احتفى العالم العربي بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م، وانطلقت الاحتفالية متأخرة تضامناً مع محافظات غزة، وما أصابها من الهولوكوست الجديد الذي طال البشر والشجر والحجر، لم يفرق بين صغير و كبير حتى الرضع لم يسلموا من بطش آلة الحرب والإجرام الصهيونية، فأبت القدس إلا أن تتضامن مع شقيقتها غزة وأهلها الذين لم يتخلوا عن قدسهم بخيرة شبابها في كل هّبة وانتفاضة لحماية القدس والأقصى والمقدسات . وانطلقت الاحتفالات في العواصم العربية معلنة عن أسبوع ثقافي هنا وفعالية هناك، إلا الجزائر بلد الشهداء والعزة والكرامة بلد التضحيات والفداء، كانت على الموعد رافعة شعار القدس عاصمة الثقافة الأبدية للعرب. مسخرة كل الإمكانيات لاحتفالية تليق بعاصمة العواصم، عاصمة أرض الإسراء والمعراج مهد الرسالات، العاصمة التي يُحتفل بها وهي راسخة تحت الاحتلال، عاصمة يسعي المحتل لتهويدها وهدم أقصاها وطرد سكانها الأصليين لتصبح عاصمة موحدة لكيانهم العنصري البغيض . بناء عليه فقد أعلنت السيدة/ خليدة تومي وزير الثقافة عن برنامج وزارة الثقافة الجزائرية بفعاليات على مدار العام، وعلى مستوى ولايات الجزائر رغم إتساع رقعتها، معلنة عن طباعة مائة كتاب وكتاب عن القدس على نفقة الدولة الجزائرية. أما على الصعيد الإعلامي، فالقدس كانت حاضرة في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة، فكانت صحيفة الشعب الجزائرية بالتعاون مع اللجنة الإعلامية بسفارة فلسطينبالجزائر السباقة عربياً لإصدار ملف الشعب المقدسي الأسبوعي للاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م، حيث تطور إلي أن أصبح يحتوي على العديد من الصفحات، يعكس عمق العلاقة بين بلد المليون ونصف المليون شهيد وأرض الإسراء والمعراج. إن تجربة اللجنة الإعلامية الفلسطينية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية في الجزائر كانت تجربة ريادية على الصعيد الإعلامي من خلال التواصل الدائم مع الصحافة الجزائرية، فبعد الشعب كانت صحيفة ''الجزائر نيوز'' وغيرها، وأتمنى على سفاراتنا في الخارج أن تحذو حذو سفارة فلسطينبالجزائر على صعيد اللجنة الإعلامية الفلسطينية، حيث نتمنى على سعادة الأخ سفير فلسطينبالجزائر بإلاهتمام بها ورعايتها لتكون هذه اللجنة الإعلامية دائمة كي تنقل الهمّ الفلسطيني للعالم، ولفضح كافة الإجراءات الصهيونية في القدس خاصة وفي فلسطين عامة . وإننا في اختتام احتفال العرب بالقدس عاصمة للثقافة لعام 2009م، نتمنى أن تبقي القدس في وجدانهم وقلوبهم ومحل أنظارهم وأن يوحدوا كلمتهم ويجمعوا شملهم للدفاع عن قبلتهم الأولي. أما أنتم يا أهلنا في الجزائر الشقيق فلكم الشكر والعرفان، فهذا ليس جديداً عليكم يا شعب المليون ونصف المليون شهيد بتميزكم بدعم أشقائكم الفلسطينيين في كل المحافل، فما بالنا إذا كان الحدث يخص القدس مهجة أفئدتكم، فالشكر بداية لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية على تسخيره كل الإمكانيات للإحتفالية، ولك الشكر يا بنت الشهيد السيدة / خليدة تومي وزير الثقافة، وإلي فريق عملك على مجهوداته الجبارة لإنجاح لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة الأبدية. والشكر موصول إلى الأستاذ/ عز الدين بوكردوس المدير العام لجريدة ''الشعب'' على إتاحته تلك المساحة في يومية الشعب لملف الشعب المقدسي، وكافة الأخوة القائمين والساهرين في الجريدة على مساحة فلسطين في صفحاتهم الطاهرة المعمدة بروح أحرار الجزائر. والشكر موصول للأخوة في اللجنة الإعلامية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية في الجزائر على جهودهم الجبارة في إخراج الملف الأسبوعي، هذه المعلومات والمقالات التي تربط الشعوب العربية بالقدس، وتعرف أبناء الأمة على ما يجري في هذه المدينة المقدسة . أما نحن أصحاب القدس فقد زُرعنا فيها، وجئنا من شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، ومن كان يجهلُ هذه الحقائق، فلينظر إلى شوارع القدس العتيقة، وأزقتها الضيقة، وحجارتها العربية، وأسوارها الشاهقة، ويستمعُ إلى لغة أهلها، وأصوات المؤذن فيها، فستبقى القدس هي القدس عربية إسلامية إن شاء الله إلى يوم القيامة رغم كيد الكائدين وعبث العابثين وهمجية المحتلين. وستبقي الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، إلى لقاء قريب بإذن الله على أرض القدس الطاهرة في رحاب المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.