تحصي منطقة اولاد طاهر ببلدية بن ياجيس (حوالي 70 كلم الى الجنوب من جيجل) أكثر من 400 كوخ قصديري، تفتقر لأبسط شروط الحياة، فزيادة على أن هذه الأكواخ مبنية بالخشب والديس، فهي لاتتوفر على الكهرباء والماء، ما يجعل السكان يعتمدون على الوسائل البدائية في حياتهم اليومية. الذهاب الى اولاد طاهر يتطلب الكثير من الحذر و الصبر حسب ما أكده بعض السكان، الا أن ذلك لم يمنعنا من الذهاب في رحلة هي اشبه بالمغامرة. اول احساس ينتابك وانت تدخل اولاد طاهر هو إحساس يلخص كل مظاهر البؤس والحرمان. ورغم وعورة الطريق وانعدام الحركة بها، إلا أننا واصلنا السير الى حد النقطة التي ينتهي فيها الطريق، فنهاية الطريق هي بداية المعاناة، وبدايةٌ تطول بطول هذه الحياة المفترض انها انطلقت ذات يوم من أيام سنة 1962 تاريخ الاستقلال كما يضيف أحد المواطنين، والشيء البارز هنا هو الانتشار الرهيب للاكواخ، التي يزيد عددها عن 400 كوخ، حسب تأكيدات المواطنين، وهو الامر الذي دفعنا للسؤال عن مصير برنامج البناء الريفي، فلا أحد استفاد من هذا البرنامج بما فيها حصص الترميم، وقد دعا أحد مسؤولي البلدية كل سكان اولاد طاهر الى إعداد الملفات من اجل الاستفادة من البناء الريفي. و الأدهى و الأمر أن الإنارة العمومية تنعدم باجزاء كبيرة من هذا الدوار، إذ لا زالت الى اليوم عشرات العائلات تعتمد على »الكانكي« في الإنارة، ناهيك عن انعدام الماء الشروب حيث يضطر المواطنون الى الاستعانة بالحمير من اجل الوصول الى الأودية والينابيع لجلب الماء. وما يحزّ في النفس كثيرا هو المستقبل الغامض لعشرات التلاميذ الذين يدرسون خارج اقليم الدوار، وهم موزعين على مختلف المؤسسات التعليمية المنتشرة بمختلف التجمعات السكانية، على غرار المدرسة المتواجدة بمنطقة أسراتو ببلدية تكسانة، على مسافة 7 كلم التي يقطعها التلاميذ راجلين. و لذلك يناشد سكان اولاد طاهر ببلدية بن ياجيس الجهات الوصية قصد إنصافهم ببرمجة مشاريع تنموية لفائدة المنطقة، لرفع الغبن عنهم وحفاظا على مستقبل أبنائهم الذين يجبر العديد منهم على الهجرة بحثا عن الحياة الكريمة، وحسب بعض السكان فإن استمرارهم مرهون بتوفير الشروط الضرورية.