بوشوارب وبوطرفة: كسب الرهان ورفع التحدي «2017 ستكون للمناولة بامتياز تلعب فيها المؤسسة الجزائرية الدور الحاسم في إنجاز المشاريع وشركات الاستثمار في قطاعات متعددة كانت في السابق حكرا على الأجانب». هذا ما اتضح من خلال مراسم إمضاء اتفاقيات شراكة بين سوناطراك والمجمعين الصناعيين العموميين : «إليك الجزائر» و»أ جي ام» للميكانيك بإشراف وزيري القطاعين عبد السلام بوشوارب ونور الدين بوطرفة. يتولى المجمعان تزويد سناطراك وفروعها بتجهيزات الحفر والتنقيب عن البترول والخدمات الأخرى التي كانت تستوردها من أجانب بتكلفة غالية للغاية. والشراكة بين المجمعات الثلاثة تدرج ضمن برنامج رئيس الجمهورية المشجع على تطوير الاقتصاد الوطني وتنويعه بصفته البديل للاتكالية على المحروقات التي تعيش حالة انهيار أسعار متتالية منذ 3 سنوات فرضت هذه الإجراءات الاحترازية. أكد بوشوارب وزير الصناعة والمناجم على أهمية الشراكة بين الصناعة والطاقة المدرجين ضمن برنامج رئيس الجمهورية، في إنجاز مشاريع وتجهيزات كانت حكرا على الأجانب. وهي تمثل ليس فقط استثمارا للمؤسسة الجزائرية بل تحتم عليها اكتساب تجربة في قطاع حساس يراهن عليه في تعزيز استقلالية القرار والسيادة الوطنية. وذكر بوشوارب في تدخله عقب إمضاء اتفاقيات الشراكة من قبل مسؤولي سوناطراك والمجمعين العموميين بعقود وصفقات تمت بين الصناعة والطاقة. ويعول عليها في إنتاج الطاقات المتجددة مثلما ينص عليه البرنامج الوطني. في هذا الإطار تمت المصادقة في مجلس الحكومة على مرسوم تنفيذي يحدد شروط الإعلان عن مناقصة وطنية ودولية لإنتاج وتوزيع 4 آلاف ميغاواط من الكهرباء عبر»الشمسية». وتحدث بوشوارب مطولا عن غايات المناولة وأهدافها في الاندماج الوطني الذي تسعى السلطات لرفعه إلى 50 في المائة خاصة بعد الحركية التي تعرفها شعب الميكانيك والأسمنت والحديد والصلب بعد دخول مركبات الإنتاج منها معمل بلارة الاستراتيجي للحديد والصلب. وكل هذه المركبات يضاف إليها معامل تحويل الفوسفات تساعد على أن تصبح الجزائر بلدا ناشئا السنوات القليلة القادمة. من جهته أبرز بوطرفة أهمية الشراكة بين الصناعة والطاقة داعيا المجمعين إلى التحلي بالمهنية والمسؤولية في كسب الرهان قائلا « نحن هنا بقدر ما نعبر عن ابتهاجنا بهذا التألق الجزائري نحرص على متابعة الجهد وتفقد مدى مراعاته للنوعية شرط النجاح والنجاعة». وبشأن ما ورد على لسان المدير العام للمؤسسة الفرنسية «جي. أر. تي غاز» عن انقطاع تموين جنوب غرب فرنسا من الغاز انطلاقا من الجزائر، قال وزير الطاقة: « ليس هناك أي مشكل من جهتنا « وأضاف في جوابه للصحفي صاحب السؤال:» لماذا أنت قلق مكان الفرنسي.. لماذا تريدوننا أن نقلق في مكانهم». حول مدى احترام اتفاق الأوبيب بخفض الانتاج أجاب بوطرفة قائلا:» إن كل الدول النفطية العضوة في الأوبيب وغير العضوة فيها التزمت بخفض الانتاج حسب السقف المحدد.منها الجزائر التي خفضت 50 ألف برميل يومي من إنتاجها .وإن الأسعار في طريقها إلى الاستقرار خلال السداسي القادم. من جهته، كشف الرئيس المدير العام لسوناطراك أمين معزوزي عن خطة المجمع النفطي وما تمثله اتفاقات الشراكة مع المجمعين الصناعيين من أهمية في تزويد سوناطراك وفروعها من تجهيزات تصنع في الجزائر بدل استيرادها بأغلى الأثمان. وقال إن سوناطراك ستوقع اتفاقات شراكة مع كل مؤسسة وطنية أخرى تراعي معايير النوعية، التكلفة والآجال، شروط النجاعة، مذكرا بإمضاء يوم 26 جوان الجاري اتفاقين في قطاع البتروكيماء. ويخص الاتفاق مع شركة فرساليس التابعة للمجمع الايطالي «ايني» لإنجاز دراسة جدوى للمشاريع البتروكيماوية ببلادنا وكذا عقد دراسة مع الشركة الهندية « انجينير اينديا ليميتاد» لمتابعة تجسيد مشروع إنجاز وحدة البلاتين بسكيكدة. وكشف معزوزي أن تفاصيل أخرى عن مشاريع سوناطراك يعلن عنها في أيامها العلمية بوهران من 19 إلى 22 نوفمبر القادم، بعنوان» الإبداع والشراكة في سياق الانتقال الطاقوي العالمي». وكانت هناك مداخلات من موقعي اتفاقات الشراكة صبت كلها في اتجاه تثمين العلاقة بين المؤسسات الصناعية الوطنية وسوناطراك اتكالا على الذات دون الإبقاء على التبعية للخارج. ذكر بهذا دواجي جيلالي كنان مساعد المدير العام لمجمع «إليك الجزائر»، وعزّزه بشير دهيمي الرئيس المدير العام للمجمع الميكانيكي «ا.جي.ام» مطمئنين أنهما سيكونان في مستوى التحديات.