يسعى القطاع الصحي بولاية سيدي بلعباس، إلى إعادة تنظيم الخارطة الصحية بالولاية ومحاولة تدارك النقائص والحد من الفوضى التي نجمت عن حالة اللاتوازن التي تشهدها جل الهياكل الصحية بالولاية. على الرغم من تشييد عديد المرافق الصحية الجوارية بمختلف الأحياء والتجمعات السكنية وتجهيزها بالوسائل والمعدات إلا أن الإقبال عليها يظل محتشما بالنظر إلى الكم الهائل للمرضى الوافدين على المستشفيات، هذه الأخيرة التي تشهد ضغطا رهيبا عبر كافة مصالحها، وهو ما يدعو للتساؤل عن سبب هذا العزوف الذي يرجعه البعض إلى الذهنيات التي ربطت العلاج بالمستشفى وفقط في حين يرى البعض الآخر أن ضعف الخدمات على مستوى هذه العيادات كان السبب وراء ذلك. وتزامنا وإطلاق المؤسسة العمومية الإستشفائية دحمان سليماني لحملة «صحتي بجواري»، بات ضروريا الاهتمام أكثر بمفهوم الصحة الجوارية والتركيز عليها باعتبارها من أساسيات التقدم الصحي والنهوض الحقيقي بالقطاع، فالعيادات الجوارية وجدت لتقريب الخدمات الصحية من المواطن وتقديم العلاجات الممكنة قبل التوجه إلى المؤسسات الإستشفائية والمستشفيات الجامعية، لكن حالات الإهمال والفوضى أبعدتها عن مهامها الأصلية حيث باتت تعمل لساعات فقط ولا توفر سوى خدمات علاجية بسيطة وبعض الإسعافات الأولية شأنها في ذلك شأن قاعات العلاج. فالمواطن وإن لمس البديل داخل هذه العيادات فسيتجه مباشرة إليها نظرا لقربها من مقره السكني وهو ما سيمكنه من ربح الوقت والمال في آن واحد، ولا يحدث هذا إلا بإعادة هيكلة هذه العيادات وتدعيمها بأجهزة حديثة والأهم من ذلك تسخير أطقم طبية ذات كفاءة من شأنها تلبية كافة طلبات المرضى والوافدين إلى العيادات على غرار الفحوصات العامة والمتخصصة، الاستعجالات البسيطة، الإسعافات الأولية، التحاليل والأشعة. وبولاية سيدي بلعباس خلص القائمون على القطاع إلى أهمية تفعيل دور العيادات الجوارية في بناء خارطة صحية جديدة ومنظمة حيث أقيمت دراسة معمقة أسفرت عن وضع مخطط شامل لإخراج الفحوصات المتخصصة من المستشفى الجامعي إلى العيادات الجوارية المنتشرة عبر الأحياء لتخفيف الضغط عن المستشفى الجامعي من جهة ولتنظيم الفحوصات ولتوفيرها لأكبر عدد ممكن من المرضى، حيث تخصصت العيادة الجوارية بوعمامة المتواجدة بحي بن حمودة في الجراحة العامة، عيادة حي قمبيطة في جراحة الأطفال وأمراض العيون، العيادة الجوارية بحي الصخرة تم تخصيصها لأمراض المعدة، والطب الداخلي وأمراض الدم، أما العيادة الجوارية بحي الزاوية فقد تخصصت في جراحة العظام، التأهيل، الأشعة والسكانير هذا وتم تحويل الفحوصات الخاصة بالنساء الحوامل من عيادة التوليد إلى العيادة الجوارية بحي سيدي ياسين. وحسب الإحصائيات المستقاة من مديرية الصحة فإن الولاية تضم 65 عيادة متعددة الخدمات مكنت خلال السنة المنصرمة من توفير خدمات صحية لعدد جد معتبر من المرضى عبر كامل التراب الولائي حيث فاق عدد الفحوصات الطبية الأخصائية بها 127 ألف، وأزيد من 222 ألف فحص إستعجالي وما يفوق المليون فحص عام فضلا عن 85 ألف فحص خاص بجراحة الأسنان في حين لم يتعد مجموع الفحوصات 568 ألف فحص بالمؤسسات الإستشفائية منها 254 ألف فحص متخصص، 209 ألف فحص عام و58 ألف فحص خاص بطب النساء والتوليد. ولتعميم الخدمات الصحية الجوارية تم خلال نفس الفترة إستيلام ثلاث وحدات قاعدية تتمثل في عيادات جوارية بكل من قرية بلولادي، بلدية سفيزف وبن باديس، هذا ويرتقب استيلام عيادتين جديدتين لا تزالان قيد الإنجاز بكل من بلديتي لمطار وتسالة، كما ستنطلق الأشغال قريبا لإنجاز ثلاث عيادات جديدة بكل من حي السوريكور، القطب الحضري الجنوبي لمدينة سيدي بلعباس وبلدية مصطفى بن ابراهيم.