قطعت، عاصمة الأوراس باتنة، أشواطا معتبرة في التنمية المحلية، خلال سنة 2016 من خلال تفعيل عدة برامج تنموية لها صلة مباشرة بحياة المواطن وتتصدر انشغالاته اليومية، خاصة ما تعلّق بالمياه الشروب. ويعتبر البرنامج الإستعجالي لتوفير المياه الشروب بولاية باتنة، حسب المدير الولائي للري والموارد المائية، عبد الكريم شبري، من بين أهم الإنجازات الضخمة التي تحققت بولاية باتنة، والتي أولتها الدولة عناية كبيرة خاصة بعد الزيارات المتكررة لمسؤولي الدولة وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي زار السد 3 مرات متتالية، للوقوف شخصيا على مدى تحقق الأهداف المسطرة بعد ربطه بسد بني هارون بولاية ميلة كما جاء إنجاز 51 منقبا، لتزويد المناطق النائية التي تفتقر لموارد مائية، ليصبح المعدل اليومي لأغلب بلديات الولاية باتنة يتجاوز معدل 200 لتر في الثانية. كما تمّ بهذا الخصوص القضاء نهائيا على النقاط السوداء الخاصة بنقص المياه الشروب بالمناطق الريفية خلال عام 2016 بفضل توفر الولاية على 11 حاجز مائي بسعة 6 ملايين متر مكعب، وحاجز مائي بتازولت بطاقة استيعاب تفوق المليون متر مكعب. ومن المنتظر بلوغ أكثر من 1 مليون و700 ألف متر مكعّب في الشهر، وهو ما يعني حسب مدير الموارد المائية عبد الكريم شبري تغطية كل احتياجات الولاية من المادة الحيوية بعد تدعم القطاع بمشروع هام تمثل في ربط سدي بني هارون وكدية لمدور، حيث وصلت، قبل أشهر أولى كميات مياه سدّ بني هارون إلى سدّ كدية المدور بتيمفاد، وهو ما من شأنه القضاء نهائيا على أزمة نقص المياه التي عانت منها الولاية باتنة في السنوات الأخيرة والذي كلف ميزانية الدولة غلافا ماليا ضخما، بالإضافة إلى المجهودات الكبيرة التي بذلتها السلطات العمومية الولائية والمركزية، حيث ستزيد قوة المياه إلى 60 ألف متر مكعّب يوميا. ويندرج تحويل مياه سدّ بني هارون إلى سدّ كدية المدور بتيمفاد في إطار مخططّ أخضر استعجالي عبر قناة بطول 120 كلم وبقطر 1,40 متر، حيث يصل تدفّق الماء فيها إلى 1 متر مكعّب في الثانية، فيما تمّ تشغيل القناة الثانية الموازية لها منذ مدة قليلة، وفقا لما أفادت به مديرية الموارد المائية وسيسمح نظام بني هارون بتوفير كمّية من المياه لولاية تقدّر سنويا ب 282 مليون متر مكعّب مع تأمين احتياجاتها من هذه المادة الحيوية على مدى ال30 سنة المقبلة، حسب ما أكدته البطاقات التقنية للمشروع. كما أعطت منتصف العام 2016، زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال لولاية باتنة، لتفقد ومعاينة سد كدية لمدور بتيمقاد، ثمارها بعد تعززه ب 68 ألف متر مكعب يوميا من الماء الشروب بدل 50 ألف التي يتزود بها حاليا من سد بني هارون بولاية ميلة، بعد تشغيل محطة الضخ بعين كرشة بأم البواقي، وهي العملية التي أشرف عليها سلال. وتعتبر هاته العملية من بين أهم الإنجازات الكبرى التي استفاد منها قطاع الموارد المائية بعاصمة الأوراس باتنة، العام الحالي 2016 لوضع حد لمعاناة سكان الولاية من نقص المياه الصالحة للشرب، وتندرج العملية في إطار التحويلات الكبرى لنظام سد بني هارون والذي سترتفع بموجبه كمية الماء لولاية باتنة من 400 لتر في الثانية إلى 3 ألاف لتر في الثانية الأمر الذي من شأنه تمكين سكان ولاية باتنة ومدنها الكبرى كعين التوتة، بريكة أريس وغيرها من التزود بالمياه من هذا السد. ويعتبر سد كدية لمدور ببلدية تيمقاد من السدور الجزائرية المهمة على المستوى الوطني بطاقة إستعاب تزيد عن 75 مليون متر مكعب. كما يعتبر الشروع في انجاز 3 أروقة، الأول بين باتنة وعين التوتة إلى بريكة، والثاني حول ولاية خنشلة والثالث إلى منطقة أريس أين استمع إلى شروحات معمقة حول قدرة استعاب سد كدية لمدور بتيمقاد، من بين أهم ما تحقق أيضا، خاصة وأن المشروع عاينه الوزير الأول وألح على ضرورة منح مشروع تزويد منطقة واد بدي كرواق رابع بالمياه الشروب لأكثر من مؤسسة إنجاز للإسراع في إتمام المشروع وإنهاء معاناة سكان هاته المنطقة مع غياب الماء الشروب.