كشفت إلهام غالم مديرة الصحة لولاية سيدي بلعباس، عن استحداث قطب متخصص في طب الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية الجديدة ببلدية الطابية، وهو القرار الذي يندرج ضمن المخطط الصحي الجديد الذي تسعى المديرية من خلاله إلى بعث أقطاب طبية متخصصة، مع ضمان التوزيع الجيد للأطباء والأخصائيين وكذا تكفل أفضل بالمرضى عبر كامل تراب الولاية. يضم القطب الجديد كل تخصصات طب الأطفال، بما في ذلك جراحة الأطفال، الأمر الذي من شأنه تسهيل مهام الأطباء والأخصائيين في التكفل بكل الحالات المرضية للأطفال والتخفيف عن المرضى وأوليائهم عناء التنقل عبر المصالح والمستشفيات بحثا عن العلاج. في ذات الصدد، أضافت ذات المتحدثة أن القطاع الصحي بولاية سيدي بلعباس يسعى إلى إعادة تنظيم الخارطة الصحية بالولاية ومحاولة تدارك النقائص التي نجمت عن حالة اللاتوازن التي شهدتها جل الهياكل الصحية بالولاية. فعلى الرغم من تشييد عديد المرافق الصحية الجوارية بمختلف الأحياء والتجمعات السكنية وتجهيزها بالوسائل والمعدات، إلا أن الإقبال عليها لطالما كان محتشما، لأسباب أرجعها بعضٌ لنقص الخدمات واقتصارها على الطب العام وبعض الفحوصات الروتينية والإسعافات الأولية وهو ما دفع الجهات المسؤولة إلى التفكير في إعادة بعث هذه المرافق الصحية الهامة وتفعيل دورها الجواري في تحقيق تكفل صحي ناجع للمرضى وتخفيف الضغط عن المستشفيات التي خرجت عن مهامها الأصلية في العلاج الإستشفائي بسبب الكم الهائل من الفحوصات العادية والمتخصصة التي تقام داخلها. حيث بات ضروريا الاهتمام أكثر بمفهوم الصحة الجوارية والتركيز عليها، باعتبارها من أساسيات التقدم الصحي والنهوض الحقيقي بالقطاع. فالعيادات الجوارية وجدت لتقريب الخدمات الصحية من المواطن وتقديم العلاجات الممكنة، قبل التوجه إلى المؤسسات الإستشفائية والمستشفيات الجامعية. وبولاية سيدي بلعباس خلص القائمون على القطاع، إلى أهمية تفعيل دور العيادات الجوارية في بناء خارطة صحية جديدة ومنظمة حيث أجريت دراسة معمقة أسفرت عن وضع مخطط شامل لإخراج الفحوصات المتخصصة من المستشفى الجامعي إلى العيادات الجوارية المنتشرة عبر الأحياء لتخفيف الضغط عن المستشفى الجامعي من جهة، ولتنظيم الفحوصات وتوفيرها لأكبر عدد ممكن من المرضى، حيث تخصصت العيادة الجوارية بوعمامة المتواجدة بحي بن حمودة في جراحة الأعصاب، عيادة حي قمبيطة في أمراض العيون، الكلى والأمراض العقلية، العيادة الجوارية بحي الصخرة تم تخصيصها لأمراض المعدة وأمراض الدم والقلب وأمراض المسالك البولية وكذا الأمراض المعدية. أما العيادة الجوارية بحي الزاوية، فقد تخصصت في الكسور وجراحة العظام، التأهيل، الأشعة والسكانير... هذا وتم تحويل الفحوصات الخاصة بالنساء الحوامل من عيادة التوليد إلى العيادة الجوارية بحي سيدي ياسين. أما الفحوصات المتخصصة في الأمراض الداخلية والجراحة العامة، فقد تم تحويلها لعيادة رقيق عبد القادر بحي الحرية، في حين تم نقل تخصص جراحة الأطفال إلى عيادة خير النبية. كما تم تحويل أمراض السكري والغدد الصماء إلى العيادة الجوارية بحي هواري بومدين، وأمراض الجهاز الصدري بعيادة سيدي ياسين، والأمراض العصبية بعيادة بومليك. هذا وتم نقل الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل إلى عيادة بن زعمة بن صابر بحي عظيم فتيحة. في ذات السياق، أكدت ذات المسؤولة، في ردها على انشغالات أطباء المؤسسة الاستشفائية دحماني سليمان، الذين نظموا وقفة احتجاجية، بداية الأسبوع، بعد رفضهم قرار الإدارة القاضي بنقل طبيبين مختصين إلى مصلحة جراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني، أوضحت أن التعليمة الموقعة من قبل وزارة الصحة تؤكد، أن الخدمات الجراحية المقدمة بالمؤسسة الإستشفائية لا ترقى إلى الوحدة أو المصلحة الطبية، وهو ما دفع إدارة المؤسسة إلى رفض الطلب القاضي بترسيم مهام الطبيبين الأخصائيين بها، بعد استنفادهما الخدمة المدنية، نظرا لقلة الأنشطة الطبية بها، مقارنة بالمصلحة الجراحة بالمستشفى الجامعي، التي هي في أمسّ الحاجة لخدمات الأخصائيين وفق مبدإ الأولوية، خاصة للمرضى في حالة الاستعجالات.