أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني من عاصمة الأهقار، أن القاعدة الجنوبية بقيادة عبد القادر المالي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حاليا ومجموعة من المجاهدين البواسل إبان الثورة التحريرية، جاءت تأكيدا للمكاسب وتثمينا للنتائج الميدانية المحققة داخليا وخارجيا، حيث تمكنت هذه الجبهة بفضل دهاء قادتها ورصيدهم النضالي والسياسي، وعملهم العسكري وحنكتهم الدبلوماسية، من تعزيز تواجد الثورة في الساحل الإفريقي، وغلق المنافذ أمام المناورات الاستعمارية في إطار رؤية إستباقية لمآلات الكفاح. بهذه الرؤية الاستباقية المعتمدة ضمن استراتيجية الثورة، أين أحبطت المخططات الاستعمارية الرامية إلى المساس بلحمة الشعب الجزائري في مرحلة المفاوضات والتطلع لحسم الصراع، مؤكدا أنها كانت دعما استراتيجيا لموقف المفاوض الجزائري على كافة المستويات السياسية والتنظيمية والعسكرية. خلال إشرافه على أشغال الملتقى الوطني 4 حول «الجبهة الجنوبية والمقاومة الوطنية ومساهمتها في ثورة التحرير وبعدها الإفريقي»، قال زيتوني إن التاريخ يشهد لمنطقة تمنراست، أنها لم تخمد لها ثورة منذ أن وطئتها أقدام المستعمر الغاشم، المدجج بأعتى الأسلحة رغم محاولاته المتكررة لفرض سيادته عليها. موضحا أن المنطقة ظلت ثائرة ومسرحا للمقاومة ضد الاستدمار، بفضل سواعد أبنائها الذين ساهموا في رسم الملامح الوطنية من تاريخ الجزائر، وشاركوا بفعالية في ثورة البناء والتشييد في كل مراحل البناء الوطني. في هذا الصدد، أكد وزير المجاهدين على المكانة الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية لهذه المنطقة، مبلغا تحياته الخاصة لسكانها، حيث تعرف على أبطال وزعماء لازالت تربطه بهم روابط عميقة. وشهد الملتقى مداخلات ومحاضرات لأساتذة جامعيين، تطرقوا من خلالها إلى الدور الذي لعبته الجبهة الجنوبية في الثورة التحريرية، والمقاومات الشعبية لسكان المنطقة ضد المستعمر. كما وقف وزير المجاهدين على معالم بعض بطولات سكان المنطقة، كمعلم معركة تينيسا - 02 ماي 1902. مختتما زيارته بإطلاق إسم المجاهد (قمامة إيلو) على المركز المخصص لتدريب المجاهدين إبان الثورة المجيدة.