دقّ مختصّون في طب الأطفال ناقوس الخطر حول الإسهال الحاد لدى البراءة بعد تسجيل نسبة 10 بالمائة من الوفيات الناجمة عن هذه الحالات على الرغم من انخفاضها مقارنة بسنوات سابقة، حيث كانت آنذاك في حدود 25 في المائة. وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإنّ الإسهال الحاد كان يعتبر السبب الأول في وفيات الأطفال بعد الالتهابات التنفسية، لكن منذ تطبيق البرنامج الوطني لمكافحة أمراض الأطفال انتقل الإسهال إلى المرتبة الثانية من حيث المرض والوفاة بالنسبة للأطفال الأقل من 5 سنوات. أشار المختصون إلى أنّ نسبة الوفيات الناجمة عن مرض الإسهال انخفضت بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالسنوات السابقة، لكن المرض لا يزال يحتل المرتبة الخامسة في وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات عبر العالم، والمرتبة الثانية ب 18 بالمائة من الوفيات بعد الالتهابات التنفسية الحادة. من جهته، كشف مختصّون في طب الأطفال أن نسبة الإصابة السنوية لدى الطفل قدرت ب 5 . 2،وهو ما يعكس حوالي 10 ملايين حالة سنويا، في حين تمّ تسجيل انخفاض في نسبة الوفيات، حيث كانت تقدر ب 25 بالمائة وهي الآن أقل من 10 بالمائة. ويعد الإسهال عند الرضع مشكلة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الجفاف وفقدان الفيتامينات والمعادن المهمة، ما تعرض الأطفال قليلي المناعة إلى خطر الإصابة بالإسهال بشكل أكبر، وهو ما يهدّد حياة الأشخاص، لذلك بات من الواجب اتخاذ الأساليب الوقائية التي تحمي الأطفال من خلال غسل الأيادي بالصابون وشرب الكثير من الماء، والذي من شأنه التقليل من مخاطر الإصابة بالإسهال الذي يعاني منه أطفال تقل أعمارهم عن 3 سنوات لأسباب كثيرة من بينها سوء التغدية وعدم تناول الطفل العناصر الأساسية الغذائية التي يحتاجها جسمه للنمو. ويعد كل من فيروس “الروتا” و«القولونية” السببان الأكثر انتشارا في الإصابة بالإسهال الذي يستمر أياما كثيرة، وهو ما يؤدي إلى حدوث جفاف على مستوى الجسم، وفي أغلب الحالات الوفاة بسبب جفاف حاد للجسم. لذا فإنّ إعادة التمييه هي العنصر الأساسي لعلاج الإسهال الحاد لدى الرضع، حسب توصيات منظمة الصحة العالمية التي قدّمت وصفات لأعراض الداء، منه فقدان الجسم للسوائل والأملاح الضرورية لعمله، لذلك يجب الحرص على شرب الطفل الكثير من الماء لمنع حدوث الجفاف التي تشمل علاماته الضعف وقلة التبول والبكاء الشديد لدى الرضع الذين يقل عمرهم عن سنة. كما شدّد المختصّون على ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية لدى الأطفال من خلال الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون، والحفاظ على دورات مياه نظيفة وحفظ المواد الغدائية بشكل صحيح، وعدم ترك الحليب والأطعمة المطبوخة خارج الثلاجة حتى لفترة وجيزة. ويوصى لتجاوز هذا الوضع الصحي الحرج للغاية لاطفال في سن مبكر، بتلقيح الرضع الذين يتراوح أعمارهم ما بين شهرين إلى ستة أشهر ضد فيروس “الروتا”، الفيروس الذي يسبّب للإسهال الشديد والجفاف.