تخلو مختلف مواقف الحافلات ببلدية تازمالت، الواقعة على بعد 85 كلم جنوب غرب بجاية، من المواقف الواقية التي تقي من حرارة الصيف وأمطار الشتاء، والتي من شأنها حماية مستخدمي مختلف خطوط النقل البري من غضب الطبيعة، وها هم المواطنون يعانون الأمّرين يوميا، مجبرين على التعايش مع هذه الأوضاع الصعبة. لقد أدّت الاضطرابات الجوية التي عرفتها المنطقة في الآونة الأخيرة، إلى إثارة سخط المسافرين الذين يضطرون إلى انتظار وصول الحافلات، ومختلف وسائل النقل الصغيرة، التي تضمن خدمة النقل الخاص بالعديد من المناطق، على غرار آيث مليكش، أقبو وبجاية ومشدالة والبويرة، والأمطار الغزيرة والبرد القارس ينهشان أجسامهم. في هذا الصدد، يقول مواطن، ‘معاينة مواقف الحافلات تبعث على الأسف، والتي تضمن خدمة النقل بين مقري بلديتي تازمالت وآيث مليكش، حيث لا يوجد أي أثر لأي ملجأ للمسافرين، ولكن ما يزيد من حدة غضب المواطنين، كون هذا الوضع الذي يشبّهه العديد من المسافرين بالكابوس، يدوم منذ عدة سنوات من دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا لتجسيد المشروع «الشهير»، المتمثل في إنجاز محطة برّية بتيوريرين، والذي أعلن عنه المجلس الشعبي البلدي منذ عدة سنوات، لعلّ ذلك يحرّر المسافرين من معاناتهم اليومية. لقد تحوّل هذا الموقف المحاذي لمقر البلدية إلى مستنقع حقيقي، بفعل تهاطل أمطار غزيرة مؤخرا، وأصبح المكان المخصص لتوقف الحافلات غير قابل للسير فيه، مع الإشارة إلى أن الناقلين يجدون صعوبة كبيرة في إخراج حافلاتهم من هذا الوحل اللاصق'. في نفس السياق، عبر أحد الناقلين الضامنين لخدمة النقل بين تازمالت وآيث مليكش; قائلا: «أليس بمقدور السلطات القيام، على الأقل، بإعادة كساء سطح هذا الموقف من أجل تخليصنا ولو مؤقتا من كل هذا الوحل؟ لا يمكننا العمل في مثل هذه الأوضاع. في هذه المنطقة، يفتقر أيضا إلى أبسط وسائل الراحة كالمقاعد والمراحيض العمومية والإنارة ونقاط المياه، أما موقف الحافلات الواقع بالنهج الرئيسي « عبد الرحمان ميرة»، والمجاور لحديقة البلدية فحالته ليست أحسن من غيره من المواقف، إذ أنه وبالرغم من كونه يستخدم من قبل عديد الناقلين الذين يعملون في الخط الرابط بين تازمالت وأقبو، إلا أنه لا يتوفر لا على واقيات للمسافرين ولا على مقاعد، حتى أنه ضيق للغاية، لكونه قد هيئ على حافة هذا النهج، وقد نتج عن ذلك خلق ازدحام دائم بهذا المكان. فضلا عن ذلك، يجدر جذب الانتباه إلى الموقف الرابط بين تازمالت ومشدالة، والواقع بتجزئة «شواطئ» على حافة الطريق الوطني رقم 26، فقد تسببت برك المياه التي تغمره، وكذا الوحل الذي استولى عليه في انزعاج وتذمر كامل المستخدمين وكل الناقلين الذين يرتادونه.