حققت الجزائر بفضل الجهود المبذولة منذ استقلالها قفزة نوعية في نسبة الأمية خاصة وسط الفتيات و المناطق الريفية والداخلية أين كانت المرأة من التعلم بسبب غياب المؤسسات التعليمية والظروف المواتية لذلك ، خاصة بعد وضع إستراتيجية وطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار التي أقرتها الدولة في 2007 أين سجل تحول نوعي في تعاطي الجزائر مع هذا الملف الشائك بحيث وضعت حدا نهائيا للتناقض المزمن الحاصل ما بين ضخامة و تعقد المشكلة من جهة و ضآلة الوسائل من جهة أخرى ، و من نسبة 85 بالمائة غداة الاستقلال انخفضت نسبة الأمية في الجزائر إلى 12 بالمائة سنة 2016 ، ما يجعل الجزائر من الدول الرائدة في هذا المجال. عانت الجزائر ولسنوات طويلة من سياسة التجهيل التي مارستها سلطة الاحتلال بغية جعله مجتمعا أميا لا يتطلع إلى العلم والتعلم و لكن و بمجرد استقلالها عملت الدولة الجزائرية على محاربة الأمية التي كانت نسبتها آنذاك تفوق ال 85 بالمائة رغم أنها لم تتعدى ال 14 بالمائة سنة 1830، ما يعكس حجم الجهود التي بذلتها فرنسا من أجل زرع الجهل وسط الجزائريين، ولكن ذلك لم يقف حجرة عثرة أمام التعلم ، وبفضل سياسة مدروسة وخطة محكمة استطاعت الجزائر أن تجعل العلم قريبا من كل فرد في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ، في جبالها وهضابها ، لأن الحضارة و المجد لا يصنع إلا بالعلم و التعلم. و في إطار الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية المصادف ل 8 جانفي، أكدت جمعية “اقرأ” في بيان لها أن 1.781.000 شخص استفادوا من برامجها في مجال محو الأمية من بينهم 1.643.906 امرأة إلى جانب إنشاء مراكز جوارية لمحو الأمية و تكوين وإدماج المرأة و الفتاة بالتعاون مع السلطات المحلية والمؤسسات الخاصة وعددها 15 مركزا في الأوساط الريفية، و رغم الجهود المبذولة تبقى الأمية خطر يهدد العالم العربي خاصة وسط الظروف الجيوسياسية التي تعيشها منذ 2012. و يذكر أن الديوان الوطني لمحو الامية و تعليم الكبار أنشأ سنة 1963 وهو ديوان تابع لوزارة التربية الوطنية مكلف بتعليم الكبار إلى جانب محو الأمية، أما الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار أنشأ سنة 1966، حيث رسم يوم 8 جانفي يوما عربيا لمحو الأمية، نظرا لما يكتسيه هذا اليوم من أهمية في التحسيس والتوعية الشاملة بظاهرة الأمية وإشكالاتها وكذا تقييم الجهود المبذولة في مكافحتها وتجديد العزم على مواصلة العمل بشكل فعّال ومشترك للقضاء على هذه الظاهرة.