لم يعد لأدبائنا الميامين من حراك داخل المشهد الثقافي إلا وفق حدث بارز ممنهج. خاصة ذاكم الذي تحرك أواصره السلطات العليا والمقصود الحكومات وما التف حولها من هيئات...وقد كان أغلبهم حتى لا نقول كلهم إلى عهد قريب يعمل على تصدير انتاجه. وتهريبه خارج الديار؟ تحت طائلة حجج قد تبدو أقرب الى الحقيقة لكنها ليست كل الحقيقة. وهي انعدام المجلات الأدبية المتخصّصة والملاحق الفكرية والإبداعية .. وأن النشر في دوريات مشرقية وفي دول تحترم الأدب والفكر. يضمن مكانة قارة لهم . ويجلب التقدير والإثراء. يوم تتبع عمليات النشر ردود وقراءات من كبار الأسماء عكس الجزائر تماما ... وصنف آخر لاتجده إلا لاهثا وراء المسابقات والجوائز. وفي مخيلته الارتكاز على التشريفات والمنابر التي تجلب له الأضواء من هنا وهناك.. ولو أجرينا عملية مسح على كل الجوائز التي مُنحت في السنوات الأخيرة داخل الجزائر. فعلى الرغم من أنها شجعت المبدعين أنفسهم إلا أنها لم تضمن للمشهد الثقافي السيرورة الحقة والديمومة... بل سرعان مايعود المبدعون المتوّجون إلى خنادقهم وكأن الأمر يتعلق بمنافسات العدو الريفي. لهذا وذاك فالصفة الأقرب لوصف الانتاج الأدبي الجزائري، هي أنه أدب مرحلي ..استعجالي ...تحت الطلب ....آني ....ضمادات مؤقتة ..... سميه كما شئت . فقط أنه لا يستحق صفة الحراك والحياة واستشراف المستقبل... بعض الأدباء ممن تلتقيهم هنا وهناك..دائما يجيبونك بأنهم جد متذمرون من الوضع العام للبلد وأن ما يسمعون به ويشاهدونه من ظواهر مخزية داخل مفاصل المجتمع تبعث في نفوسهم على التشاؤم وعدم الظهور على الواجهات...مخافة الأوصاف التي يهابونها من عدد من الأطراف التي لاهم لها سوى ثقافة الرياضة والسعي وراء جمع المال.. وأن الأدب لايملأ القفف ولا يحيي الأشخاص الذين يروا أنفسهم دون المال أمواتا؟ا إلى هنا هل يمكننا تشخيص الداء بصفة نهائية. وهي أن المجتمع الجزائري مادام غارقا في الماديات متخليا عن كثير من مبادئه. يمثل السندان الذي تقابله مطرقة السياسات الثقافية الارتجالية وغير الصائبة سببا في أن يصبح المثقف ضحية لا حول ولا قوة له؟. نقول هذا ونحن في حالة أسف لاحدود لها خاصة إذ رحنا نقارن أنفسنا بدول أقل منا انتاجا واقتصادً ومساحة ودخلا عاما لا نقول موريتانيا ولا اليمن ولا إثيوبيا حين تجد لديها الكثير من المميزات فمابالك بمقارنتنا بلبنان أو العراق أو مصر. إن المشكلة تبدو جذرية ونتيجة تراكم سنين من طبقات الميزات التي تتبع تربتها وجذرها. وهي أن الوضع في الجزائر جد مختلف .. نعرف الحقائق ومكامن الداء وطرق العلاج، لكننا نعجز عن إنزالها قيد التنفيذ ؟ لذلك فنحن بحاجة لمعجزات في هذا المجال. @ شاعر وصحفي جزائري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.