أي نوع من الجنون؟ هذا الذي يوقظني منتصف الليل، للتحديق في سقف أسود بكامل الوعي سقفٌ أحاول غصبًا تشبيهه بملامحك، وأصوّر فيه لحظات من المستحيل .. تجمعني بك، تشبك أصابعنا و تُميل رأسي على كتفك. لا أحد يصدّق أني أفيق من غفوتي إذا ما شعرت أنك متضايق في مكان ما من هذا العالم، أو حين ينزلق لحافك سهوا وتتعرى قدماك .. لا يعلمون أني أمك في شريعة الحب وأني أنجبت أطيافا على مقاسك، يتناوبون على مرافقتي ويهمسون لي بكل أخبارك .. أطيافٌ يحملون وجعي واسمك! واحدٌ قاسٍ مثلك يفسد علي غفوتي ويحاول كسر الصحن الذي آكل منه،، وآخر حنون بشكل ما، حنون سرا؛ يمسح على شعري كلما بكيت وجعا.. أما الثالث فإنه صامت وغامض، لا يكف عن مراقبتي ولا أستطيع أن أحدد طينته أو أصفه بأكثر من ....»صامت»؛ أظنه أشدهم شبها بك، بل لعله الحقيقي الوحيد بينهم والآخرون نسخ مزيفة تكاثروا بقدر كثرة وجوهك! أنا .... أتشرد كل ليلة في زاوية الغرفة، أتوه طويلا، تسقط هناك أجزائي والكثير من الوقت والدموع. وحين أتماسك قليلا وأريد العودة، أبحث عني، عن جنسيتي، انتمائي اسمي ..! لا أجد شيئا يدلني عليّ سواك. أنت الشامة التي تميزني حينما أفقد هويتي، وذاكرتي! أنت بوصلتي للوصول إلى الحقيقة الوحيدة التي أُدركها .. «أنّي فقدتك».