لم نكن أبدا أنا ودونالد بوستروم لدى قيامنا برحلتنا الأولى إلى الجزائر والناجحة جدا ، لم نكن ندرك أو نعرف أن وراء هذا العمل الجبار من الإعداد والاستقبال نخبة من الشباب الفلسطيني والذي تطوع لخدمة القضية الفلسطينية من خلال اللجنة الإعلامية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية في الجزائر . اللجنة الإعلامية الفلسطينية والتي سعت لدى الفيدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين من اجل الاتصال بنا واستضافتنا في الجزائر لتكون تلك الزيارة هي الزيارة لأول بلد عربي بعد تفجير دونالد لقضية التجارة بأعضاء الشهداء الفلسطينيين والتي لقيت ضجة عالمية وإدانة وحرباً إسرائيلية كادت أن تطيح بالعلاقات بين السويد وحكومة الكيان الصهيوني. اللجنة الإعلامية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 والتي تنشط في الجزائر وتتواصل عبر الصحافة والشبكة العنكبوتية مع مئات الكتّاب والمثقفين العرب والناشطين والمواقع الإلكترونية في جهات العالم خاصة في الأراضي الفلسطينية، تضم بين صفوفها إضافة إلى نخب من الكتاب الفلسطينيين المقيمين في الجزائر، عدداً من رجال الفكر والعلم والأدب والإعلام الجزائريين والذين لا تنقصهم أبداً الحمية والنخوة والوطنية للمساهمة في تحقيق انجاز كبير وعمل جماعي للنهوض الدائم بهذه القضية والتي تحاول معاول التخريب العالمية وأد أيّ عمل للنهوض الإعلامي والحركي للقضية الفلسطينية. اللجنة الإعلامية الفلسطينية تطبع أكثر من ملحق إسبوعيٍّ متميزٍ بالتعاون مع صحيفة ''الشعب'' الجزائرية ذات التاريخ النضالي والتي تفرد إسبوعياً عدداً لا يستهان به من صفحاتها للجنة الإعلامية الفلسطينية، بالإضافة إلى صحيفة ''الجزائر نيوز'' الصاعدة الطموحة، مما يعطي فكرة كافية عن مدى هذا التلاحم الجزائري والقضية الفلسطينية، دون أن ينقص هذا من قدر كل الإعلام الجزائري الذي عايشناه عن قرب فترة استضافتنا من قبل الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين وأدركنا مدى التحامه بقضيتنا الأولى، ولامسنا قلوبهم ورأينا مكانة فلسطين فيها، رجالٌ صادقون وقلوب ساهرة، لا يألون جهداً ولا يرفضون طلباً لفلسطين كما أخبرنا القائمون على اللجنة الإعلامية الفلسطينية، والذين هم بدورهم يعملون جنودا مجهولين، رغم أنّ منهم من له تاريخٌ نضالي مشرق وحافل قضَّ مضاجع العدو في يوم ما وما زال يؤدّي دوره عبر جهد إعلامي وثقافي غيور وصادق ونزيه يضع نصب عينيه الأهداف الكبيرة والعميقة للصراع مع العدوّ الصهيوني ويؤسس كما يطمحون لوعي لا يبدده الراهن المضطرب ولا يضيّع الحق الكامل، يكون شمعة لمن سيأتي بالتأكيد منا أو من بعدنا، ليقول كلمته بطريقته، وهم يرفضون تجزئة المسألة إلى فصائل وقبائل، وهو رأي الشارع الجزائري كما هو رأي الدولة الجزائرية التي تعتبر الهمّ والقضية الفلسطينية همّاً جزائرياً يساهم في كتابة ملحمته كتاب وأقلام جزائرية وصحف ووسائل إعلامية على اتصال دائم بمكتب اللجنة الإعلامية الفلسطينية. إن تجربة هذه اللجنة التي تحتضنها الجزائر حكومة وشعبا هو تجربة يفتقدها الإعلام الفلسطيني والذي انكمش في سنواته الأخيرة بعد دخوله في صراعات فصائلية أبعدته عن جوهر القضية الأساسية للشعب الفلسطيني وشوهت تاريخاً نضالياً مشرفاً وبدّدت جهدَ أجيال مختصة في الدراسات الفلسطينية، بل إنّ بعض المكاتب الإعلامية انزلقت إلى عبثية مهينة في قضية مازال العالم أجمعه ينظر إليها باحترام ويطأطئ لها الرأس، في الوقت الذي تسيطر على بعض المكاتب الإعلامية عناصر لا تمت إلى النضال الفلسطيني بأية صلة. ومع تمنياتي الكبيرة لهذه اللجنة والتي تأسست عشيه انطلاقة فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية في كنف أبناء الثورة الجزائرية الذين احتضنوها ورعوها فاني أتطلع إلى أن تكون الجاليات الفلسطينية في دول العالم قاطبة أكثر همة وأن تستفيد من تجربة اللجنة الإعلامية الفلسطيني