صرح وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الخميس بولاية تمنراست أن التاريخ يشهد أن هذه المنطقة لم تخمد لها ثورة منذ أن وطئها المستعمر رغم محاولات السيطرة عليها. وأوضح الوزير لدى افتتاحه أشغال ملتقى وطني بدار الثقافة حول "الجبهة الجنوبية والمقاومة الوطنية ومساهمتها في ثورة التحرير الوطني وبعدها الإفريقي" في طبعته الرابعة أن "التاريخ يشهد أن منطقة تمنراست لم تخمد لها ثورة منذ أن وطئتها أقدام المستعمر الغاشم رغم المحاولات العديدة لفرض السيطرة الإستعمارية عليها". "وظلت هذه المنطقة ثائرة ومسرحا للمقاومة ضد الإستعمار الذي كان مدججا بمختلف الأسلحة وقد ساهم أبناءها في رسم الملامح الوطنية من تاريخ الجزائر في مكافحة الإستعمار وشاركوا بفعالية في ثورة البناء والتشييد في كل مراحل البناء الوطني" مثلما أضاف الوزير . وبعد أن بلغ وزير المجاهدين "تحيات رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة إلى مجاهدي وسكان ولاية تمنراست الذي تعرف فيها على زعماءها وأبطالها إبان الثورة التحريرية المجيدة ولا زالت تربطه بهم روابط كبيرة" أبرز أهمية إنشاء جبهة جنوبية أثناء الثورة التحريرية المجيدة. وأوضح أن القيادة العليا للثورة المسلحة قد أدركت أهمية تعزيز هياكلها بإنشاء جبهة جنوبية للحفاظ على المكاسب المحققة والتي أوكلت مهمة إنشاءها في 1960 إلى الرعيل الأول من المجاهدين الذين كان على رأسهم المجاهد عبد العزيز بوتفليقة الذي لقب بعبد القادر المالي إلى جانب الشريف مساعدية وأحمد دراية عبد الله بلهوشات. وقد ساهمت هذه الجبهة - كما أضاف الوزير - في تعزيز تواجد الثورة التحريرية المظفرة في الساحل الإفريقي كما نجحت في إبطال المخططات الإستعمارية الرامية إلى طمس أسس ومعالم الهوية الوطنية. وأشار السيد زيتوني الى أن تمنراست تتمتع بموقع إستراتيجي لكونها تعد بوابة الجزائر نحو إفريقيا مضيفا بأن تنظيم هذا الملتقى الوطني يعد فرصة لاسترجاع الملاحم التاريخية والمقاومة الوطنية والوقوف على التضحيات الخالدة للشعب الجزائري. وتم بالمناسبة عرض شريط وثائقي حول تأسيس الجبهة الجنوبية إبان الثورة التحريرية المظفرة. وقبل ذلك دشن السيد زيتوني معرضا تاريخيا أقيم ببهو دار الثقافة بعاصمة الأهقار تضمن لوحات من المقاومة المسلحة بالصحراء الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي كما خصص جناح للكتب والإصدارات التاريخية الذي نظمه المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر. ويركز هذا الملتقى الوطني الذي ينشط أشغاله باحثون وأساتذة جامعيون على إبراز مقاومة سكان الأهقار ضد المستعمر الفرنسي ودور الجبهة الجنوبية إبان الثورة التحريرية المجيدة إلى جانب تقديم تراجم لقادة ومؤسسي الجبهة الجنوبية . ولدى زيارته لمعلم معركة تينيسا (2 مايو 1902) بمنطقة تيت إستمع وزير المجاهدين لانشغال رفعه عدد من مواطني المنطقة يتعلق بإعادة دفن ما تبقى من رفات شهداء تلك المعركة التي لا زالت في ذات الموقع حيث أعطى في هذا الشأن تعليمات لتشكيل لجنة تضم مختلف القطاعات المعنية لاتخاذ التدابير لإعادة دفنهم بمقبرة الشهداء بتمنراست. واختتم الوزير زيارته لولاية تمنراست بإطلاق إسم المجاهد الراحل قمامة إيلو(1907-1991) على مركز كان يستعمل لتدريب الثوار إبان الثورة التحريرية المظفرة.