نصُ قصصي من لون القصة القصيرة الأدبي.. اعتمد السرد الحكائي بقلم الراوية الكاتبة، ارتكز على توظيف الفكرة والمضمون والأبعاد الاجتماعية والواقع الدرامي بدءً من العنوان (شبح الظلم) الذي تناغم مع روح وفكرة النص وكأن الظلم حالة مستشرية محسوسة كشبح ٍ يخيم أرجاء المعمورة في المجتمع.. استهلت القاصة المبدعة سليمة مليزي نصها بتصوير ٍ مشهديّ ينقل للقارئ أو المتلقي صورة واضحة للعنصر المكاني متناغما منسجما مع العنصر الزماني في مطلع النص وبدء السرد للمتن.. دون حشو ولا إخلال سردي.. وبيان عنصر العقدة ومحورها بإختزالٍ دقيق ألا وهو «استشهد والدهما في ميدان التحرير دفاعاً عن الوطن» والأبعاد والمفارقة الميتاسردية بين (ميدان التحرير) وبين الظلم والقهر الحاصل من جانبين، جانب المحتل وجانب الأعمام الذين صادروا ارض الشهيد عنوةً وظلما.. ثم التنقل بتصويرٍ درامي لتوصيف حالة الجوع والفقر والعوز وكفاح المرأة (الأم) لتنتقل جينات الكفاح لأبنتها التي شهدت وعاشت كل أنواع الظلم وتكمل الدرب (كمحامية) تستعد وتستمد من أمها طريق الامل والمواصلة لاسترداد الحقوق... نص أعطى أبعاداً متعددة وصورا شتى ما بين النضال والكفاح والجوع والقهر ومقارعة الظلم، وبين الإضرار على مواصلة دروب الحياة والبقاء من أجل استرداد الحقوق من غاصبيها.. أبدعت الكاتبة القاصة (سليمة مليزي) في توظيف السرد الواقعي معتمدةً الركن التوصيفي والمباشراتي في إيصال الفكرة والمضمون وبنسيج لغوي ولفظي عميق الدلالات والشارات حتى في المسكوت عنه في نصها القصصي ذي البعد الميتاسردي والعمق اللفظي وأبعاده البلاغية وأعطت في قفلتها وخاتمتها القصصية مساحة واسعة لذهن المتلقي ليكمل القصة وفق مخيلته، ومساحة أدبية قصصية لإكمال ما ابتدأ به النص، فأجادت وأبدعت فكرةً ومضمونا ولفظا وسرداً وحرفاً رصينا.. وهذا ما اعتدناه في نصوص الكاتبة الكبيرة سليمة مليزي في فنون الأدب...