قطعت عاصمة الأوراس باتنة، أشواطا معتبرة في التنمية المحلية، من خلال تفعيل عدة برامج تنموية لها صلة مباشرة بحياة المواطن وتتصدر انشغالاته اليومية، خاصة ما تعلق بالمياه الشروب. يعتبر البرنامج الاستعجالي لتوفير المياه الشروب، بحسب المدير الولائي للري والموارد المائية عبد الكريم شبري ل «الشعب»، من أهم الإنجازات الضخمة التي تحققت والتي أولت عناية كبيرة، خاصة بعد الزيارات المتكررة لمسؤولي الدولة، على رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي زار السد 3 مرات متتالية، للوقوف على مدى تحقق الأهداف المسطرة بعد ربطه بسد بني هارون بميلة، كما جاء إنجاز 51 منقبا لتزويد المناطق النائية التي تفتقر لموارد مائية، ليصبح المعدل اليومي لأغلب بلديات الولاية يتجاوز 200 لتر في الثانية. كما تم بهذا الخصوص، القضاء نهائيا على النقاط السوداء الخاصة بنقص المياه الشروب بالمناطق الريفية خلال العام الماضي، بفضل توفر الولاية على 11 حاجزا مائيا بسعة 6 ملايين متر مكعب، وحاجز مائي بتازولت بطاقة استيعاب تفوق المليون متر مكعب. وسيتعزز قريبا ببلوغ أكثر من مليون و700 ألف متر مكعّب في الشهر، وهو ما يعني، بحسب مدير الموارد المائية، تغطية كل احتياجات الولاية من هذه المادة الحيوية بعد تدعم القطاع بمشروع هام تمثل في ربط سدي بني هارون وكدية المدور، حيث وصلت، قبل أشهر، أولى كميات مياه سدّ بني هارون إلى سدّ كدية المدور بتيمڤاد، وهو ما من شأنه القضاء نهائيا على أزمة نقص المياه التي عانت منها الولاية وكلف غلافا ماليا ضخما، بالإضافة إلى المجهودات الكبيرة التي بذلتها السلطات العمومية الولائية والمركزية، حيث ستزيد قوة المياه إلى 60 ألف متر مكعّب يوميا. يندرج تحويل مياه سدّ بني هارون إلى سدّ كدية المدور بتيمڤاد، في إطار مخططّ أخضر استعجالي عبر قناة بطول 120 كلم وبقطر 1,40 متر، حيث يصل تدفّق الماء فيها إلى 1 متر مكعّب في الثانية، فيما تمّ تشغيل القناة الثانية الموازية لها منذ مدة قليلة، وفقا لما أفادت به مديرية الموارد المائية. ويسمح نظام بني هارون بتوفير كمّية من المياه للولاية تقدّر سنويا ب282 مليون متر مكعّب، مع تأمين احتياجاتها من هذه المادة الحيوية على مدار 30 سنة المقبلة، كما أكدته البطاقة التقنية للمشروع. كما أعطى سد كدية لمدور بتيمقاد، منتصف العام الماضي، ثماره بعد تعززه ب68 ألف متر مكعب يوميا من الماء الشروب، بدل 50 ألف م3 التي يتزود بها حاليا من سد بني هارون بولاية ميلة، بعد تشغيل محطة الضخ بعين كرشة بأم البواقي، وهي العملية التي أشرف عليها سلال. تعتبر هذه العملية من بين أهم الإنجازات الكبرى التي استفاد منها قطاع الموارد المائية، العام المنصرم 2016، لوضع حد لمعاناة سكان الولاية من نقص المياه الصالحة للشرب. تندرج العملية في إطار التحويلات الكبرى لنظام سد بني هارون، الذي سترتفع بموجبه كمية المياه الموجهة لولاية باتنة من 400 لتر في الثانية إلى 3 آلاف لتر في الثانية، الأمر الذي من شأنه تمكين سكان ولاية باتنة ومدنها الكبرى، كعين التوتة، بريكة، أريس وغيرها... من التزود بالمياه من هذا السد. ويعتبر سد كدية لمدور ببلدية تيمڤاد من السدور الجزائرية المهمة على المستوى الوطني بطاقة استيعاب تزيد عن 75 مليون متر مكعب.