحضور اللقاءات والمحاضرات لتوسيع معارفه في مجال تخصّصه واكتساب تجارب معينة، فعلى سبيل المثال «أنا منذ البداية كنت أبحث وابتكر تطبيقات، فجاءتني عروضا كثيرة وحققت أرباحا لابأس بها، وهي تجربة استفدت منها، يمكن لأي شاب أن يستعين بها في حياته». وينصح درياس الشباب أيضا بأن يضعوا هدفا منذ الصغر حتى يبنوا خططهم على ذلك وبالتالي تحقيق طموحاتهم، داعيا الطلبة الذين فُرض عليهم تخصصا دراسيا معينا دون رغبتهم بأن لا يفشلوا وأن يواصلوا دراستهم، وفي نفس الوقت البحث والحصول على تجارب في الميدان الذي يريدون النجاح فيه. وقال أن الشاب إذا أحب ميدانا من المهم له المواصلة ورسم خطط معينة لتحقيق أهدافه فيه. وذكر درياس أنه يوجد تفكير سلبي رُسخ عند التلاميذ في الثانوية والمتوسطة مفاده أنهم لما يحصلوا على الشهادة الجامعية ستفتح لهم الأبواب لدخول عالم الشغل بسهولة تامة والحصول مباشرة على وظيفة، في حين هذا الاعتقاد خاطئ وكان من المفروض تحضير ذلك التلميذ للتحديات الكبيرة التي سيواجهها من أجل النجاح والحصول على وظيفة في المجال الذي يريده، وهذا بتوجيهه نحو كسب تجارب معينة طيلة مشواره الدراسي ورسم خطط جيدة تسمح له الاستعداد مبكرا لمرحلة ما بعد التخرج من الجامعة، التي هي أصعب مرحلة في حياة الشاب، فالتحدي الحقيقي ينطلق في تلك المرحلة.