يشكل الماء الصالح للشرب بمنطقة الساحل ببلدية بن ياجيس بجيجل هاجسا للسكان الذين تضطرهم الظروف إلى جلبه من الأودية وفي أحسن الحالات يستنجدون بالصاهريج وبأتمان باهضة، خاصة في فصل الصيف أين يزداد استهلاك هذه المادة الحيوية. في رحلة قصيرة قادتنا إلى مشتة الساحل ببلدية بن ياجيس حوالي 50 كلم جنوبجيجل، لم نصادف أمامنا تلك المظاهر التي تنفر الزائرين، فالسكان وعلى بساطتهم قانعون بحياتهم ولا يفسدها سوى الماء الشروب الذي منع، الاسباب عديدة، حيث يفترض أن يتم تزويدهم يوميا إلا أن لجوء بعض المواطنين إلى تحويل وقطع القنوات التي تزود هذه المشتة خلق نوعا من التذبذب الذي يمتد في بعض الأحيان إلى عدة أيام، وهنا يجبر السكان على اللجوء إلى الوديان أو الاستنجاد بالصاهريج الذي يصل ثمنها في الغالب إلى 1000 دج وهي في غير متناول الجميع، خاصة وأن متطلبات الحياة كثيرة، والسكان هنا، يعتمدون على الفلاحة وتربية الماشية وعلى ذكر الفلاحة فإن برامج الدعم الفلاحي التي خصصتها الدولة للمناطق الريفية، أصبحت ملاذ كل سكان الساحل الأشجار المثمرة، مثل الزيتون، وأشجار الفواكه، واللوز. ولعل الملاحظ على مستوى منطقة الساحل هو إستفادة العديد من العائلات من السكن الريفي، الأمر الذي قضى نهائيا على السكن الهش وخلق شروطا أفضل للإستقرار، وحسب بعض المواطنين، فإن الحياة بمشتة الساحل في تحسن مستمر، رغم وجود بعض النقائص التي يجب تداركها مستقبلا، على غرار إنعدام قاعة علاج، حيث يجد المواطن صعوبات جمة في التداوي، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل، وفي المدرسة الإبتدائية بالمنطقة كل شيء على ما يرام، نتائج التلاميذ جيدة، والفريق التربوي يبذل قصارى جهده في تعليم التلاميذ إلا أن الملاحظ هو مشكل التدفئة حيث يظل هؤلاء الأطفال في ظروف قاسية لا تطاق وحسب مدير المدرسة، فإن نقص مادة المازوت هي السبب، حيث أن البلدية تتأخر في تزويدهم بهذه المادة، وهي النقطة التي طرحناها على نائب رئيس البلدية سليمان بريغت الذي أكد أن البلدية ليس لديها مشكل في هذا الإطار وهي تزود كل المدارس بالمازوت وبناءا على طلبهم، ما يعني أن المشكل موجود على مستوى المدارس، وربما يكون في وسائل التخزين، وعلى الهموم فإن منطقة الساحل تعد من بين المناطق التي تخلصت من ترسبات الماضي، فإن التأسيس للمستقبل يبدأ من هنا من وضع أسس للوصول إلى الأهداف المرجوة.